لماذا يسيطر الهنود على إدارة الشركات الكبيرة؟
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

إذا سألتك ما الذي تعرفه عند الهند؟ غالبا ما ستخبرني عن أفلام بوليوود التي يحبها معظمنا، وقد تذكر أيضا التوابل المميزة التي تشتهر بها مثل الكاري، لكن في الحقيقة أن هناك شيئا آخر أصبحت تشتهر به الهند مؤخرًا، ألا وهو أن العديد من المدراء التنفيذيين لكبرى الشركات في العالم من أصول هندية.
فإذا استعرضنا الرؤساء التنفيذيين الهنود الذين يتولون إدارة أكبر شركات العالم حاليا بالتأكيد القائمة ستطول، لذا سنذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
• سوندار بتشاي-"ألفابت" الشركة الأم لجوجل
• شانتانو ناريين-أدوبي
• ساتيا ناديلا – مايكروسوفت
• اجاي بانجا – ماستر كارد
• راجيف سوري-نوكيا
• إندرا نويي-شركة بيبسي كولا من 2006 وحتى 2019.
هذا وقد انضمت مؤخرا شركة IBM إلى ركب تلك الشركات وذلك بإعلانها تعيين الهندي Arvind Krishna كرئيس تنفيذي لها، إلى جانب شركة Wework التي أعلنت هي الأخرى عن انضمام الهندي "سانديب مثراني" ليكون المدير التنفيذي لها.
وبالنظر إلى وادي السيلكون، معقل الشركات الناشئة، فوفقا للدراسة التي أجراها "فيفك وادوا" في عام 2014، سنجد أن 15% من الشركات الناشئة في الوادي أُسست من قبل أشخاص هنود، حيث أنهم يشكلون النسبة الأكبر من مؤسسي الشركات الناشئة المهاجرين، أكثر من المؤسسين المهاجرين من دول (بريطانيا، الصين، اليابان، تايوان) مجتمعين.
كل ذلك يجب أن يدفعنا للتساؤل، ما الذي يجعل الهنود مناسبين بشكل فريد لاعتلاء رأس الإدارة التنفيذية في تلك الشركات خاصة التكنولوجية منها؟ ولماذا يسيطر الهنود على وادي السيلكون أكثر من غيرهم من المهاجرين؟
• الهندسة
غالبية الرؤساء التنفيذيون الهنود لشركات التكنولوجيا اليوم هم مهندسون أولا وقبل كل شيء، وذلك جعل كل واحد منهم "مدير للمهندسين" يستطيع أن يعمل بيده معهم وليس مجرد شخص حاصل على شهادة ماجستير إدارة الأعمال MBA، فقد تخرج العديد منهم من كليات الهندسة الرائدة في الهند مثل معاهد الهند للتكنولوجيا (IIT) المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، أو من كليات الهندسة الإقليمية كثيرة العدد التي تنقل المواهب إلى برامج الدراسات العليا الأمريكية المتخصصة في الهندسة بأعداد متزايدة.
ساتيا ناديلا المدير التنفيذي لمايكروسوفت درس في معهد مانبيال للتكنولوجيا في حيدر أباد، ودرس شانتاو ناريين (أدوبي) في جامعة Osmania بحيدر أباد ودرس سوندار بتشاي (ألفابت) في معهد Kharagpur للتكنولوجيا، وبعد ذلك انتقلوا لاستكمال دراساتهم العليا بالولايات المتحدة وحصلوا على الماجستير أو الدكتوراه أو ماجستير إدارة الأعمال هناك.
ويُعد المهاجرين الهنود من بين الفئات الأكثر تعليمًا في الولايات المتحدة خاصة في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، وفقا لمركز الأبحاث Pew حصل 77.5% منهم على درجة الماجستير أو أعلى عام 2016، مقارنة بالمواطنين الأمريكيين الأصل التي كانت نسبتهم 31.6% فقط.
• التركيز على الوظائف المرتبطة بتطوير المنتجات
معظم الرؤساء التنفيذيون الهنود ارتقوا جميعهم تقريبا في سلمهم الوظيفي حتى وصلوا إلى رئاسة أقسام المنتجات، وحيث أننا نعيش في عالم الآن يمكن بسهولة فيه التخلص من حلول الأمس حتى يتم التغلب على تحديات المستقبل، لذا أصبح من الضروري البحث باستمرار عن أحدث الابتكارات وأخذ المخاطرة وهذا بالتأكيد ما يتمتع به هؤلاء الأشخاص.
سوندار بتشاي على سبيل المثال هو رجل المنتجات الأول، فقد اقترح وطور وأطلق متصفح Chrome على الرغم من اعتراضات المدير التنفيذي آنذاك "أريك شميدت"، كما أنه طرح أجهزة Chromebooks وأتبعها بهواتف الأندرويد منخفضة التكلفة.
سانجاي جها المدير التنفيذي السابق لشركة موتورولا لعله كان السبب في إنقاذ الشركة وتحفيز جوجل لشرائها بمبلغ 12.5 مليار دولار عام 2012 وذلك بعد تخليه عن كل أنظمة التشغيل التي كانت تعمل بها الشركة وغامر باختيار نظام الأندرويد عند تطوير واحد من أكثر الهواتف شعبية في العالم وهو Moto G.
• السيطرة على قوى العمل
ليس من المستغرب أن نرى الهنود يرتقون في أعلى المناصب في الشركات التكنولوجية الكبرى بالعالم وذلك بسبب سيطرتهم على الوظائف بها، فعلى حسب مجلة هارفارد بيزنس ريفيو، هناك تقارير تشير إلى أن الهنود يمثلون أكثر من ثُلث القوى العاملة في شركة مايكروسوفت، وعلى حسب صحيفة "سان خوسيه ميركوري نيوز" فالقوى العاملة الآسيوية ومن ضمنهم الهنود يمثلون نسبة 52% من القوى العاملة التكنولوجية في منطقة خليج سان فرانسيسكو بكاليفورنيا التي تضم وادي السيلكون.
• تأثير الهند
لا يمكن أن يُنكر أحد التأثير الكبير للهند على كل واحٍد من هؤلاء المديرين التنفيذيين وذلك لأسباب عديدة:
1. الهند هي بيئة متعددة الثقافات والديانات يعيش الناس فيها جنبًا إلى جنب على الرغم من الاختلافات، وكذلك هي الشركات الحديثة التي أصبحت تجذب المواهب من جميع أنحاء العالم، وبالتالي فالموظفون من أصول هندية يعرفون كيف يتعاملون بشكل محترف في مثل تلك البيئات دون صنع أعداء نتيجة تصرف ثقافي مضاد أو تحيز ضمني لمجموعة معينة في مكان العمل.
2. الميزة الأهم التي جلبها الرؤساء التنفيذيون الهنود معهم هي أنهم لديهم القدرة على فهم الأسواق النامية المزدهرة والمعقدة أيضا والتي غالبا ما تُحدث الطفرة في النمو للعديد من الشركات، فالعامل الحاسم في نجاح أو فشل تلك الشركات يعتمد على مدى معرفتها بكيفية العمل بتلك الدول النامية وكيف ستقدم منتجاتها لهم، وهذا ما يبرع فيه هؤلاء المديرين الذي نشأوا في بيئة مشابهة ويفهمون عقلية المستهلك هناك.
وكل ذلك بالطبع لا يحدث بعيدا عن الهند نفسها التي أصبحت مؤخرا أرض خصبة وتتزايد فيها الفرص لأصحاب الأعمال الشباب خاصة مع اهتمام الحكومة هناك بتسهيل وخلق بيئة عمل مناسبة للشركات الناشئة بشكل أدى إلى أن أصبحت الهند تضم أكثر من 20 شركة يونيكورن لا تقل قيمتها عن مليار دولار.