من مؤشرات الشركات الناجحة هو مؤشر صناديق الكارتون ده أداة بيستخدمها بعض المستثمرين عشان يقيسوا حجم الإنتاج الصناعي، لأن الزيادة في إنتاج الصناديق ديه ممكن نعتبرها مؤشر على حجم المشتريات المتوقع إنها تحصل في المستقبل للسلع الاستهلاكية اللي بيتم تعبئتها في الكراتين.

تخيل معايا كده، لو اشتريت سلع أونلاين فغالبا هتجيلك في كارتون، أي مطعم مشترياته اليومية بتجيله في كراتين، تقريبا معظم الحاجات اللي بتشتريها في الأغلب كانت متشالة في كراتين في أي مرحلة من مراحل إنتاجها، وعشان كده بيستخدم مؤشر صناديق الكرتون من مؤشرات الشركات الناجحة عشان يتم من خلاله التعرف على الحالة الاقتصادية، وخاصة لو المؤشرات التقليدية مكنتش متاحة أو مش موجودة قدامك.

الكلام ده ممكن نستخلص منه إن لو إنتاج الصناديق دي انخفض فده معناه إن الاقتصاد بيمر بحالة من الركود لأن المصانع إنتاجها قل فمبقتش محتاجة تعبئ منتجاتها في الكراتين دي، ولو انتاجها زاد فده معناه إن الاقتصاد بيمر بحالة رواج وازدهار لأن المصانع بقت محتاجاها بشكل أكبر وبالرغم من إن الفرضية دي متمش اختبارها تاريخيا بشكل علمي قبل كده، إلا إن في الولايات المتحدة مثلا كان انتاج صناديق الكرتون ماشي بشكل متناسق مع الصعود والهبوط في اقتصادها، وفي خلال فترة الركود الاقتصادي من 2001 الى 2008 انخفضت معدلات إنتاج ورق الكارتون فكان ده علامة على إن التجارة والمبيعات في البلد بتعاني، وفي عام 2009 انخفض معدل انتاج الكارتون بنسبة 10.2% بسبب الركود اللي حصل بسبب الأزمة الاقتصادية وهو انخفاض لم يحدث منذ العام 1982 وبداية من 2010 بدأ معدل الإنتاج في التعافي.

لو جينا نطبق الكلام ده على مصر فهنلاقي إن الأزمة العالمية اللي حصلت في 2008 أثرت بشكل مباشر وقوي على صناعة الورق في مصر، فتوقفت شركة قنا عن الإنتاج واللي بيمثل إنتاجها 61 % من إجمالي الإنتاج المحلى للورق لحد ما تقدر تصرف الإنتاج المكدس بمخازن الشركة، وكمان توقف مصنع ادفو عن الإنتاج لمدة 52 يوما لتصريف المخزون ومواجهة الورق المستورد الأرخص، ومع بداية ظهور علامات التحسن الاقتصادي على مستوى العالم سنة 2010، هنلاقي التحسن ده ابتدى ينعكس على صناعة الورق في مصر وقتها.

وتأكيد أكتر لكلامنا عن إمكانية اعتبار معدل انتاج الكارتون مؤشر على الحالة الاقتصادية، في سبتمبر 2017 أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تقرير بيقول فيه إن صناعة الورق ومنتجاته ارتفعت بنسبة 12.7%، والزيادة دي هنلاقيها بتعكس تحسن الحالة الاقتصادية في مصر وده طبقا لبيان البنك المركزي اللي بيبن وصول معدلات نمو الناتج المحلى الإجمالي في النص التانى من 2017 إلى 4.6% وهو أعلى معدل نمو منذ العام المالي 2009 – 2010.

ممكن تكون بتسأل نفسك دلوقتي انا كمستثمر الكلام ده كله ممكن يفيدني فايه؟

قرارك بالاستثمار في أي مجال ده حاجة مش سهلة، وعشان تاخد القرار الصح لازم يكون في مؤشر يفهمك الدنيا فالمجال اللي هتدخله رايحه على فين، ويساعدك كمان في نجاح إداراتك التسويقية لأنها هتعرفك ايه هي قوى العرض والطلب والأسعار المتداولة في السوق، ومؤشر صناديق الكارتون أو " Cardboard Box Index" بما إنه متداخل تقريبا في كل الصناعات اللي ممكن تخطر على بالك وخاصة صناعات السلع غير المعمرة، فانت هنا قدام مؤشر قوي هيعرفك الحالة الاقتصادية للبلد وللسوق اللي قررت تستثمر فلوسك فيه.