تعد الدعاية السلبية سلاح ذو حدين؛ فبجانب مقدرتها في قلب موازين السوق والفوز بحصة كبيرة منه في خبطة حظ واحدة، إلا إنها أيضًا قد تكون القنبلة التي تؤدي بنهاية الشركة وعلاقتها بالعملاء إلى الأبد، فكيف تستعمل المؤسسات هذا السلاح بحذر وكيف يمكن تحقيق الاستفادة القصوى منه، هذا ما سنتناوله خلال الأسطر التالية.
تعد الدعاية السلبية فرع من فروع مجال الدعاية والإعلان، وفيه تلجأ المؤسسات إلى طرق غير مباشرة في استمالة العملاء التابعين للمنافسين بدون أن تظهر هي في الحدث بشكل رئيسي، أى أن الدعاية السلبية هي عملية نشر متعمد لمعلومات سلبية عن المنافس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفيها يتم إظهار نقاط الضعف الذى يمتلكها المنافس بطريقة واضحة، أو كشف الستار عن عدم كفاءته أو نزاهته المعروفة، وإعادة برمجة الصورة النمطية التي كونها العملاء عنه، بحيث تدفعهم هذه الدعاية لا لتركه فحسب، بل التوجه إلى الشركة المسؤولة عن إدارة هذه الحملة والارتباط معها بشكل وثيق.
يخلط البعض بين مفهومي التشهير والدعاية السلبية، لتشابه الهدف النهائي وهو العمل على إقصاء المنافس ودفعه بعيدًا عن الساحة، لكن النقطة الرئيسية التي تجعل الدعاية السلبية تختلف كثيرًا عن التشهير، هو أن الأولى قائمة بشكل كلي على معلومات حقيقية يتم استغلالها بطريقة صحيحة وأخلاقية لجذب العملاء، أما الثانية فلا يمانع ممارسيها من استخدام معلومات مضللة أو حقائق مزيفة أو وسائل دنيئة وغير أخلاقية، وذلك كله بهدف إضعاف الخصم والعمل على كسب حصته السوقية من العملاء.
الفرق أيضًا بين الدعاية السلبية والتشهير هو أن الدعاية السلبية لا يجب أن تكون غير مباشرة في جميع الحالات، بل أن البعض منها قد يمارس بطريقة مباشرة بل ومضحكة كذلك وتحت أعين الجهات القانونية والرقابية، أما عملية التشهير فتتم بغياب المشهر عن الصورة وبطريقة غير مباشرة وبعيدًا كليًا عن أعين الجهات الرقابية المختلفة، بل أن الكشف عنها يهدد صاحبها بالدخول في دوامات قضائية مختلفة وصارمة.
تستخدم الدعاية السلبية بكثرة في كثير من المجالات الترفيهية والتجارية والصناعية وكذلك الخدمية، لكن المجال الأقوى والذي تمتلك فيه الدعاية السلبية قوة محورية قادرة على قلب الموازين، هو المجال السياسي ولاسيما فيما يتعلق بالانتخابات.
عادة ما يستخدم المتنافسون السياسيون الدعاية السلبية في التأثير على أراء الناخبين وخاصة في الجولات الأخيرة في عملية الانتخاب، حيث يتم تسريب معلومة عن المرشح أو إمطاره بوابل من الأسئلة التي تبين ضعف كفاءته، أو تسريب حقيقة حصوله على رشوة أو تصريح له يكشف نوع من التمييز العنصري فيه، وتلقائيًا وبمجرد ظهور هذه الأوراق يتم تحويل دفة الميزان من يده إلى يد المرشح الأخر ويحصل هو الأصوات بدون بذل أي مجهود.
في المجال التسويقي، يتم استخدام الدعاية السلبية كذلك ولكن بإضافة بعض من النكهات المرحة عليها، بحيث لا تظهر العلامة التجارية بصورة الضعيفة التي تستغل ضعف منافسيها في النمو، وفي نفس الوقت لا تتسبب للعميل في نوع من الاستجابة العكسية التي تجعله يشعر بالاشمئزاز منها.
وهي في ذلك تقوم بالإشارة الغير مباشرة للمنافس من خلال استخدام الكيانات والاستعارات اللفظية، أو استخدام نفس الألوان الخاصة به، أو في التركيز على ميزة أو شعار يعرفه الناس من خلاله، فمن ناحية تقوم بجذب عملائه الأوفياء إليها من خلال كشف الضباب عما لا يبصرونه من سلبيات، وفي نفس الوقت تمنح عملائها نوع من المرح التسويقي الذي يجعلهم يشعرون بنوع من التفوق النفسي كونهم عملاء لهذه العلامة التجارية لا الأخرى التي يتم الاستهزاء بها أو إظهار نقاط ضعفهم للعوام.
الدعاية سلبية مثلها مثل أي فرع تسويقي أخر يمتلك من المميزات ما يجعله مطلوبًا ولاسيما عند وقوع أزمات، ويمتلك من السلبيات ما يجعل الأفراد أو المؤسسات تفكر مليًا قبل المجازفة فيه:
الحرب بين مستخدمي أنظمة الـ IOS والـ ANDROID مشتعلة إلى الأبد، ومن الواضح إنها لن تنتهى قريبًا، ومؤخرًا سكبت شركة أبل وقودًا على هذه النار بإطلاقها لإعلان الخصوصية الأخير، والذي فيه تقوم بإظهار شخصًا ما ينتقل من مكان إلى آخر، ويتتبعه الناس محاولين اختراق خصوصيته، وهو في ذلك إسقاط غير مباشرة على الصلاحيات التي يمنحها نظام أندرويد للبرامج التي يستعملها متسخدميه، والذي من خلالها يتم اختراق خصوصياتهم بسهولة ومشاركة بيانتهم دون علمهم، وفي نهاية الإعلان يظهر قوة نظام الـ IOS في الحفاظ على سرية هذه البيانات وخصوصيتها وذلك من خلال اختفاء كل هؤلاء المتلصصين بمجرد استخدام العميل لمنتجها.
في الإعلان الأخير ل McCafé قامت ماكدونالدز بالتعرض الغير مباشر للشركة العالمية ستارباكس STARBUCKS، وذلك بقلب الطاولة على ما تمتع به قهوتها من مميزات، فبدلًا من تقليدها أو تجاهل التعرض لها، قامت مطاعم ماكدونالدز بتحويل هذه المميزات إلى عيوب، تخالف طبيعة العميل العربي ورغبته في شرب القهوة دون أى اضافات أجنبية دخيلة، فظهر لنا إعلان فكاهي مبدع، يبدأ بشخص يطلب قهوة من علامة تجارية مجهولة، فيحاصره العاملين بالأسئلة من كل جانب في شكل فكاهي مضحك ولذيذ. إلى أن ينتهي الإعلان بشخص يطلب قهوة بجملة واحدة منMcCafé وبعبارة تلخص رسالة الإعلان كالآتي:" قهوة تفوقك متصدعكش "
في النهاية، للدعاية السلبية دور كبير في عملية التسويق وقد ينجح هذا الدور في إنقاذ شركة من دمارها أو قد يتسبب هو فيها، الحد الفاصل بين هذا وذاك، هو أن يكون الممارس لها خبير بالأدوات التي يحملها ويحسن توظيفها بالشكل المثالي، والخطوة الأولى لكى يتم ذلك بسهولة، هو بدء تعلم فنون التسويق بالتفصيل، وإذا لم تكن تعرف الطريقة الصحيحة لذلك، فإليك قسم التسويق التابع لأكاديمية اعمل بيزنس.
مع النمو المذهل الذي يشهده عالم الأعمال اليوم، أصبح
وظيفتي مدير البيع ومدير التسويق من أهم أعمدة الشركات
القصص اللحظية القصيرة سريعة الاختفاء! هذه هي الفكرة
مع أكثر من مليار مستخدم نشط حول العالم شهريًا، ومع
يٌعد الفيس بوك أكبر منصة للتواصل الاجتماعي فيبلغ عدد
يعد علم التسويق الحصان الرابح فى عالم الأعمال
تتعرض الشركات لكتير من المشاكل التسويقية العصيبة،
التسويق للعيادات أمر صعب جدًا وخصوصًا لو ملكش أي
هنبتدي النهارده معاكم سلسلة مقالات بعنوان إزاي
تقسيم السوق أو الـ Segmentation من أكثر المصطلحات الهامة
أهمية الخطة التسويقية : كتير من أصحاب المشاريع - وخاصة
إذا كنت مهتمًا بالتسويق وترغب في أن إجادته باحترافية،
أي حد بينتج سلعة أو بيقدم خدمة، أكيد بيسعى إنه يبيعها