البلوك تشين والمحاسبة: الأهمية والتطبيقات
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

مر مجال المحاسبة بالعديد من التغيرات على مر العصور، بداية من عصر المقايضة وتسجيل المعاملات التجارية ورقيًا، وصولًا لنشأة نظام محاسبي عالمى وتسجيل المعاملات رقميًا وتخزينها. ومع التطور التكنولوجي وما يتصف به بكونه سلاح ذو حدين، عانت السجلات المحاسبية كذلك من خطر التعرض للإتلاف أو التلاعب فيما تحتويه من بيانات، ومع شدة ضروة الهجمات الإلكترونية وتعرض المؤسسات للسطو المالى أو الخداع الرقمى، نشأت الحاجة إلى وجود نظام مالى جديد، نظام لا يساعد على تسجيل المعاملات الحسابية بسرعة ودقة فحسب، بل يتسم بالذكاء والخصوصية الشديدة التي تجعله بعيدًا عن الإختراق، فظهر ما يسمى بنظام البلوك تشين والذى أسفر عن العديد من التطبيقات الذكية التي عالجت الكثير من مشاكل المحاسبة الشائعة. فإذا رغبت أن تعرف المزيد عن البلوك تشين والمحاسبة، وكيف يعمل وماهى أهميته وما مجالات تطبيقاته، فأنت في المكان الصحيح لبدء رحلتك.
ما المقصود بالبلوك تشين؟ وما علاقته بمجال المحاسبة؟
لنفهم تقنية البلوك تشين جيدًا دعنًا نستعرض كيفية إجراء التعاملات المالية أولًا بصورة مبسطة بعيدة عن التعقيدات التقنية؛ فإذا قلنا مثلًا إنك ترغب في تحويل مال من حسابك إلى حساب شخص آخر (ب)، فإن عملية التحويل لا تتم مباشرة، بل تحتاج إلى طرف ثالث يقوم بتأكد من رصيد الحساب الخاص بك، ثم يقوم بمراجعة بيانات الطرفين وتشفير عملية التواصل، ثم يقوم بتخزين الرصيد في سحابة تخزينية حتى يتم التأكد من سلامة كافة البيانات المعلقة، ثم يقوم بتحويلها إلى رصيد حساب (ب). فالتعامل المالي هنا يتصف بمركزية يرعاها طرف ثالث، قد يكون هذا الطرف متمثل في البنك أو في المؤسسة الحكومية أو في المندوب التوصيل أو في أى صورة أخرى ترعى إتمام عملية التبادل من الطرف (ا) إلى طرف (ب). ولا يقتصر هنا التعامل المالي فقط، بل صور التعاملات البشرية بكل صورها بداية من التعامل المالي، شراء وبيع العقارات، توثيق الأفكار والحقوق الإبداعية وتداولها، التداول التجاري، وكذلك البيع الإلكتروني والمحاسبة. فكل صورة للتعامل البشري دائمًا ما تتم بواسطة طرف ثالث يرعى أمان وسرعة إتمام هذه العملية. لكن للأسف يتعرض هذا النوع من التعاملات وخاصة الرقمية منها إلى خطر القرصنة التكنولوجيًا وخاصة في مرحلة التعامل مع الوسيط؛ لذلك كان ولابد من أن تظهر تقنية جديدة تعمل على غلق عملية التبادل بطريقة أكثر خصوصية، بحيث يصبح التعامل منغلقًا على الطرفين دون الحاجة للتدخل الطرف التالت أو الإصابة بخطر التعرض للقرصنة أو تلف التعاملات.
تعد البلوك تشين تشين أحدث طرق التعامل الرقمي الحديث، حيث يمكن وصفها بكونها عملية تواصل مشفرة تتم بين طرفين، تتسم باللامركزية والبعد عن الوساطة الخارجية، وكذلك تتم رقميًا دون الحاجة إلى تدخل بشري أو إلكترونى أخر.
تشتهر البلوك تشين لغويًا بمصطلح سلاسل التكتل أو سلاسل الثقة، والتى يمكن شرحها بكونها سجل رقمي عالمى، هذا السجل يتم فيه توثيق كافة التعاملات البشرية التي تتم بين طرفين، بحيث يتم بناء سجل استناد عالمي واحد يتم تسجيل كل معاملة تبادل فيه. هذا السجل لا ينتمى إلى خادم حاسوبي مركزي واحد، أو ينتمى إلى مؤسسة معينة، بل هذا السجل يتم تسجيل على كافة الخوادم الإلكترونية الموجودة في العالم، بحيث يمكنك أنت الشخص (1) التأكد من رصيد حساب ( ب) بدون اللجوء إلى طرف ثالث للتأكد، بل كل ما عليك فعله هو الدخول إلى هذا السجل وإكتشاف الأمر بنفسك.
- هل هذا يعنى أن الحسابات الرقمية معلنة للجميع ولا تتسم بأي خصوصية؟
بالطبع لا، فلكل مستخدم في سلاسلة البلوك تشين يمتلك اسم وهمى إلكترونى بخلاف اسمه الحقيقي، هذا الاسم يتم استخدامه في عملية التبادل الرقمي بحيث يمكن التأكد من أرصدة وبيانات المستخدمين دون الإفصاح عن معلوماتهم الحقيقة، فإذا رغبت التأكد من هذا الشخص يمتلك هذا العقار فعلًا أو يحتوى رصيده على هذا الرقم تحديدًا، فكل ما عليك فعله هو طلب اسمه الوهمى والعمل على البحث عنه داخل السجل العالمي للبلوك تشين، وستتولى التقنية الذكية البحث والتأكد نيابة عنك.
- وجود سجل عالمي واحد لكافة البشر يجعل عملية القرصنة أكثر سهولة، فكيف يساهم ذلك في الحفاظ على أمن وخصوصية المستخدمين؟
على عكس ما هو ظاهر، فإن البلوك تشين تمثل أفضل طرق الحماية الرقمية للتعاملات وأكثرها سرعة وأمان. فعملية تسجيل سجل تبادل عالمي واحد بين البشر، لا يعنى أن هذا السجل يوجد به نسخة واحدة قابلة للتدخل البشرى أو الإختراق؛ بل أن تقنية البلوك تشين نفسها تعمل على إنشاء نسخة من السجل الرقمي لكل مستخدم وتحديثها دوريًا لكل المستخدمين. بمعنى إذا قمت أنت بشراء عقار جديد اليوم، فنسخة التي تمتلكها من السجل العالمي، سيتم تحديثها بعملية التبادل الجديدة التي قمت بها، وكذلك سيتم إضافتها في سجلات باقى المستخدمين. فإذا قام شخص بالتعرض لسجلك لإتلاف البيانات الموجودة فيه، سيسهل إكتشاف ذلك بسرعة، وذلك لتعارض البيانات التي تمت إضافتها مع باقى سجلات العالم، وهو بالطبع ما يصعب اختراقه، حيث يصعب اختراق حساب مستخدمين الكوكب كله.
يعمل كلا من البلوك تشين والمحاسبة جنبًا إلى جنب من أجل تحقيق المصلحة القصوى للعملاء والمستخدمين؛ فبفضل تنفينة البلوك تشين في مجال المحاسبة، سهل تسجيل المعاملات الرقمية التي تتم بين المستخدمين وإتمامها في لحظتها دون تأخير، مع العمل أيضًا على توثيقها وعدم القدرة على التدخل أو التلاعب فيها. فبعد أن كان المحاسبين حول العالم يعانون من تأخر عملية توثيق المعاملات المالية أو ضياع جزء منها في الرسوم والعمليات التي تتم بتدخل طرف ثالث، أصبحت المعاملات الآن يتم توثيقها في وقت القيام بها وتوثق ويتم تشفيرها في لحظتها.
تتسم عملية التبادل الرقمى التي تتم بالبلوك تشين بكونها غير قابلة للتلاعب أو التبديل، لذلك يسهل استخدامها في عملية تسجيل العقود الرسمية والأوراق، حيث يصبح المستند نهائيًا وغير قابل للتعديل بمجرد رفعه على سلاسل الكتل.
تتضافر تقنية البلوك تشين والمحاسبة سويًا في تسهيل عملية توثيق الأفكار والمعاملات المادية وكذلك الممتلكات والعقارات والمنتجات المختلفة، حيث سويًا يتم تزامن السجلات التجارية إلكترونية بشكل فوري، مما يساعد على تكوين سجل استناد محاسبة عالمى سهل الوصول إليه وتتبعه في أى وقت.
تطبيقات البلوك تشين في مجال المحاسبة وأهميتها
البلوك تشين والمحاسبة أشبه بالوجهان للعملة الواحدة فكلاهما لا ينفصل على الأخر من أجل تحقيق المصلحة القصوى للمجتمع الإقتصادى العالمى، فبفضل تطبيقات البلوك تشين في مجال المحاسبة، تم الآتي:
- تقليص الوقت المستغرق في تسجيل المعاملات المالية ومتابعتها والتدقيق فيها.
- التخلص من الرسوم المالية المهدرة في التعامل مع الأوراق الرسمية أو التواصل مع طرف ثالث.
- التخلص من تكاليف الدفاتر الحسابية والأوراق المستخدمة في عملية التوثيق.
- تسجيل المعاملات الحسابية بشكل فوري ومتزامن مع المستخدمين.
- الحفاظ على شفافية المعاملات الحسابية وتجنب حدوث حالات التلاعب والتزوير.
- تجنب حدوث الأخطاء التى تنتج من التدخل البشري في عملية التوثيق.
- مواكبة التغيرات الحديثة في مجالات المحاسبة بطريقة أكثر سرعة ومرونة عن الأساليب التقليدية في الأرشفة والتوثيق.
- تقليص عدد المحاسبين العاملين على تنفيذ المهام المالية وتوزيع جهودهم في مهام أكثر دقة وتأثيرًاا في العمل.
- التأثير على جودة وفعالية النظام المحاسبي والمساعدة في تطور الاقتصاد العالمي بشكل أسرع وأكثر قدرة على التجاوب مع المتغيرات التكنولوجية المستمرة.
- مقاومة حالات الإحتيال المالى حتى لو تمت بموافقة الطرفين، حيث يسهل تتبعها وإكتشافها بكل سهولة.
- تصميم العقود الذكية والتى يمكن موافقة الطرفين فيها بدون الحاجة إلى وجودهم في مكان واحد أو اللجوء إلى أطراف أخرى خارجية لرعايتها.
- الحفاظ على حقوق الأطراف من التلاعب أو التعرض للخداع .
- يمكن الوصول إلى المعلومات المحاسبية من خلال جميع الأطراف : المدقق والمحاسب والمنظم والعميل، بحيث تتسم العملية بالشفافية القصوى والتى لا يمكن الخداع فيها .
- سهولة تبني الأفكار الجديدة في عملية التبادل المالي والتى مثلت العملات الرقمية أولى الصور فيها.
بفضل هذه المميزات شاع استخدام البلوك تشين في مجال المحاسبة في الدول المتقدمة وتدرجيًا سيتم استخدامه بشكل أكثر دقة في جميع دول العالم، فظهرت التطبيقات الآتية في المجال المالي والمحاسبي:
- إنشاء العقود الذكية وتشفيرها وتوثيقها إلكترونية.
- التعامل بالعملات الإلكترونية وتسجيلها.
- تسهيل عملية التدفق المالى وحمايتها من غسيل الأموال.
- سرعة تسجيل الموازنات وتوثيقها.
- بناء السجلات المالية وحماية خصوصيتها وأمانها.
- التعامل في البورصة والتدقيق في بيانات العملاء وشفافية ما يقومون به من إجراءات.
- إجراء مناقصات وتسويات فورية.
لا يمكن وصف البلوك تشين والمحاسبة بكونهم مستقبل عملية التبادل المالي والتجاري في العالم، بل هما حاضره الذي يجب أن نشارك فيه وننخرط في تطوراته من هذه اللحظة، فأى تأخر في مواكبة هذا النوع من التطور لن يجعلنا في مؤخرة الدول المتقدمة فحسب، بل لن نجد لنا مكانًا في الدول النامية حتى؛ فكيف تشارك في النمو المالي للحضارة البشرية، إذا لم تكن تعرف كيف تتعامل مع نظامها المالي الجديد؟!
لا تقلق كثيرًا فالوقت لم يمضى بعد لمواكبة هذا النوع من التطورات؛ فقسم المحاسبة والإدارة العالمية في أكاديمية إعمل بيزنس، يضم مجموعة متنوعة من الكورسات الاحترافية التي تتناول كل ماهو جديد في المجال.