لا صوت يعلو اليومين دول على صوت صفقة أوبر وكريم، اللي تم الإعلان عنها يوم التلات اللي فات، وتوصلت فيها أوبر وكريم لاتفاق مبدئي هتستحوذ بناءً عليه أوبر على منافسها المباشر في دول الشرق الأوسط وباكستان، في مقابل 3.1 مليار دولار، جزء منهم وهو 1.4 مليار هيكون كاش و1.7 مليار دولار هيكونوا عبارة عن أسهم قابلة للتحويل.
المبلغ الضخم ده أوبر طبعا مش هتدفعه غير وهي عارفة إنه بيخدم مصلحتها جدا وده لأسباب كتير منها: إنها هتوفر تكلفة المنافسة الشديدة اللي كانت مع كريم وكمان هتزود من المناطق الجغرافية اللي بتشتغل فيها، ده غير إنها بالاستحواذ ده هتكون كسبت شركة فاهمة كويس جدا لطبيعة الشرق الأوسط.
فشركة كريم اللي بدأت كشركة ناشئة في 2012 بالإمارات العربية وقدرت بعد 7 سنين إنها تكون موجودة في أكثر من 10 دول بالشرق الأوسط وأكتر من 120 مدينة وعندها أكتر من 30 مليون مستخدم ومليون كابتن، خلوها تاخد لقب "يوني كورن" وده بعد ما تجاوز رأس مالها لأكتر من مليار دولار وبقيمة سوقية تجاوزت 2 مليار دولار في أكتوبر 2018.
كل العوامل دي شجعت أوبر على إنها تستحوذ على كريم المنافس الأول ليها ويعتبر الوحيد في الشرق الأوسط، بس الصفقة اللي من المتوقع إنها تتم بشكل رسمي في الربع الأول من سنة 2020 مش هتحصل إلا بعد ماتاخد الموافقة من جهات تنظيمية في الدول اللي كريم وأوبر بيشتغلوا فيها، زي جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر واللي طلع بيان قال فيه إنه مش هيوافق على الصفقة إلا بعد دراسة تأثير الصفقة دي على سوق النقل الإلكتروني وسماع أراء الشركات اللي بتشتغل في المجال ده وازاي ممكن قرار الاستحواذ ده يأثر عليهم.
وبالتأكيد استحواذ أوبر على كريم هيكون له أثر كبير على السوق والمنافسة فيه وكمان على المستثمرين والعملاء اللي بيستخدموا خدمات أوبر وكريم، وفي البوست النهاردة هنناقش ازاي ممكن قرار الاستحواذ ده هيأثر عليهم وخاصة على السوق في مصر:
أولا على السوق والمنافسة:
تأثير الاستحواذ من المتوقع إنه يكون قوي على سوق نقل الركاب اللي بيتم عن طريق الأبليكشنز وده لأنه ممكن يخلق نوع من أنواع الاحتكار في السوق، لأن أوبر بعد ضم كريم ليها هتبقى قدراتها التمويلية أكبر وكمان هايبقى في ايدها قاعدة بيانات عملاقة للسواقين والركاب مستحيل إن أي ابليكشن تاني يقدر يمتلكها، وبالتالي هتقضي على فرص الشركات الصغيرة الموجودة في السوق أو اللي حابة تدخله في التوسع أو المنافسة.
ده غير إن البدايل التانية لأوبر زي التاكسي العادي أو المواصلات العامة مش هتكون فعالة وده بسبب تمتع الابليكشنز دي بمزايا مختلفة منها، إن الراكب بيكون ضامن جودة السيارة وعارف بياناتها وبيانات السائق بتاعها، بيبقى عارف تكلفة الرحلة قبل ما بتبدأ.
ثانيا على المستهلكين:
وبالنسبة للعملاء جوه السوق اللي شغالة فيه أوبر وكريم فهما هيكونوا السواقين والركاب، فالركاب مثلا ومع احتمالية عدم وجود المنافسة اللي هيخلقها الاستحواذ ده ممكن يترتب عليه رفع الأسعار خاصة وإن جزء كبير من الركاب كانوا بيستفيدوا من منافسة الشركتين لبعض في البرومو كود اللي كانوا بيقدموها وكمان في الفرق اللي بيحصل في أسعار أوقات الذروة، ده غير إنه ممكن يخلق تراجع في مستوى الخدمة وهيحد من اختيارات الركاب للابلكيشن اللي كانوا بيفضلوا يتعامله معاه أكتر من التاني.
أما بالنسبة للسواقين بقى، فتأثير الاستحواذ ده عليهم ممكن يظهر في اللي كان مسجل نفسه في كل ابليكشن بشكل منفصل، لأنه ممكن ساعتها يضطر انه يشتغل على ابليكشن واحد بس أو انه يستقبل الرحلات بغض النظر سواء كانت من كريم أو أوبر أو يتم وضع شروط تعسفية بما إن مبقاش فيه كيان تاني غير ده.
ثالثا على المستثمرين:
أي حد كان مستثمر في كريم فتعتبر الصفقة دي رابحة جدا بالنسباله وده لأن قيمة الأسهم فيه احتمالية كبيرة في صعودها بعد الاستحواذ، خاصة إن أوبر حاليا بتستعد في شهر إبريل إنها تطرح نفسها للاكتتاب العام في بورصة نيويورك مع تقدير لقيمة الشركة هيوصل لحوالي 120 مليار دولار.
أما بقي لأي شركة ناشئة في مجال النقل عن طريق الابليكشنز وبتحاول تدور على مستثمرين، فالموضوع هيكون صعب جدا على الشركات دي إنها تجتذب المستثمرين لتمويلهم.
الخلاصة إحنا في البوست ده حاولنا نعرض للأثار اللي ممكن تحصل بعد استحواذ أوبر على كريم، سواء على السوق ومستوى المنافسة فيه وكمان على المستثمرين والمستهلكين، وطبعا زي ما ده هيوسع من فرص أوبر في السيطرة على السوق لكنه ممكن يصعب الأمور على أي شركة ناشئة تانية، وبالتالي لازم أوبر تكون مستعدة الفترة الجاية لتقديم كل الضمانات اللي ممكن تبعدها عن خطر ممارسة الاحتكار.