"يا عم السوق نايم والحال مش زي الأول، والمخزن مليان بضاعة مش عارف اسوّاقها" الجملة دي بنسمعها من عدد كبير من المنتجين في السوق اليومين دول، والنهارده هنعرض واحد من الحلول المهمة للتغيرات اللي بتحصل في السوق وهو التصدير.
على الرغم من ارتفاع الأسعار في السوق نتيجة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وأثرها على تراجع حجم مبيعات المُنتجين، إلا أن نفس الإجراءات دي خلت أسعار أي منتج بيخرج من مصر أقل بفرق واضح عن متوسط الأسعار العالمية لنفس المنتج، اللي بدوره هيدي ميزة نسبية لأي مُنتِج بيفكر يصدر منتجاته برة مصر، فمثلاً انا ليا صديق مصري مقيم في الكويت لقى في السوبر ماركت اللي جنبه شركة مصرية عارضه "قصب فريش" متقشر ومتقطع ومغلف وعليه تاريخ الإنتاج والصلاحية.
يعني معنى كده أن أي بضاعة قابلة للتصدير؟ عملياً الإجابة أكيد لأ، لأنه بجانب السعر المنافس في تفاصيل كتير لازم تأخد بالك منها عشان تقدر تصدر منتجك للأسواق الخارجية، يعني مثلاً الشركات اللي ممكن تصدر منتجاتها بتكون كالآتي:
- شركات بتخطط بشكل إستراتيجي لتوسيع أعمالها وتستفيد من فائض الإنتاج يعني بدل ما تقلل مرتبات العمال عشان تقلل التكاليف، ممكن تزود الإنتاج وتستغله في التصدير زي مفهوم "تصدير العقارات" اللي شركات التطوير العقاري بدأت تطبقه من خلال حملات لتسويق المشروعات العقارية خارج مصر سواء بالمشاركة في المعارض العقارية بالخارج، أو من خلال ابتكار حلول ووسائل للتمويل والتعاقد تسمح سواء للمصرين المقيمين في الخارج أو الاجانب بشراء عقارات في مصر عشان يستفادوا من فروق الأسعار الواضحة في سوق العقارات المصري عن باقي الأسواق في المنطقة، وظهرت مواقع الكترونية متخصصة للتسويق الخارجي العقاري زي "عقارماب" و"بروبرتي فيندر".
- شركات بتركز على السوق المحلي بالكامل وجالهم طلبية من مستورد أجنبي، وفي أمثلة كتير لكده زي مثلاً قصة "كاملة أحمد حامد" ودي سيدة بسيطة عامله مشروع لمنتجات الجريد والفخار في الفيوم وبيشتغل معاها معظم ولاد قريتها، وفي 2014 شاركت في معرض للمنتجات اليدوية وكانت بتعرض فيه منتجاتها بأسعار معقولة، وقدرت من خلال المعرض ده أنها تحقق مبيعات كبيرة وصلت لحمولة عربية نقل كل يوم من الفخار، وبسبب المعرض ده جالها فرص للتصدير لبلجيكا ولفرنسا وللسعودية سواء منتجات فخار أو منتجات تراثية من الجريد بمعدل شحنة كل أسبوع، والنهارده الست "كاملة" بتفتخر إن مفيش عاطل واحد في قريتها بسبب مشروعها.
طيب طالما التصدير سهل كدة ليه كل الناس مبتصدرش؟
ده لأن المشروعات ديه ومشاريع تانيه كتير نجحت في التصدير لما أخذوا المبادرة وفكروا في أنهم يستغلوا وجود فائض في منتج جودته وسعره متميزين، فبدأوا يحددوا الأسواق اللي ممكن تكون مهتمة بمنتجاتهم، ويعرفوا أكتر عن طبيعتها سواء بزيارات منهم أو من خلال وكالات التسويق اللي هناك أو حتى عن طريق المكاتب التجارية اللي موجودة في السفارات
هناك ويوصلوا لإجابة على أسئلة زي:
- مين العميل اللي ممكن يكون مهتم بشراء المنتج؟ ولية هيهتم؟
- وإزاي نوصله؟ وإيه المنافسة المتوقعة؟
- إيه الإجراءات القانونية والجمركية لدخول السوق؟
- إيه شكل الشريك المحلي اللي هتنسق معاه في السوق؟
- إيه هي تكاليف دخول منتجك للسوق وما حجم التمويل اللي انت محتاجة؟
وبعد كدة تدخل في مرحلة التقييم للمعلومات اللي جمعتها، ثم مرحلة التخطيط عشان تعمل الخطة التسويقية اللي هتحتاجها عشان تنجح في الوصول للعملاء المستهدفين في السوق الجديد مع هامش ربح معقول، ثم تحدد حجم الطلب المتوقع على المنتج وإمكانياتك في تغطيته من غير ما تأثر علي سوقك الحالي، ثم تحدد إيه التعديلات اللي لازم تطبقها سواء علي المنتج أو على التنظيم الداخلي للشركة عشان تنجح في تحديات التصدير وتوفر التمويل اللي هتحتاجه، وبعدها تبتدي تجرب منتجك في السوق وتجمع انطباعات من العملاء المستهدفين.
الخلاصة.. المشروع التجاري الأنجح هو المشروع المرن اللي بيعرف يطور من أدائه ومن منتجاته طبقا لظروف السوق، والتصدير هو واحد من أهم الحلول لمشكلة ارتفاع الأسعار وده لأن كل منتج وليه عميل وسوق محتاجه، والنجاح هو إنك تعرف توصل له في الوقت المناسب بالشكل المناسب وبالسعر المناسب، بس كل ده بيحتاج رائد اعمال فاهم يعرف يتعامل مع المخاطرة ويقيمها ويختار انسب القرارات عشان لما يصدر يتقدر.
"فيس بوك ماركت بليس" "Facebook Marketplace".. فكرة عملت ضجة كبيرة
في أوقات بتيجي علينا بنحس أن أحنا ورانا كمية شغل مفيش
على قد ما ناس كتير بتحلم توصل لمنصب القيادة -سواء إنك
يوم 24 ديسمبر 2017 أعلن البرلمان المصري موافقته على إنشاء