الطبيعي إننا من فترة للتانية نحس بإرهاق في الشغل ونبقى محتاجين شوية راحة، بس الوضع ده بيبقى غير طبيعي لما الإرهاق يبقى طول الوقت لدرجة إنك تحس الاستنزاف ومعندكش طاقة للشغل وكمان كاره كل حاجة فيه.
ولغاية وقت قريب إرهاق العمل "Burnout" كان دايما بيتم تصنيفه على انه مشكلة متعلقة بإدارة الحياة، لكن في شهر مايو 2019 منظمة الصحة العالمية أعادت تصنيف إرهاق العمل على إنه متلازمة ناتجة عن الإجهاد المزمن في مكان العمل ومتمش إدارته بشكل ناجح، وحطته ضمن قائمة التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل الصحية.
إرهاق العمل كموظف ممكن تلاقيه بيحصلك لو اتحطيت تحت ضغط لمدة طويلة أو لما تشتغل في منصب بيستهلكك نفسيا وجسديا لوقت كبير وممكن إرهاق الشغل ده يجي برده لما مجهوداتك في الشغل تفشل في تحقيق النتائج اللي كنت متوقعها وبالتالي تحس بخيبة أمل كبيرة، ومن الأعراض اللي ممكن تعرفك إنك بتعاني من إرهاق الشغل هي مثلا:
• الشعور باستنزاف الطاقة والإجهاد.
• قلة التركيز والانفصال ذهنيا عن الشغل وزيادة المشاعر السلبية وعدم المبالاة.
• تحس إنك غرقان في الشغل والمسئوليات كتيرة عليك.
• بتتعامل بعدم صبر ونرفزة مع الآخرين بطريقة مختلفة عن اللي كنت متعود عليها.
• قلة الأداء وانخفاض الكفاءة المهنية.
سنة 1992 في دراسة اتعملت أظهرت إن الموظفين اللي اتعرضوا لإرهاق العمل في بداية حياتهم المهنية غالبا ما بيكون أسهل عليهم إنهم يلاقوا طريقة للعلاج منه أكتر من الموظفين اللي اتعرضوا للإرهاق في المراحل المتأخرة من حياتهم المهنية، وبغض النظر عن المرحلة اللي مسيرتك المهنية بتمر بيها حاليا إلا إنك من المهم تعرف تواجه بشكل فعال إرهاق العمل وتستعيد طاقتك مرة تانية.
وفي سبيل كده فيه مجموعة أسئلة تم وضعها لبرنامج ممارسي المهن الطبية في المملكة المتحدة واللي ممكن تبقى وسيلة مهمة جدا لجميع الموظفين يقدروا من خلالها يعرفوا هل هما بيعانوا من خطر إرهاق العمل ولا لا، والأسئلة دي زي:
1. هل في حد قريب منك قالك تقلل من شغلك؟
2. في الشهور الأخيرة هل بقيت غاضب أو مستاء من شغلك أو زملائك أو عملائك؟
3. هل بتحس بالذنب إنك مش بتقضي وقت كافي مع أصدقائك أو عائلتك وحتى مع نفسك؟
4. هل بقيت حساس زيادة عن اللزوم يعني مثلا بتلاقي نفسك بتعيط أو تصرخ أو حاسس إنك دايما متوتر بدون سبب واضح؟
لو كانت إجابتك على الأسئلة دي "نعم" فغالبا هنا بيكون الوقت اللي لازم تبدأ تتعامل فيه مع إرهاق العمل، وأهم حاجة لازم تفهمها إنك متستناش إنه يروح لوحده لأن العكس ممكن يحصل ويبقى أسوأ لو معرفتش تحل المشاكل المسببة له، ده غير إنك لو تجاهلته ممكن يسببلك مشاكل أكبر وعشان كده بيكون من المهم إنك تحاول تستعيد نشاطك في أسرع وقت ممكن، ومن الطرق اللي ممكن تساعدك تعمل كده هي:
• فكر انت ليه بتعاني من إرهاق العمل: في الأول انت لازم تحدد انت ليه بتعاني من الإرهاق، في بعض الحالات ممكن تلاقي السبب واضح وفي حالات تانية ممكن تاخد وقت وتحقيق عشان تحدد السبب بالظبط، فابدأ بإنك تدور على النقطة أو المشاعر السلبية اللي بتخليك مستاء من الشغل، وبمجرد ما تحدد السبب حاول تفكر في طريقة واحدة على الأقل تقدر تدير أو تزيل بيها مصدر الضغط أو عدم السعادة.
• ركز على الاحتياجات الأساسية: لو بتعاني من إجهاد وإرهاق فده معناه إن جسمك محتاج للعناية الصحية والاهتمام، فابدأ بممارسة التمرينات الرياضية لأن في دراسة اتعملت سنة 2005 لقت إن ممارسة الرياضة لها فوائد عقلية وجسدية منها تقليل الضغط وتحسين المزاج والصحة وجودة الحياة بشكل عام.
ولازم برده تهتم بنومك وأكلك وكل احتياجاتك الأساسية اللي عدم الاهتمام بيها ممكن تؤدي في النهاية للإجهاد والإرهاق.
• خد إجازة أو فترة راحة: خطوة كويسة تبدأ بيها رحلة استعادتك لطاقتك وحيوتك هي إنك تاخد إجازة حقيقية تبعد فيها عن الشغل وتاخد المساحة اللي انت محتاجها عشان ترتاح وتشيل عنك الضغط، وبالرغم إنك ممكن ترجع تلاقي نفس المشاكل اللي مسببالك الإرهاق لسه موجودة، بس لما تاخد إجازة منهم ده هيديك الراحة اللي محتاجها وتفكر في الحلول طويلة الأجل اللي ممكن تواجه بيها الإرهاق.
• قيم أهدافك من جديد: خد وقت عشان تعيد تقييم أهدافك الشخصية، فالإرهاق ممكن يحصل لو كان الشغل مش متماشي مع قيمك أو مش بيساهم في تحقيق أهدافك طويلة المدى، ده غير إن عدم وجود أهداف من الأساس ممكن يسبب إحباط وإرهاق لأنك مش محدد الطريق آخره ايه، وعشان كده لازم تحدد قيمك وفكر ازاي ممكن تربط القيم دي بدورك الحالي في الشغل.
• قول "لا" بأدب: حاول إنك متاخدش أي مسئوليات والتزامات جديدة في الفترة اللي انت بتحاول فيها تستعيد نفسك من الإرهاق اللي انت حاسس بيه، طبعا ده هيكون تحدي خاصة لو زمايلك كانوا محتاجين مساعدتك فبيكون أفضل حاجة ساعتها هي إنك تساعد الشخص بس تقول لا للمهمة نفسها.
• اتدرب على التفكير الإيجابي: الإرهاق ممكن يوقعك في دايرة من التفكير السلبي اللي بيزود المشكلة أكتر، وفي فترة العلاج من الإرهاق بيبقى تحدي إنك تبدأ في تطوير تفكيرك الإيجابي عشان كده من المهم إنك تبدأ واحدة واحدة، ففكر في حاجة إيجابية تعملها قبل ماتقوم من سريرك الصبح، أو في نهاية اليوم فكر في حاجة كويسة عملتها في الشغل.
محدش مننا في خلال مسيرته المهنية ماتعرضش لإنهاك وكان حاسس انه مستنزف من ضغط الشغل، بس الحاجة اللي ممكن تفرق بين حد والتاني هو سرعة خروجه من الحالة دي واللي مش هتيجي إلا من خلال التعامل الصح معاها.