6 دروس في البيزنس من فيلم يارب ولد
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

فيلم يارب ولد يُعد واحدًا من بين أبرز الأفلام الكوميدية التي تم صناعتها في تاريخ السينما المصرية والعربية؛ فمن منا لا يعرف الحاج "الأسيوطي" وبناته الثلاثة، وأزواجهم الطامعين في ثروة العائلة، ويحاولون الاستلاء عليها من خلال أفكار مشاريعهم الطريفة.
وعلى كم الكوميديا الرهيب الذي يتحلى به فيلم يارب ولد، والابداع في التمثيل الذي جسده كوكبة من عمالقة الفن في هذا الوقت أمثال فريد شوقي، وكريمة مختار، وسمير غانم، وأحمد راتب، وإسعاد يونس، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الدروس في البيزنس وريادة الأعمال والتي من الممكن أن تفيد رواد الأعمال اليوم، ومن أبرز هذه الدروس ما يلي:
الملاذ الآمن لتمويل مشروعك:
بالنظر إلى سياق الأحداث في فيلم يارب ولد نجد أن الأزواج الثلاثة اجتمعوا على هدف واحد، وهو البحث عن مصدر تمويل لبدء مشروعاتهم، ووجدوا في الحاج "الأسيوطي" مصدرًا لهذا التمويل؛ لأنه امتلك رأس المال من مشاريعه في السوق.
وبرغم أن الأزواج الثلاثة لم يمتلكوا plans"" حقيقة لمشروعاتهم، إلا أنهم اتبعوا الطريقة الصحيحة في البحث عن تمويل هذه المشاريع، فنحن دائمًا ننوه على أن أفضل خيار للحصول على تمويل وبدء مشروعك الخاص، هو اللجوء إلى الأقارب والأصدقاء أولًا؛ لأنهم بمثابة الملاذ الآمن لتمويل مشروعك.
ولا ننصح بالاتجاه إلى القروض في البداية كونها تحمل مخاطرة كبيرة في حال تعثر مشروعك، وقد تعرضك للسجن في أسوأ الأحوال؛ خاصة وأن 20% من الشركات تفشل في عامها الأول، وفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي (BLS) لعام 2020.
دراسة الجدوى أولًا:
لم يقدم الأزواج الثلاثة دراسة جدوى حقيقة متعلقة بمشروعاتهم إلى "الأسيوطي" خلال أحداث فيلم يارب ولد، وبالتالي لم ينجحوا في الحصول على موافقته على تمويل أي من هذه المشاريع في البداية، وحتى عندما وافق، لم يكن على قناعة تامة بذلك؛ لأنه كان (ابن سوق)، وكان يمارس البيزنس بفطرته، ويحسب العائد من وراء استثماراته جيدًا، وهذه عادة المستثمرين دائمًا وأبدًا.
وبالتالي لكي تقنع أي مستثمر بالموافقة على الاستثمار في مشروعك، يجب أولًا أن تقم بإعداد دراسة جدوى لمشروعك على أيدي أصحاب الخبرة والمتخصصين، ولا تعرض المشروع على المستثمر بطريقة شفهية؛ لأنه لا يتعامل إلا بلغة الأرقام، ولا تنسي أن تضع مخاطر السوق في الحسبان حتى خمس سنوات على الأقل، وتأكد من أن نسبة هذه المخاطر مقبولة، ويحبذا لو كانت منخفضة، لأن المستثمر لن يرغب بالتأكيد في المجازفة بأمواله.
صفاء النية من مقومات نجاح الشراكة:
خلال أحداث فيلم يارب ولد كان أن الأزواج الثلاثة هدفهم الحصول على التمويل فقط، وكانوا يسعون جميعًا لاستغلال "الأسيوطي" بأي شكل، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، مع أنه كان مستعدًا لمنحهم التمويل، واستمع لهم في أكثر من مناسبة، ولكنهم لم ينجحوا في إقناعه.
ومن هنا نتعلم أن (صفاء النية) من أهم مقومات نجاح الشراكة واستدامتها، فلا تجعل نيتك من وراء الشراكة الحصول على التمويل فقط، لأنها ستكون شراكة محكوم عليها بالفشل، وحتى لو نجحت في الحصول على التمويل في بادئ الأمر، سوف تنهار هذه الشراكة عاجلًا أو آجلًا.
"أكسب قليل تبيع كتير" شعار الأسيوطي في فيلم يارب ولد:
في أحد مشاهد فيلم يارب ولد، جاء المعلم "صقر" يعتب على الحاج "الأسيوطي"؛ لأنه باع الخشب بسعر أقل من السوق، فكان رد الحاج الأسيوطي عليه " اكسب قليل تبيع كتير، وده بيشيل ده".
كان الأسيوطي على علم باحتياجات السوق، وأراد أن يصنع لنفسه ميزة تنافسية (value proposition) من خلال السعر، وهذه الميزة هي التي جعلته يتفوق على منافسيه، ويبيع بكميات أكبر منهم على الرغم من أنه كان يبيع بسعر أقل.
أنت أيضًا يجب أن تصنع لمنتجك ميزات تنافسية دائمًا، وأن تستمر في تطوير هذه الميزات مع الوقت؛ كي تتلاءم مع احتياجات عملائك في السوق وتربح معركة المنافسة.
احسب مخاطر التوسع:
خلال أحداث فيلم يارب ولد، عندما عُرض على "الأسيوطي" التوسع في مشروعات لم يسبق له العمل فيها، كان متخوفًا من مخاطر هذا التوسع على تجارته، ومن هذا نتعلم أنه مهما كانت قوتك في السوق لابد أن تحسب مخاطر التوسع جيدًا؛ لأنها قد تقضي عليك تمامًا.
وهناك أمثلة لا حصر لها حول قصص التوسع التي انتهت نهايات مأساوية بسبب عدم حساب المخاطر، ومن أشهرهم إفلاس مجلة (The Saturday Evening Post) الأمريكية العريقة، والتي تأسست في عام 1821م؛ فقد استفادت هذه المجلة من الظروف الاقتصادية الملائمة لها في بداية القرن العشرين، حتى أصبحت بعد عدة سنوات فقط المجلة رقم 1 في أمريكا، وهذا النجاح شجعها على التوسع فاتجهت لصناعة الورق وطبعه، ودخلت في مجال التوزيع أيضًا، وعندما تراجعت المبيعات في صناعة الورق، تأثرت سلسلة الانتاج بالكامل، ومرت المجلة بأزمة مالية صعبة، وبعد سنوات قليلة انهارت هذه الإمبراطورية الكبيرة.
ضع عينيك على منافسيك:
هل لاحظت ما كان يفعله الأزواج الثلاثة خلال أحداث فيلم يارب ولد من مراقبة بعضهم البعض، مثلًا تجد أن عيسوي كان يتجسس على عديله حتى يتعرف على خططه، وهكذا دأب الجميع.
من القصص الطريفة التي يرويها "بيل جيتس" المؤسس والمدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت Microsoft، أنه عندما حاول معرفة الوظائف التي تطلبها -منافسه اللدود-"جوجل"، فوجئ وقتها بأن الكثير من تلك الوظائف ليس لها علاقة بمشروعات "جوجل" من الأساس، ولكنها تتعلق بنظم البرمجة والتشغيل لشركة "مايكروسوفت" نفسها!
بالتأكيد نحن لا نعني هنا أن تتجسس على منافسيك فهذه ممارسة غير أخلاقية، وقد تعرضك للملاحقة القانونية مثلما حدث مع شركة "بروكتر أند مبل P&G-" والتي اضطرت لدفع تعويضات كبيرة لشركة "يونيلفر-Unilever" بعد أن قامت الأولى بالاستعانة بخبراء للدخول إلى بيانات مهمة عن مستحضرات العناية بالشعر التي تنتجها يونيلفز، ولكن ما نعنيه هو مراقبة منافسيك من خلال ما يعرف بالاستخبارات التسويقية Marketing Intelligence بهدف معرفة نقاط القوة والضعف عندهم واستغلالها لصالحك.