مفيش حد فينا يقدر يوصف الفرحة اللي هيكون فيها بعد نجاحه في مقابلة عمل علشان يبقى مدير إدارة معينة بس برضه محدش هيعرف يوصف الإحباط اللي هنكون فيه لما نعرف إن أغلب أعضاء فريق عملنا هما ناس أكبر مننا وعندهم خبرة أكتر بكتير مننا، طيب تخيل بشكل تاني إنه في يوم اترقيت وأخدت وظيفة بقى من ضمن مهامها إنك تدير إدارات خارج تخصصك وخبراتك.

الحقيقة إن المواقف اللي زي دي ممكن تخلي البعض يحسوا بالذعر ويخافوا يخاطروا وبالتالي يفكروا بشكل جاد في الاعتذار عن تولي المهام دي، لكن لأن الاختيار ده مش صح تمامًا وأنت مش أول ولا أخر واحد ممكن يتحط في المواقف دي هنتكلم النهارده عن الطريقة الصح اللي تخليك تنجح في إدارة فريق عمل عنده خبرة أكثر منك.

في البداية، مهم نعرف إنه في المواقف اللي زي دي لازم نستبعد خالص طريقة التفكير القائمة على التركيز على نقاط القوة اللي بنمتلكها زي الذكاء العالي وسرعة التعلم لأننا بنفتكر إن ده هيساعدنا على السيطرة على الموقف وتعويض الخبرات اللي فايتانا، لكن ده مش واقعي خالص لأنه في الوقت اللي أنت قدرت فيه تتقن مجال تخصصك في عشرة أو عشرين سنة أكيد مش هتقدر تعمل ده في مجال جديد في أول 90 يوم شغل بشكل يسمح لك بالدخول في كل تفاصيله.

وبالتالي الحل بيكون في إنك تتبع نمط مختلف في الإدارة يعني بدل ما تدير فريق عملك بطريقة "الإدارة المتخصصة" اللي بتكون مبنية على الخبرة في مجال العمل والدخول في تفاصيله هتتبنى طريقة "الإدارة العامة" اللي بتعتمد على المرونة وإنك تقدر تلاقي الشخص الصح اللي عنده الخبرة والمعرفة اللي أنت محتاجها علشان تستشيره وتستعين بيه.

وعلشان تنجح في تغيير طريقتك في الإدارة من المتخصصة إلى العامة هتحتاج تعمل الحاجات دي:

- التركيز على العلاقات وليس الحقائق

بيهتم القائد العام ببناء علاقات جيدة ووثيقة مع الكل من خلال قضاء وقت طويل معاهم، والتعرف على كل عضو في الفريق بشكل عميق، وده كله علشان يعرف هيستعين بمين في أنهي وقت وأنهي مكان، ويقدر كمان يجمع فريقه في أي وقت علشان يلاقوا حلول جماعية وتشاركية للمشكلات اللي بتواجههم.

كمان ده بيسهل عليه إنه يعرف من كل فرد في الفريق ملاحظاته على الشغل والجزئيات اللي محتاجة تتحسن علشان يرفعوا كفاءة العمل.

- اكتسب قيمتك من إقرار المهام وليس القيام بها

لأن القائد العام مش بيكون عنده خبرة كافية في بعض التخصصات مش بيكون صح إنه ينفذ الأعمال بشكل مباشر، علشان كده بيكون الحل إنه يبقى عارف إمتى ممكن يسيب الأعضاء المتخصصين في فريقه هما اللي يشتغلوا وهو بيستعين بشبكة المتخصصين اللي يعرفهم علشان يطابق كلامهم مع شغل الفريق ويقدر يوافق عليه لو سليم أو يرفضه لو غلط.

مش بس كده مهم كمان إن القائد العام يعرف يلقط المشكلات قبل وقوعها أو تفاقمها ودي حاجة يقدر يعملها بدون امتلاك خبرة في مجالاتهم من خلال متابعته لسير العمل يعني مثلًا لو حضر اجتماع لمدير عنده مع فريقه ولاحظ إن المحادثات بينهم ثنائية فده بيكون علامة جيدة لكن لو المدير هو اللي بيتكلم بس دي حاجة سلبية وممكن ييكون معناها إن الموظفين فاقدين الحماس للعمل وبالتالي لازم يبدأ يشوف أسبابها.

- درب نفسك على رؤية الصورة الكاملة وليس التفاصيل

يكتسب القائد العام قيمته بنسبة كبيرة من قدرته على رؤية الصورة الشاملة لسير العمل بشكل أفضل من الآخرين، وعلشان القائد العام يقدر يعمل ده بشكل فعال يسمح له بتطوير العمل لازم يتابع المهام والمشكلات اللي بتحصل ويعرف تأثيرها على المستويات الوظيفية الأعلى والأدنى وعلى الأساس ده يتصرف وكمان يحط خططه لتطوير العمل.

- اهتم بحضورك الواثق وليس مقدار معلوماتك

القائد العام لما بيحضر اجتماعات ومؤتمرات بيكون له حضور واثق مبني عادة على سرعة بديهته، ومظهره اللائق، وصوته الهادي، وشعوره بالراحة، وكلامه الواضح، وقدرته العالية على التواصل مع الناس بصدق، ودي حاجات بتسمح له بكسب مكانة مميزة عند الناس حتى مع ضعف خلفياته ومعلوماته في بعض المجالات.

وفي الأخر، مهم جدًا إنك وأنت بتدير فريق عملك اللي عنده خبرة أكتر منك تتخلى عن تصوراتك السلبية، وتفتكر بس إن الشغل محتاج المهارات الإدارية اللي عندك ومجالاتهم وتخصصاتهم الدقيقة علشان تتحرك لقدام وتكون أفضل.