الذكرى الخامسة عشر على تأسيس تطبيق خرائط جوجل
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

لم تكن الذكرى الخامسة عشرة التي تمر على تأسيس تطبيق "خرائط جوجل- Google Maps" سعيدة على ما يبدو إذ أنه في الوقت الذي كانت تستعد فيه الشركة للاحتفال مع عملائها من خلال تغيير أيقونة التطبيق وإضافة 10 تحديثات لتحسين تجربة جمهورها كان الألماني "سيمون فيكرت- Simon Weckert" يخطط لاختراقه ليثبت أن التكنولوجيا باتت تتحكم في سلوكنا وفي تحديد اختياراتنا رغم عدم دقتها في كثير من الأحيان.
بدأت القصة منذ ثلاث سنوات حينما لاحظ سيمون فيكرت أمرًا غير عاديًا خلال مظاهرة بمناسبة "عيد العمال" في العاصمة الألمانية "برلين- Berlin" حيث أظهر تطبيق خرائط جوجل أن هناك ازدحام كبير في حركة المرور رغم عدم وجود سيارات على الطريق، ثم أدرك فيكرت أن الحشود التي كانت موجودة نجحت في خداع التطبيق الذي حصد أعداد الهواتف الذكية الموجودة في المنطقة وأعلن أن المرور مزدحم.
وفي عام 2020، قرر سيمون التأكد من صحة استنتاجه عبر استعارت هواتف أصدقائه وتأجير البعض الأخر ليحصل على 99 جهاز محمول وفي الأول من فبراير الماضي قام بوضعهم في عربة أطفال صغيرة وخرج إلى الشارع وهو يجرها خلفه، وبعد ساعة ظهرت النتيجة على خرائط جوجل حيث تلونت الشوارع التي مر بها باللون الأحمر وأظهر التطبيق تباطؤ المرور بها رغم خلوها من السيارات.
ولم يكتف سيمون فيكرت بذلك حيث قام بمشاركة الفيديو الذي سجل فيه تجربته هذه على حسابه على موقع "تويتر- Twitter" ليتشاركه بعدها آلاف البشر حول العالم وتتناقله وكالات الأنباء، موضحًا أنه كان يود اكتشاف العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع ودرجة تأثير الأولى على الثانية لأنه على سبيل المثال إذا التقط التطبيق ازدحامًا مروريًا سواء كان حقيقًا أو مضللًا فإنه يعيد توجيه السيارات نحو شوارع وطرق بديلة غالبًا ما تكون جانبية وغير مؤهلة لاستقبال عدد كبير من المركبات مما يؤدي إلى الضغط على البنية التحتية للمدينة والإضرار بها.
ورغم أن محاولة فيكرت ليست هي الأولى من نوعها حيث تعرض التطبيق لعمليات مشابهة باستخدام تقنيات أعلى إلا أن نجاحه في تضليل التطبيق باستخدام أبسط الأدوات يترك انطباعًا سلبيًا عنه لدى عملائه خاصة أنه التطبيق الأعلى استخدامًا حول العالم حيث يلجأ له أكثر من مليار شخص شهريًا.
ومن جانبها، ردت "جوجل- Google" على الواقعة في بيان لها قائلة إن عملية تحديث بيانات حركة المرور على تطبيق خرائط جوجل تتم بشكل مستمر استنادًا لمجموعة متنوعة من المصادر من بينها البيانات الواردة من مصادر مجهولة وهي تأتي عادة من هواتف أولئك الذين يتركون "خدمات الموقع- location services" قيد التشغيل أو من المساهمات التي ترد على مجتمع خرائط جوجل.
وأضافت جوجل أن الشركة تقدر المساهمات المبدعة التي تأتي من المستخدمين والتي تساعدهم على تحديث التطبيق وجعله يعمل بشكل أفضل مع مرور الوقت، مشيرة إلى أنها في الوقت الذي توصلت فيه لطريقة تتيح لها التمييز بين السيارات والدراجات النارية وأطلقتها في عدة دول من بينها مصر والهند وإندونيسيا إلا أنها لا يمكنها حتى الآن الكشف عن طرق الخداع المماثلة لما فعله سيمون فيكرت.
ورغم حدوث واقعة الاختراق قبل أسبوع واحد من احتفال خرائط جوجل بمرور 15 عامًا على تأسيسها إلا أنها استثمرتها وركزت على كونها تحرص على تطوير تطبيقها حيث استعرضت تغييرها للأيقونة الخاصة به بهدف تذكير المستخدمين بالتطور الذي حققه التطبيق في رسم خرائط العالم على مدار السنوات الماضية ولتعلن انتقال الشركة من مرحلة نقل المستخدمين إلى أماكن محددة لمرحلة مساعدتهم على اكتشاف أماكن وتجارب جديدة بكل سهولة.
وعلى صعيد التطبيق فقد تم إعادة تنظيمه لتسهيل تصفح المستخدمين له، حيث تم تخصيص قسم ييسر على المستخدمين الوصول للمطاعم والأماكن التي تقدم فاعليات متنوعة، وآخر يتيح لهم تسجيل أماكنهم المفضلة وعمل قوائم بها ومشاركتها مع أصدقائهم ودوائر معارفهم للحصول على ترشيحات ومشاركة التوصيات معهم من أجل التخطيط بسهولة للإجازات والرحلات.
هذا بالإضافة إلى قسم التنقلات سواء بالسيارة أو بوسائل المواصلات الذي يتيح للمستخدمين الحصول على تحديثات بشأن حركة المرور واقتراحات بطرق بديلة وأيضًا التعرف على الطريق مع إمكانية تشغيل خاصية الأمان لتحذير المستخدمين في حال خروجهم عن المسار المقترح لهم قبل ما يزيد عن 500 متر مع إمكانية حفظ مكان توقف سياراتهم عند وصولهم.
كما أتاح التحديث الأخير للمستخدمين إمكانية حماية خصوصيتهم من خلال ضبط وضع "التخفي" لكي لا يتم حفظ الأنشطة التي يقومون بها على حسابهم في جوجل، كما بات من الممكن البحث عن أماكن ثم حذفها أو ضبط وضع الحذف التلقائي للمواقع التي تبحث عنها لتقوم جوجل بمسحها وعدم الاحتفاظ ببيانات تحركات المستخدمين التي تتجاوز ما بين 3 إلى 18 شهرًا.
يمكن التعرف من خلال التطبيق أيضًا على تفاصيل بشأن وسائل المواصلات مثل وجود عربات مخصصة للنساء في القطارات أو درجة الأمان على الطائرة، كذلك يسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل خريطة ارشادية للبحث عن الطرق واستخدامها وهم غير متصلين بالإنترنت.
وفي النهاية، لا يمكن التقليل من أهمية التحديثات الأخيرة التي قام بها تطبيق خرائط جوجل إلا أن التأخر في إيجاد حل لعدم دقة النتائج بشأن الطرق (سواء من خلال تقديم مسارات خاطئة لا تساعد المستخدم في الوصول إلى الوجهة التي يريدها أو عبر نقل تحديثات غير دقيقة بشأن حركة المرور) التي تعتبر الاحتياج الأول والأساسي الذي من المفترض أن يلبيه التطبيق ويهتم بتطويره جعل الاحتفال بمرور 15 عامًا على تأسيسه منقوص خاصة أن واقعة سيمون فيكرت ذكرت الجميع بحرمانهم من أهم ميزة يحتاجونها.
إقرأ أيضاً:
ليه جوجل بتعمل إعلانات في مصر؟
5 أسباب تخليك تعتمد اعلانات جوجل!