قصة نجاح لويس فون آن
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

إذا أردت النجاح في عالم "البيزنس" فالمفتاح هو أن تمتلك دافع قوي لتأسيس شركتك مع اختيار السوق المناسب بدقة، وهذا ما تؤكده لنا قصة المهاجر الجواتيمالّي "لويس فون آن" الذي يشبه الكثير منا بانتمائه للطبقة المتوسطة، ولكنه يختلف بامتلاكه شغفاً ودافعاً كانا السبب الرئيسي لنجاح حلمه وتحوله لمليونير.
بدأت قصة لويس سنة 1979، بمولده في جواتيمالا أي من حوالي 41 عاماً، ثم هجرته في عامه الثامن مع والديه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ بدراسة الرياضيات بجامعة ديوك بولاية كارولاينا الشمالية، ثم توّجه إلى دراسة علوم الحاسب في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرج.
وأصبح لويس بعدها أستاذاً في علوم الحاسب، وكان اختياره بعد ذلك هو التخصص في مجال الحوسبة ذات الصلة بالإنسان، وهو تخصص يشير إلى الطرق التي يعمل بها البشر والحواسيب معا لإنجاز مهام معقدة، ونتيجة جهوده الكبيرة في هذا المجال، فقد حاز على جائزة أمريكية رفيعة المستوى باسم "عبقرية جرانت".
ونجح لويس في تكوين ثروة كبيرة من مصدرين، كان أولهما بيع اختراعين غاية في الأهمية لشركة جوجل، والتطبيق الأشهر حول العالم في تعلُم اللغات Duolingo "دوولينجو" والذي يحظى بحوالي 300 مليون مستخدم.
يذكر أن الاختراعين اللذين باعهما لويس لـ جوجل هما: لعبة إي إس بي (الحاسة السادسة) وتقنية ري كابتشا (اختبار التمييز بين الإنسان والحاسوب).
وكانت القصة وراء تأسيس لويس تطبيق دوولينجو قد بدأت بإصرار أمه على أن يتعلم ابنها اللغة الإنجليزية، وهو ما اعتبره لويس من حسن حظه، حيث أن عائلته كانت تملك بعض المال الأمر الذي ساعدهم على إرساله لمدرسة خاصة ليتعلم الإنجليزية إلى جانب لغته الأصلية وهي الإسبانية.
وكان الدافع الذي ألهمه إنشاء تطبيق "دوولينجو" هو التفكير في أهل بلده الذي يعيش حوالي نصفهم في حالة فقر، وبينهم 9% في فقر مدقع لا يمّكنهم من الحصول على أي قسط من التعليم.
لذلك كان هدف لويس من هذا التطبيق هو توفير منصة مجانية لتعلُم اللغات، حتى يتمكن أبناء جلدته وغيرهم من شتى شعوب العالم من تعُلم لغات مختلفة.
وفي ذلك يقول لويس: "أردت عمل شيء يتيح إمكانية التعلم للجميع على قدم المساواة، وقد رأيت بنفسي أن الجميع في بلادي يرغب في تعلم الإنجليزية، وهو ما يعني لأبناء بلدي زيادة محتملة في الدخل قد تصل إلى الضِعف".
وهكذا بدأ لويس مع زميله المشارك "سيفرين هاكر" في التأسيس لتطبيقه الشهير عام 2009، لينطلق التطبيق رسميا عام 2012 بعدد محدود من اللغات من ضمنها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
أما اليوم، تقدّم منصة دوولينجو أكثر من مئة دورة تدريبية بـ 28 لغة مختلفة، منهم العربية والأوكرانية، وأيضا الويلزية، والغاليّة، والهاوائية، ولغة النافاجو.
ولا نستطيع تجاهل نقطة لافتة للنظر في تاريخ نجاح منصة دوولينجو، وهي أنه منذ بدء العمل في المنصة 2009 وحتى نهاية 2019، لم يقم لويس أو شريكه بأي إعلان أو تسويق، ويٌرجِع لويس تقدم ونجاح تطبيقه إلى استحسان الجمهور وحديثهم الإيجابي عن استفادتهم من تطبيقه.
ويضيف لويس أن الحظ قد خدمه فقط في بداية إطلاق دوولينجو، وذلك بالتحدث إلى منصة تيد توك الإعلامية الأمريكية، وهو الحديث الذي حظي بمشاهدة مليونَي شخص، مما أعطى دفعة قوية لمنصته في بدايتها.
ويحقق التطبيق -الذي يعمل به 200 موظف- اليوم عائدات سنوية تقدر بحوالي 90 مليون دولار، منها 15 مليون دولار تأتي من الإعلانات المحملة على التطبيق المجاني، أما باقي الإيرادات فيتم تحصيلها من العملاء الذين يدفعون مقابل النسخة الخالية من الإعلانات.
سر نجاح لويس هو وجود دافع قوي ألهمه الفكرة ومنحه الإرادة لمواصلة العمل حتى النجاح في تحقيق حلمه.