اختيار الموظفين على طريقة وارن بافيت
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

يتميز رجل الأعمال الأمريكي "وران بافيت-Warren Buffett"، الرئيس التنفيذي لشركة "Berkshire Hathaway"، بطريقة فريدة في اختيار الموظفين في الشركة، فمن العروف أن" بافيت" هو واحد من أنجح المستثمرين في العالم، يرتبط اسمه بالاستثمار وقت الأزمات؛ حيث استطاع تكوين أغلب ثروته أثناء الأزمة المالية العالمية التي ضربت الاقتصاد العالمي سنة 2008، وتٌقدر ثروته حاليًا بنحو 80 بليون دولار، ويحتل المركز الرابع في قائمة فوربس لأغنياء العالم 2020.
لكن هذا النجاح الكبير الذي أحرزه "بافيت" لا ينحصر في براعته الاستثمارية فحسب، ولكن في براعته الإدارية أيضًا ، فمن المعروف أن "بافيت" يركز جيدًا على طريقة اختيار الموظفين باعتبارها أهم ما يميز شركة عن الأخرى؛ ولهذا يبحث عن 3 صفات أساسية في المُرشحين الجُدد في شركاته، وهم: ( النزاهة/الذكاء/ الطاقة)، ولا يتنازل عن أي منهم مهما كانت قدرات المُرشح، ولعل هذا ما يفسر امتلاك شركاته لمجموعة من أكفأ المديرين على مستوى العالم من بينهم:" Ajit Jain" و "Greg Abel".
وفيما يلي نستعرض هذه الصفات الثلاث، ولماذا يركز عليها "بافيت" في اختيار الموظفين وتي، وكيف يمكن اختبارها في المُرشحين الجدد:
-
اختيار الموظفين بناءًا على النزاهة- Integrity:
هذه أهم صفة يركز عليها "بافيت" في اختيار الموظفين؛ حيث يرى أن اختيار موظف بلا نزاهة، وتعينه في الشركة هو بمثابة اختيار شخص "كسول وغبي"، وافتقار النزاهة يقتل كل الصفات الإيجابية الأخرى التي يتمتع بها هذا الموظف، فمثلًا إذا كان لديك موظف ذكي، ولديه طاقة عالية، ولكنه (يفتقد للنزاهة)، فهذا معناه أن لديك موظف سريع وذكي، ولكنه (لن يتوان أبدًا عن خداعك).
ويختبر "بافيت" النزاهة عند اختيار الموظفين من خلال عدة أسئلة في مقابلات التوظيف، منها على سبيل المثال:
- احك لي عن موقف تعرضت فيه للخسارة بسبب التزامك بالصواب، وكيف تصرفت؟
- حدثني عن موقف واجهت فيه صعوبات بسبب مصداقيتك ؟
- حدثني عن موقف كنت تواجه فيه مشكلة تتعلق بالعدل؟
- ما هي آخر مرة تجاوزت فيها القواعد، وماذا فعلت ؟
- في حال واجهتنا مشكلة مع عميل، هل ستكون مستعدًا للكذب لمساعدتنا ؟
- ما هي الصفات التي كان مديرك السباق يمتدحها فيك؟ ( يبحث عن صفات تتعلق بالنزاهة).
-
اختيار الموظفين بناءًا على الذكاء- Intelligence:
العنصر الثاني الذي يبحث عنه " بافيت" عند اختيار الموظفين هو "الذكاء"، ولا يقل هذا العنصر أهمية عن النزاهة؛ تخيل معي أن لديك موظفًا نزيهًا، ويمتلك طاقة كبيرة، ولكن معدل ذكائه منخفض، بالتأكيد هذا الموظف مُبادر، ويحاول أن يبذل مجهودًا قدر ما يستطيع، ولكنه لا يمتلك القدرة على الابتكار وحل المشكلات التي تواجهه، وتصور رؤى جديدة لشركتك.
وتختبر سيدة الأعمال الأمريكية "بيني هيرشر" المدير التنفيذي لشركة"Lumentum and Lambus"- وهي من أشد المنتمين لطريقة "بافيت" في التوظيف- عنصر الذكاء عند اختيار الموظفين الجدد من خلال عدة طرق، ومن أبرزها ما يلي:
- تطلب منهم الحديث عن مسارهم المهني لمدة 10 أو 15 دقيقة متواصلة. (بحسب خبرتها فإن القليل من الناس هم من ينجحون في ذلك، والغالبية يُفوّتون الجوانب الأبرز والأهم في حياتهم المهنية).
- تطلب منهم الحديث عن تجربة تعرضوا فيها للفشل.(بحسب رؤيتها فإن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عالي هم من لديهم القدرة على ملاحظة نقاط الضعف لديهم، وما تعلموه من تجاربهم).
- كما تتضمن المقابلات في شركتها عدة أنواع من اختبارات الذكاء" IQ tests"مثل: الألغاز والألعاب، وتحدي مهارات حل المشكلات...إلخ
-
اختيار الموظفين بناءًا على الطاقة- Energy:
الطاقة الذي يعنيها "بافيت" هنا لا تتعلق بالنشاط البدني والحركة، ولكن المقصود هو الطاقة العقلية للموظف، ولهذا يحرص "بافيت" عند اختيار الموظفين الجدد على استقطاب الموظف صاحب النشاط العقلي القوي، وهذا هو المهم؛ تخيل معي أنك تمتلك موظفًا لديه ذكاء عالي ونزاهة كبيرة، ولكن (طاقته منخفضة)، بالتأكيد هذا الموظف لديه إمكانيات جيدة، تمكنه من العمل والنجاح، ولكنه لن يأخذ زمام المبادرة أبدًا، ولن يستغل إمكانياته هذه إلا في أضيق الحدود، فما جدوى هذه الإمكانيات إذًا ؟!
وتعتمد" هيرشر" على عدة طرق لقياس مستوى الطاقة العقلية والمبادرة عند اختيار الموظفين مثل:
- مطالبتهم بالحديث عن أي شيء لديهم شغف تجاهه. (مع ملاحظة كيف يتحدثون عن هذا الشغف، وهل هم متحمسون لمواصلة الحديث عنه أم لا).
- سؤالهم عن موقف اتخذوا فيه زمام المبادرة.
- سؤالهم عن مواقف نجحوا خلالها في قيادة المشاريع إلى النجاح.
في النهاية، لم يكن اختيار الموظفين بهذه التركيبة من فراغ، فلو تأملت هذه الصفات معًا ستجد أن غياب إحداها سيؤثر على أداء الموظف على نحو ما، وبالرغم من صعوبة قياس هذه الصفات بشكل كمي، إلا أن أقسام الموارد البشرية يمكنهم الاستدلال عليها وتكوين الانطباعات عنها، من خلال أسئلة تدور حولها- كالتي ذكرناها- فاحرص على أن تختبر هذه الصفات الثلاث في موظفيك – بأي طريقة تراها مناسبة.