بيهتم عدد كبير من الشركات أنهم يقيموا أداء الموظفين عندهم بشكل دائم ومستمر علشان يتطوروا للأفضل، لكن بتظهر مشكلة ساعات عند الموظف اللي بياخد تقييم سلبي لأنه ممكن يرفض يتعامل مع الملاحظات الموجهة لي وده بيأثر بالسلب على مستقبله المهني على المدى البعيد لأنه معرفش يتعلم من أخطاءه ويطور نفسه للأحسن وفَضّل إنه يقدم تبريرات مش حقيقية لنفسه.

علشان كده لازم نغير الزاوية اللي بنبص بيها لعملية تقييم أدائنا في العمل ونشوفه على إنه هدية جاية لينا الهدف منها إننا نراقب طريقتنا في العمل ونشوف أحسن وسيلة لتحسينها، لكن ده ميمنعش إننا نفكر كويس في الآراء اللي بتتوجه لنا ومنخدهاش بشكل ظاهري علشان نعرف نستفيد منها بشكل حقيقي ونستبعد الآراء غير الدقيقة أو اللي ليها أهداف أخرى.

ونقدر نقول إن في خطوات وإجراءات ممكن نتبعها علشان تساعدنا على استقبال التقييم السلبي بشكل منفتح وهادي يسمح لنا باستخدامه لدعم مسيرتنا المهنية من غير ما نفقد أو نهز ثقتنا بنفسنا، والإجراءات دي هي:

1- خذ وقت كافي للاستجابة للآراء الواردة في التقييم:

لما أي حد فينا بيتلقى آراء تتعارض مع صورته الذاتية عن نفسه عادة اللي بيحصل إنه بيجيله شعور بالضياع والفوضى النفسية لأنه بيحس إن وجوده مهدد، وده بيخلي البعض يضغط على نفسه علشان يتغلب على الإحساس ده ويعمل رد فعل سريع زي العياط، أو ضرب الحيطة مثلًا.

لكن الطريقة الصح للتعامل مع الشعور ده هو الاعتراف إننا في حالة صدمة وإننا خايفين وإننا محتاجين وقت (أيام أو حتى أسابيع) علشان نقرر إيه اللي ممكن نعمله علشان نستفيد من الآراء اللي اتوجهت لنا ونحسن أدائنا للأفضل.

كمان في طريقة تانية بيستخدمها البعض ودي بتكون مبنية على "تأكيد الذات" يعني إنك بتقعد مع نفسك وبتفتكر وتعدد جوانب مهمة وإيجابية في شخصيتك كرد فعل على شعورك بالتهديد لأن ده بيخليك تحط التقييم في إطاره الصح وبتكون كمان أكثر انفتاحًا عليه وبالتالي بتستفيد منه بشكل أحسن.

2- اطلب مزيد من البيانات والتفاصيل لفهم التقييم بشكل أفضل:

في معظم الأحيان بنحس بالارتباك لما نعرف إن الناس شيفانا بطريقة مختلفة عن الطريقة اللي بنشوف بيها نفسنا واللخبطة دي بتزيد لما نسمع أشياء جديدة عننا في الغالب بتكون سلبية (زي مثلًا إن إحنا عدوانيين، أو متكبرين).

علشان كده بيكون الحل الأمثل هو إننا تفهم التقييم والآراء اللي بتتوجهلنا كويس من خلال الكلام مع دائرتنا المقربة، اللي بنثق فيهم وفي صراحتهم، وسؤالهم إذا كانوا لحظوا علينا السلوكيات السلبية دي، وإذا كانت بتصدر عننا أفعال معينة بتساعد في خلق انطباع معين وتدعيمه عند الآخرين لأن كل ده هيخلينا نبني صورة أفضل في ذهننا عن شكل سلوكنا وبالتالي تحسين أدائنا وإحداث التحول المطلوب.

الكلام ده مش بس هيساعدنا إننا نفهم أكتر التقييم لكن كمان هيخلينا نتجنب المبالغة في علاج سلوكنا إذا كان مبني على تقييم مش دقيق.

3- اثبت تطورك:

في كتير من الأحيان بنقدر نستجيب للتقييم السلبي وننجح في تطوير أدائنا وسلوكنا لكننا بنتفاجئ بإن اللي حوالينا مش ملاحظين ده خالص، لأن تغيير تصورات الآخرين عن سلوكنا بتكون أصعب من تغيير السلوك نفسه وعلشان كده لازم نختار إجراء معين مرئي وواضح يثبت للآخرين تطور أدائنا للأحسن بشأن النقاط اللي حصلنا فيها على تقييم سلبي لأن ده هيخليهم ياخدوا بالهم بسهولة بعد كده من التغييرات الأخرى اللي حصلت في طريقتنا في العمل بشكل عام.

4- ماتحولش نفسك لضحية:

التعرض للنقد ممكن يخلينا نتجه لإننا نكون منعزلين وميالين لتجنب الناس، لكن ده خطأ كبير لازم نحاول منعملوش لأن ده عادة بيسبب انخفاض في مستوى أدائنا للعمل وعلشان كده لازم نعمل العكس ونتقرب أكثر من الأشخاص اللي بيوجهونا بصدق تجاه تحسين مستوانا في العمل ونحولهم من أكبر منتقدين لينا لأكثر داعمين لينا لأننا كنا حريصين على الاستماع ليهم وتطوير أدائنا.

ودي حاجة نقدر نعملها من خلال عدم استقبالنا للتقييم بوصفه هجوم على شخصنا وإنما إنه فرصة لينا لتحسين مستوانا وإثبات نفسنا في العمل، وبعد كده لازم تيجي خطوة طلب المساعدة والاقتراحات حول كيفية إصلاح سلبياتنا ثم الاستجابة لها.

5- تذكر أن التغيير خيار جيد:

في ناس كتير لما بتتعرض للتقييم السلبي بتبدأ تجادل وتختلق قصص لتبرئة نفسها وده بيهدر منهم طاقة ووقت كبير من غير فائدة، لكن في المقابل الأشخاص الطموحين بيفكروا بطريقة إيجابية نحو التقييم لأنهم بيسعوا دائمًا للحد من أي سلوك يعطل نجاحهم وبيعملوا على تغييره بشكل جاد وفوري، وبالتالي هما بينتظروا التقييم لأنه بيكون فرصة ليهم لمعرفة الأخطاء اللي بيقعوا فيها واللي ممكن تكون مش واضحة بالنسبالهم لأنها جزء من شخصياتهم وصعب إنهم يكتشفوها بنفسهم.

وده يخلينا نؤكد أنه في أوقات كتيرة بيكون الاستجابة للتقييم السلبي والبدء في التغيير خيار جيد وإن إحنا علشان نقدر نحقق ده لازم نعترف بعيوبنا لنفسنا أولًا وبعد كده للآخرين مع وضع تصور لطريقة تغيير هذه العيوب من خلال التركيز على تصرفاتنا وخياراتنا إحنا بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية.