من سنتين كان بيجيلي مدرس أمريكي للغة الإنجليزية بيقعد معايا ساعتين كل مرة وكنت بحاسبه بالساعة وفي مرة كان عنده برد ومرهق قعد معايا الساعتين بس أداؤه لم يكن على المستوى المطلوب وهو ماشي بديله مقابل الساعتين لقيته بيقوللي لأ أنا المرة دي هحاسبك على ساعة واحدة أنا مش هاخد تمن حاجه أنا حاسس إني مستحقهاش ... طبعاً أنا كنت رافض لأنه جاي بالعربية وقضى ساعتين فعلاً معايا لكن هو أصر على موقفه اللي أنا كنت مستغربله جداً لأني قبلها بأسبوع تقريباً كنت حاجز عند دكتور مشهور ودفعت كشف 200 ج ولما دخلت قعدت معاه 3 دقايق فهمني إن ده مش تخصصه وكتبلي عنوان دكتور تاني هو بيرشحهولي وتوقعت وقتها إنه هيرجعلي الكشف لأني لم أستفيد من علمه ولا من وقته ومع ذلك فوجئت بيه بيسلم عليا وشكراً على كده
أنا افتكرت الموقفين دول الأسبوع ده لأننا كنا محتاجين ترجمة لبعض الصفحات من العربي للإنجليزي في مشروع هنسلمه نهاية الشهر وواحد من موظفين الشركة إجتهد وترجم الصفحات لكن للتأكيد قلنا لازم حد متخصص من خارج الشركة يراجعها أو يكتبها تاني وفعلا فيه إثنين من المتخصصين إشتغلنا معاهم كل شغلنا خلال آخر 5 سنين أرسلنا ليهم الصفحات علشان يدونا عرض سعر فالأول مصري بعتلنا تكلفه محترمة بينما الثانية وهي أمريكية بعتتلنا ميل إن الكلام مفهوم وواضح ولا يحتاج أي تعديل وإنها لو كتبت مش هتكتب أفضل من كده وإن خسارة نتكلف فلوس تانية طالما الموظف بتاعنا عمل شغل بشكل إحترافي وممتاز
أنا مش هتكلم علي الحلال والحرام لأني مش متخصص ولا ده تخصص الصفحة لكن أنا عايز أقول بعيداً عن أي عاطفة إن المدرس الأمريكي والمترجمة الأمريكية كسبوا فلوس كتير من المواقف اللي هما عملوها سواء هما العمل ده نابع من ضميرهم أو دي طريقة لإثبات إنهم محترمين ... المدرس الأمريكي أنا أوصيت عليه عملاء كتير لكفائته وأمانته والمترجمة أخدنا قرار إننا مش هنتعامل مع غيرها بعد كده مهما كان الفرق في السعر والعكس مع التانيين ...
الدكتور أنا رجعت للي بعتني ليه وفهمته إنه معندوش ضمير أما المترجم فلو هو آخر واحد في المجال ده لن أتعامل معاه مرة تانية
أنا مش قادر أحدد إحنا ليه بنستعجل على الفلوس وبنحس إنها شطارة إني أخد فلوس وأنا لا أستحقها أو قدمت مجهود أقل منها بالرغم إن ده مكسب سريع بس هخسر كتير في المستقبل ولسان حالنا (إحييني النهارده وموتني بكرة) رغم إن البيزنس بيعتمد على المدى الطويل مش على المدي القصير وأي حد بيعمل كده يبقي عمره قصير في البيزنس ومن تجربتي الشخصية كل اللي كبر في البيزنس كان بيعتمد علي تقديم قيمة وكسب ثقة العملاء على المدى الطويل لكن أسلوب Hit and Run اللي هو إخطف وإجري ممكن يعملك مكسب حالي إنما على المدى البعيد سواء صاحب بيزنس أو صاحب حرفة أو مدير أو موظف فانت في النهاية محتاج ثقة الناس لو مش محتاج رضا ربنا أو ضميرك مرتضي السرقة أو الغش أو الخداع
ياريت يا جماعة نفهم إننا بنكون سمعة مع كل عميل وإن سمعتنا النهاردة هي تراكم تعاملات سنين مش وليدة اللحظة وإن دخلنا أيا كنا بنشتغل إيه هو نتاج السمعة دي ... ربنا يوفقنا وندرك أهمية الضمير المهني وأهمية تراكم سمعتنا وأثرها على دخلنا