November 03, 2022
"الموظف المتمرد" مشكلة عويصة تواجه المديرين في وقتنا الحالى ولا سيما إذا كان هذا الموظف يتمتع بالمهارات والخبرات المطلوبة للعمل؛ فمن ناحية هو بمثابة الجوكر المناسب للوظيفة، ومن ناحية هو أسوأ أعضاء الفريق في التواصل وأكثرهم تأثيرًا بالسلب على سير العمل. فبين استغلال مهاراته أو طرده من العمل، يقف المدير حائرًا هل يخسر موظف مثالى كهذا الموظف؟ أم يخاطر بسلامة الفريق بالكامل ويتركه يؤثر عليه بالسلب؟
إذا كان هناك شيئًا نعرفه جيدًا في الحياة هو أن اختياراتنا لا تخضع لنظام الثنائيات، فالقرارات ليست دائمًا أبيض أو أسود، صح أم خطأ، بل دائمًا ما يوجد حل ثالث ودائمًا ما توجد طريقة للجمع ما بين جميع المميزات، كل ما فى الأمر هو أن تمعن النظر جيدًا وتنظر، وفى حالة ما إذا كنت أنت المدير الخاضع لتجربة الموظف المتمرد المأساوية، فهناك حل ثالث يمكنك اللجوء إليه؛ حل يمكنك معه السيطرة عليه الموظف وإبقائه في الوظيفة، دون أن يتسبب هذا في خساراتك لمهاراته أو التأثير على باقى فريق العمل، ماهو؟!
استراتيجية التعامل مع الموظفين المتمردين سهلة الفهم وكذلك التطبيق أيضًا، لكن هذه الاستراتيجية قد تكون المسمار الأخير في نعش قوة فريقك إذا لم يتم تطبيقها جيدًا، لذلك قبل أن نتطرق إلى الطريقة التى يجب ان تتعامل بها مع الموظف المتمرد، دعنا أولًا نتفحص شخصيته عن قرب ونطلع على الأسباب التي تجعله يظن أنه فوق النقد او التقييم كالآتي:
"أبحث عن أصل المشكلة" نصيحة عادة ما تتردد عند التعرض لمشكلة عويصة يصعب حلها، لذلك فتحليل شخصية الموظف المتمرد ومعرفة دوافعه تساعدك على فهم بذور المشكلة واستئصال جذورها الضارة من البداية، فعادة ما لا يخرج سلوك الموظف الهجومى والدفاعى عن إحدى الأسباب الآتية:
غالبًا ما يتسم الموظف المتمرد بثقة زائدة عن الحد، والثقة في حد ذاتها شيئًا حميدًا لكن المبالغة فيها تضر بصاحبها، فأي نقد بناء موجه له أو ملاحظة على سلوكه، هى بالنسبة له تهديد صريح لهذه الثقة يجب مهاجمتها؛ لذلك لا تستغرب من أن يرفض الموظف المتمرد أى تعليق ترغب به إفادته أو مساعدته في العمل، فهو بالنسبة له تصريح منك بضعفه فى هذه النقطة وهو شئ مخالف تمامًا لما تعكسه ثقته بنفسه، فطبيعى أول ما تلجأ إليه نفسه كحيلة دفاعية هو رفض كل ما يخالف هذه النظرة والتعامل معها كونها كلام غير صحيح أو جمل من شخص كاره أو حاقد حتى ولو كان هذا خلاف الواقع والغرض منه المصلحة العامة لا أكثر.
لا أحدًا يولد بالخبرة الكافية التي تؤهله للعمل، لذلك نسعى في دروب مختلفة من أجل تحصيلها وصقلها، وعندما نتعرض لمواقف لا تتناسب مع هذه الخبرة، أما أن نقوم بصقلها بمزيد من التعلم أو سؤال الأكثر خبرًا، وهو وضع صحى للموظف المحترف، أما في حالة الموظف المتمرد، فإظهار قلة الخبرة هو ناقوس خطر يهدد ثقته بنفسه، لذلك فأول ردة فعل يقوم بها لإخفاء هذا الضعف هو أن ينكر تمامًا وجود مشكلة به أو قيامه بشيء خاطئ، فالأخر دائمًا ما يتجنى عليه أو لم يفهمه جيدًا أو قام بتوصيل المعلومة بشكل خاطئ، أما هو ..فهو موظف محترف كان قادرًا علي القيام بتلك المهمة من البداية بدون ملاحظات إذا قام الأخر بتوصيلها له جيدًا.
يعد التقدير أهم الوسائل المحفزة لقيام الجميع بأداء أعمالهم بالجودة والكفاءة المطلوبة، وغيابه يؤدى إلى شعور الموظف بعدم جدوى ما يقوم به أو عدم أهميته فى عجلة العمل بالكامل؛ فتخيل معى اهتمامك بتنفيذ مهمة ما بكل دقة، ومراعاة كافة جوانب العمل والإبداع فيه، ثم يأتيك أحدهم معلقًا أنها مهمة سهلة وأن هذا واجبك فلا تتفاخر بقيامك به، وأنت لم تخترع العجلة وأى شخص أخر سيتمكن من القيام بنفس المهمة وإن مجهوداتك طبيعية فلا تشتكى من الوقت أو المجهود المبذول…. إلى غيرها من الجمل المثبطة للمشاعر؟!
حسنًا هذه الطريقة الأولى اللتى تدفع بالموظفين إلى التطاول مع مدرائهم؛ حيث يشعرون أن مهما قاموا من جهد ففي جميع الأحوال لن يتم تقديره؛ فإذا كان لابد من تأنيبهم على شيء فعلًا، ليكن شيئًا قاموا به في الحقيقة إذا، فطبيعي أن تجد هذا الموظف قد تمرد على مديره بالفعل وسيتعامل مع أى نصيحة أو توجيه منه، ستعامل معها بعداء واضح وسيرفضها حتى ولو كانت في مصلحته ومصلحة العمل.
بعض الأشخاص لديهم مشكلة فى التحكم بمشاعرهم حيث يعانون من عدم السيطرة على انفعالاتهم أو ردودهم المختلفة، فهم متأثرون دائمًا بنظرية المؤامرة وأن الجميع يتأمر ضد مصلحتهم؛ لذلك فخروج إنفعالاتهم بدون سيطرة أو رفض أى مقترح يأتى من خارج دائرتهم الموثوقة أمرًا طبيعي بالنسبة لهم. لذلك لا تستغرب عندما توجه نصيحة جيدة لشخصًا ما، ثم تتفأجئ برفضه الفورى لها، حتى إنك قد تستغرب وتنصحه بمنح نفسه بعضًا من الوقت للتفكير أولًا، لكنه سيرفض على الفور هذا الاقتراح أيضًا، معللًا أنه فكر كفاية بالفعل وقد يفتعل صدامًا حتى لا تستمر في عرض مقتراحاتك أو يعلن رفضه القاطع لمساعدتك حتى ولو نفذها بينه وبين نفسه في وقت لاحقًا بمفرده.
غالبًا ما يظهر الموظف المتمرد تحت القيادة الضعيفة، فإذا وجد الشخص نفسه تحت مسؤولية شخص أقل من خبرة أو كفاءة، عادة ما يفتعل المشاكل كنوع من أنواع المعارضة الغير مباشرة ويبدأ في التطاول على المدير وأى من كان يراه طرفًا في تولى هذا الشخص للقيادة، وكأنه يبرز للجميع ضعف قوة المسؤول وعدم قدرته على السيطرة على من يرئسهم حتى ولو هذا قد يضعف صورته كموظف محترف فى الشركة.
من الأمثال المصرية المشهورة والتى يتم الرجوع إليها كثيرًا "سكتناله دخل بحماره" وهو مثل شعبى يتم استخدامه في حالة التعليق على سلوك معتاد من شخص، أدى السكوت عنه في البداية إلى تطاول الشخص واستمراره فى أفعالة المرفوضة؛ الأمر ذاته يمكن عكسه في بيئة العمل الغير إحترافية، والتى لا تحتوى على نظام واضح يقيم أداء الموظفين ويتحكم فى طريقة أداء المهمات وفعاليتها. فعند غياب هذا العامل، تنتشر مثل هذه التصرفات والتى عادة ما تكون بسيطة في بدايتها، وما أن يرى الموظف أن تصرفاته لا ينتج عنها أى رد فعل عنيف بل ربما قد تساعده فى إنجاز عمله بسرعة وبالشكل الذي يعجبه ويرضيه هو، سيستمر في القيام بها والتطور فى مستويات خطورتها تدريجًا، بحيث يصعب معها السيطرة على هذه الأفعال أو إيقافها أو حتى التأثير على باقى الموظفين الذين قد يقلدونه، وبدلًا من إمتلاك موظف متمرد واحد، تخيل قطاع كامل من المتمردين!
كل هذه الأسباب تتضافر سويًا من أجل خلق موظف متمرد يصعب التعامل معه، موظف قد يرفض من أجل الرفض، أو يماطل فى أداء الأشياء لمجرد المماطلة ليس أكثر أو أقل، موظف قد يمتلك كافة المهارات والخبرات التي تؤهله ليكون موظف محترف بل ربما قائد فريق ناجح، ولكنه مع ذلك مستميتًا في حصر نفسه فى دور الموظف، وليس أى موظف بل الموظف المتمرد الصعب التعامل معه.
مع ذلك، فإن القول بأن على مدير العمل طرد هذا النوع من الموظفين أمر لا مفر منه هى أسطورة مهنية لا أساس لها من الصحة، بل عادة ما تضر بسير العمل ذاته أكثر مما تفيده، بل وقد تساهم في تحريك أول ديمنو في سلسلة من الخسارات المتتالية.
إذن ما الحل؟!
الحل بسيط للغاية ويسهل على جميع المديرين بإختلاف أنواعهم تجربتها، كل ما عليهم فعله هو اللجوء إلى واحد من هذه استراتيجيات التعامل مع الموظفين المتمردين أو جميعها، بحيث يرى أيهم الأنسب فى التأثير على الموظف المتمرد وأيهم الأنجح فى تحويله إلى موظف محترف يسعى الجميع لاستقطابه.
تختلف شخصيات الموظفين المتمردين من بيئة عمل لأخرى، وتختلف معهم طريقة التعامل كذلك، لكنها لا تخرج عادة عن الـ 7 استراتيجات الآتية:
عادة ما يندفع سلوك الموظفين المتمردين جراء سبب أو نتيجة حدثت لهم، ربما قد تكون هذه الأسباب شخصية أو مهنية، لكن معرفتها وعلاجها يساعد بشكل كبير فى علاج تصرفات الموظف المتمرد والتخلص منها نهائيًا. فقد يتمرد الموظف جراء شعور داخلي بعدم التقدير كما ذكرنا سابقًا أو بسبب سلوك حدث ولا يعجبه في بيئة العمل، وبمجرد أن يتم علاج هذا السلوك، يعود الموظف إلى سلوكه الطبيعى وخاصة إذا كان هذا السلوك جديدًا على شخصيته وليس طابع متأصلًا فيه.
يمكن معرفة أسباب تمرد الموظفين أما عن طريق عقد إجتماعًا على الانفراد معه ومخاطبته بطريقة ودية لا رسمية، مع التأكيد أن هذة المحادثة ستظل سرًا ولا يهدف منها أى شيئ سوء مساعدته على تطوير سلوكه وإعادة حماسه مرة أخرى إلى العمل.
أما إذا صعب الامر على المدير في دفع الموظف إلى التكلم وخاصة إذا لم تكن العلاقة بينهما تسمح بذلك، يمكن حينها اللجوء إلى طرق غير مباشرة في معرفة الأمر، أما عن طريق عرض استبيان على الموظفين لا تظهر فيه أسمائهم، يتمكنون فيه من كتابة ما يشتكون منه أو رؤيتهم لطريقة التي يتم بها إداراتهم، أو حتى نظرتهم لباقى أعضاء الفريق وإذا كان هناك نصائح يمكنهم أن يواجهوها لهم. هذه الطريقة ستساعد المدير أو مسؤول التقييم على معرفة الأسباب الغير واضحة المؤثرة على بيئة العمل، كما يمكنه من خلالها إكتشاف الأسباب المبكرة التي قد ينتج عنها موظفين متمردين آخرين.
يمكن أيضًا للمدير فتح الباب للحصول على إقتراحات من الموظفين والسماح لهم بالحديث معه بحرية في أى مشاكل قد يشعرون بها، فمن الممكن أن يتشجع أحد الزملاء في مصارحتك بمشاكل الموظف المتمرد كي تتكاتفوا كفريق في حلها. وهو أمر يختلف تمامًا عن الوشاية، فالغرض هنا هو مساعدة الموظف المتمرد ومعالجة مشاكله المستعصية بحيث يعود إلى وضعه الذهني والنفسي الجيد مرة أخرى.
طبقًا لدراسات تم إجراؤها مؤخرًا، تم إكتشاف أن عدم وضوح الأهداف في العمل، تؤثر بنسبة 31% في الفرق بين الأداء الاحترافي والمنخفض؛ فعادة ما ينتج تصرفات الموظف المتمرد من عدم وضوح الرؤيا من البداية، سواء بسبب عدم توضيح المدير لطريقة أداء المهمة من البداية، أو في الموظف ذاته وقفزه باستنتاجات خاطئة عن المهمة دون الرجوع إلى المدير؛ لذلك من المهم أن تتفق أنت وفريق عملك على الأهداف الدورية للعمل وآلية تحقيقها وما هو المتوقع من كل فرد بدقة، مع السماح لهم بحرية الاستفسار والتعليق. فهذه النقطة ستساعدك في تجنب العديد من المشاكل كعلاج الأسباب التي قد تؤدى إلى رفض الموظف المتمرد لأداء العمل والوصول إلى حل يرضى الجميع، أو وضع الحدود الواضحة التي يمكن اللجوء إليها إذا خالف أحد أعضاء الفريق التعليمات المتعلقة بأداء العمل وجودته.
كلما كانت هناك عشوائية في طريقة إدارة العمل، كلما كانت هذه بيئة خصبة لنمو التمرد والفوضى في العمل؛ لذلك عملية بناء نموذج عمل واضح وصارم من البداية مهمة للغاية في تدفق عملية الإنتاج بفعالية والمرونة المطلوبة؛ فالنموذج لن يساعد فحسب فى تسكين الجميع فى أدوارهم المطلوبة ومعرفة مسؤوليات وواجبات كل فرد، لكنه أيضًا سيحدد نظام المكافأة والعقاب الذي سيتم اللجوء إليهم إذا استدعى الوضع ذلك.
فإذا قصر أحدهم في أداء المهمة بالجودة المطلوبة أو في الوقت المحدد، يمكن حينها الإعتماد على نظام الجزاءات في وضع حد لهذا السلوك وتجنب تكراره مرة أخرى. كما أن نظام المكافأة كذلك سيساهم في وجود سبب يسعى أعضاء الفريق إلى الوصول إليه مما سيجعل الموظف المتمرد يتجنب تكرار سلوكه خوفًا من إضعاف فرصته في الحصول على التقدير المادى أو المعنوى المنتظر.
نعم قد يتسبب الموظف المتمرد في العديد من المشاكل والعراقيل التي تؤثر على سلاسة العمل سلبيًا، لكنه أيضًا يؤدى أعمال أخرى بفعالية ومهارة إستثنائية، فعالية قد تجعلك تنسى ما قام به من مشاكل، ومهارة تجعلك تعيد النظر في أهميته للعمل مرة أخرى، فأنت من أجل هذه المهارات قمت بتوظيفه، وأنت من أجل هذه الخبرات تتساهل معه أحيانًا.
أين تختفى هذه المهارات ولماذا لا تستمر في الظهور طوال الوقت؟ هذه هى مهمتك أنت كمدير، دورك أن تقود الموظف بكفاءة تجعله لا يخسر حماسة البدايات التي أظهرها مسبقًا، وفى نفس الوقت يحافظ على تطوره ونموه المستمر. إدارة تجعله يرى أن كل مجهود يقوم به مقدر من باقى الفريق وله أهمية وتأثير فى جودة العمل، وإنك دائمًا ما تنتظر ما يقوم به ومتحمس له كذلك.
وجود تقدير مثل ذلك ومتابعة مستمرة منك للموظف المتمرد، ستخدم كل من ثقته بنفسه والآنا الداخلية الخاصة به، فهو سيتعطش دائمًا لهذا النوع من الإهتمام والتقدير، وسيقوم بكل ما يستطيع ليحصل عليه بصفة دورية، بل وتعظيمه كذلك.
لا تتوقع بالطبع أن بمجرد تقييم إيجابى اليوم أو لمدة أسبوع، سيحول الموظف المتمرد إلى موظف مطيع فجاة، ولا حتى نظام ثواب وعقاب صارم قد يعالج داء الموظف على الفور، لكن المؤكد أن لاشئ اقوى من الوقت فى فعالية التأثير؛ لذلك النصيحة الأولى والدائمة في التعامل مع الموظفين المتمردين هو أن تمنحهم بعض الوقت… وقت يسمح لهم فيه من فهم الصورة الكاملة لأهداف الشركة وطريق سير العمل وكذلك الطريقة الفعالة في التعامل مع الفريق، وقت يتمكنون من خلاله من فهم ما وجه لهم من ملاحظات وتطبيقها، وقت يتمكنون فيه من إعادة التفكير في أفعالهم وكذلك تأثيرها السيئ على صورتهم وصورة العمل كذلك.
وهو وقت يتم السماح لهم به بعد إجراء مناقشة متعمقة وجادة معهم حول كل من مميزاتهم وعيوبهم، وكذلك الطريق الذي يسيرون فيه وتأثيره على مسيرتهم المهنية، بحيث تمثل هذه المحادثة كنداء يقظة أخير ،يستعيد معها الموظف المتمرد حماسته ومهاراته الإحترافية مرة أخرى .
عادة ما يتحصن الموظف المتمرد وراء أسباب أو حجج دفاعية تجعله بعيدًا عن التعرض للعقاب. قد تكون هذه الحجج غير منطقية أو حتى حقيقية لكنها غير ضرورية في الوقت الحالي، لكن عند استخدامها لا يمكن لوم الموظف حينها: فمثلًا قد يتحجج الموظف بعدم أداء المهمة بسبب عدم إرسال رسالة إلكترونية بها على البريد الإلكترونى، بالرغم أنك كمدير قد اتفقت معه على أدائها شفهيًا واخذت منه الموافقة كذلك، لكنك في الوقت ذاته لا يمكنك مسألته أما مسؤول الموارد البشرية في ذلك، كون لا يوجد شئ يوثق هذه المحاثة!
لذلك بمجرد ما أن تستشعر وجود نواه تمرد من قبل أحد موظفيك، أحرص على أن يكون هنالك طريقة دائمة للتوثيق، بحيث يمكن الرجوع إليها إذا استدعت الحاجة، فالتوثيق ثم التوثيق هو أحد وسائلك الدفاعية في التصرف مع الموظف المتمرد، فكلما أنشئت نظامًا واضحًا يتم التعامل فيه بطريقة رسمية، ويسهل فيه متابعة وفهرسة وبحث كل شئ، كلما أمكنك الرد على كل حججه وهدمها بكل سهولة.
من الممكن أن يكون هذا الموظف إستثنائيًا بشكل لا يصدق، ومن الممكن أيضًا أن وجوده في الشركة فرصة ذهبية لا يجب تضيعها، لكنه أيضًا يمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أى وقت، وقد يمثل فيروسًا معدى يهدد سلامة باقى الموظفين؛ وكعادة التعامل مع نواقيس الخطر، يجب المبادرة باستئصال جذورها من البداية، فإذا وجدت من هذا الموظف عدم إهتمام بما تقدم له من ملاحظات أو عدم تغير فى طبيعة ما يقوم به من سلوكياته، فهنا يجب تغليب مصلحة العمل على كل شئ، حتى ولو بالتضحية بموظف بمهاراته؛ فالمخاطر التي تحيط بوجوده، يمكن تفاديها بفوائد أكثر من موظف بديل آخر.
عند الوصول إلى هذه النقطة، يجب إعلام الموظف بأن تصرفاته لن تؤدي إلى نتيجة جيدة، وإذا لم يستغل الفرصة الأخيرة المتاحة أمامه، ستقوم الشركة آسفة باستبداله، وهو أمر غالبًا ما يحقق نتائج إيجابية إذا تم بطريقة صحيحة لا تجعله يشعر أن الشركة تستغنى عن خدماته بطريقة تعسفية بدون تقدير لمجهوداته عبر السنوات الماضية، بل يجب على مسؤول الموارد البشرية أن يصل معه إلى النقطة التي يفهم فيها أن الشركة مازالت متمسكة به وتقدم له يد العون الأخيره، وهو من بيده رفض أو قبول هذه المساعدة.
في النهاية، فإن سؤال كيف تتعامل مع الموظفين المتمردين؟ ليس بالصعب في الإجابة لكنه صعب من حيث التنفيذ؛ فاستراتيجيات كالتى شرحناها سابقًا، تتطلب من المدير أن يتحلى بالمهارات والخبرات الكافية، التي تجعله أكثر قدرة على إدارة الموظفين الجدد و تدريب وتطوير الموظفين بالطريقة التي يمكن توظيفها لصالح العمل والعاملين فيه بالطريقة الصحيحة.
يعتقد بعض رجال الأعمال خطأ أن المال هو العنصر الوحيد
طبقًا لآخر الإحصائيات التي تم نشرها، فإن 28% من
جمل مثل بناء الفريق أو العمل ضمن فريق أو أهمية العمل
في ظل المنافسة الشرسة بين الأسواق، أصبح الحصول على
"الموظف المتمرد" مشكلة عويصة تواجه المديرين في وقتنا
جمل مثل بناء الفريق أو العمل ضمن فريق أو أهمية العمل
"الشخص المناسب في المكان المناسب" مبدأ يدور حوله عملية
تحقيق النتيجة الموضوعة في خطة العمل يتطلب عمل جماعي
في ظل المنافسة الشرسة بين الأسواق، أصبح الحصول على
طبقًا لآخر الإحصائيات التي تم نشرها، فإن 28% من
يعتقد بعض رجال الأعمال خطأ أن المال هو العنصر الوحيد
إدارة الصراع بين فريق العمل داخل الشركة .... مفيش حد
اتكلمنا فى حلقة قبل كده عن ضرورة وجود منافسة وأحيانًا