في عالم المال، ستجد هناك 3 مصطلحات تتكرر باستمرار، المزاد، المناقصة والعطاء، ربما قد قرأت عنهم في هامش الصحيفة الرسمية يومًا ما، أو قد كانوا نجم المشهد السينمائي ونقطة التحول التي أثرت على ثروة البطل، أو تحدث عن من معارفك خلال مناقشة ودية بينكم، وربما تكون أنت على مشارف دخول مجال المال وتحاول أن تفهم أهم المصطلحات فيه؛ في جميع الحالات، سواء كان هذا أو ذاك، فأنت على مشارف معرفة هذه المصطلحات بصورة أكثر قربًا وتفصيلًا عما سبق، لنبدأ أولًا بتوضيح الفرق بين هذه المصطلحات؟
لنقل مثلًا إنك قررت الذهاب إلى السوق الشعبي اليوم، وأثناء تجوالك صادفت بائع يروح لبضاعة دون إعلان سعرها، تذهب إليه فتجده يعرض أخر منتج من هذه البضاعة، تشارف على شرائها، فتجد عميل أخر يصارعك في إقناع البائع ببيعها له، تتسابقان كلاكما على شراء المنتج، فيقرر البائع بيع المنتج لمن يقدم له أفضل سعر، هنا هذه العملية تسمى بالمزاد؛ أي إن المزاد ما إلا عملية بيع أو شراء خدمة أو منتج أو أصول مقابل تقديم أفضل سعر، وقد يمارس هذه العملية حكومات أو شركات أو أفراد.
لنستكمل تجوالنا في السوق الشعبي مرة أخرى، أنت هنا البائع، وأنت تعرض بضاعتك في وسط عدد كبير من المنافسين، كل منكم يقدم نفس المنتج وبجودة مقاربة أيضًا، فجاة ظهر منافس يقدم نفس الجودة ولكن بسعر أقل، أين تظن سيذهب العملاء المستهدفين؟
بالطبع للأقل سعر وأفضل جودة، وهى مناقصة أجاد مقدمي العطاءات من المنافسين القيام بها، أي إنه استغل حاجة الجمهور للوصول إلى صفقة مربحة، حيث من جهة يشترى العميل المنتج بسعر قليل مقارنة بما هو معروض من المنافسين، ومن ناحية يستطيع البائع تحقيق هامش ربح جيد بالتخلص من البضاعة أول بأول. هنا تسمى هذه العملية بالمناقصة، أي تقديم سعر مميز مقابل السلعة أو الخدمة أو الأصول، بدون أن يتعارض هذا السعر مع الجودة الفنية له.
خلال جولتك السابقة في السوق سواء بائع أو مشتري، فإن الطريقة التي تمت بها عملية التجارة تمت بشفافية شديدة، بحيث قدم كل من البائع والمشتري عروضه الخاصة، وخضعت هذه العروض للتقييم، وتم اختيار الأفضل منها؛ هنا هذه العملية تسمى بالعطاءات، أي إنهاء طلب العطاءات ما هو إلا دعوة رسمية لتوفير المنتجات والخدمات من قبل المنافسين، بطريقة تخلو من الرشوة والمحسوبية، بحيث يحصل أفضل عطاء على الصفقة دون غيره من المنافسين.
فمثلًا إذا قلنا أن هناك عقار معروض للبيع من قبل شركة تعمير ما، فهنا ستقدم الشركات عروضها مقابل شراء العقار، وأعلى سعر هو من سيفوز بهذا العقار، فهنا هذه العملية تسمى بالمزاد، أما إذا كان هناك مشروع استثماري يقوم القطاع العام بعرضه على الشركات وصاحب أفضل عرض لطريقة تنفيذه بجودة عالية وبسعر جيد، سيفوز بتولي هذا المشروع، فهنا يسمى الأمر بالمناقصة، وخلال النوعين، ما يتم تقديمه من ضمانات وعروض وأوراق وميزانيات يسمى بالعطاءات.
تعرف العطاءات بكونها عملية تنافسية يتم فيها عرض أفضل الأسعار من قبل الأفراد أو الشركات للحصول على عقد أو امتياز أو حق توريد سلع أو خدمات، وهى في ذلك أشبه بالعروض التقديمية والتي تختلف من شركة إلى شركة ومن مجال إلى مجال.
للعطاءات التنافسية مجموعة من القواعد التي تحكم عملية تقديمها بالإضافة إلى مدة زمنية أيضًا، فكل مناقصة أو مزاد معلن، يتم تخصيص فترة زمنية فيه لتقديم العطاءات، وإذا تم تخطى هذه المدة، فلا يسمح باستقبال أي عطاءات أخري.
يتم التحكم في العطاءات وأنواعها طبقًا لكل من الجهة التي تنظمها وكذلك نوع المجال الذي تتم فيه المناقصة أو المزاد؛ فمثلًا بعض الصفقات التي تتم بين الحكومات والمؤسسات تتم في سرية تامة، بحيث يخضع المشتركين لعملية انتخاب دقيقة، يتم فيها اختيارهم فردًا فردا طبقًا لمجموعة من المعطيات المناسبة.
مع ذلك فإن العطاءات لا تتم جميعها في هذا النوع من الخصوصية، بل هناك عطاءات تتم بصفة معلنة للجميع، وهناك صفقات يتم تقديم العطاءات فيها بالاستعانة بسماسرة أو وسطاء كذلك.
وهي أشهر أنواع العطاءات التي يتم استخدامها في السوق المالي، وهو نوع قائم على عملية المزايدة للوصول إلى أفضل سعر أو عرض، بحيث يقوم مقدمي العطاءات بتقديم سعر ابتدائي يبدأ منه المزاد، ثم يقوم المشتركون بالمزايدة عليه حتى الوصول إلى أفضل عرض يستطيع المشتري تقديمه ويرضاه البائع.
وهى نوع من العطاءات التي يتم تقديمه في حدود ضيقة للغاية، بحيث يقتصر على مجموعة محددة من العملاء المستهدفين والذي يتم دعوتهم لتقديم عطاءاتهم من خلال مخاطبة سرية أو اللجوء إلى وسطاء لإعلامهم بالأمر. يوجد نوع آخر من هذه العطاءات وهي العطاءات التي تتم من خلال الوسطاء بصورة غير مباشرة؛ حيث يتم تمثيل العميل من خلال الوسيط، أما هو فلا يظهر في الصورة ويتعامل من خلف الكواليس.
هو نوع من الرقمنة التكنولوجية لعطاءات المزادية، حيث يتم تطبيقها هي الأخرى على سوق التجارة الإلكترونية، بحيث يستطيع البائع نشر بضاعته وبدء مزاد علنى عليها على الإنترنت.
تقوم آلية إدارة هذا النوع من العطاءات، على إحدى الطريقتين، فأما أن يتم إدارة العطاءات بالطريقة المباشرة في التسعير، وهى فتح مجال للمزايدة السعرية على المنتج وصاحب أفضل سعر، يفوز بالمنتج، أو بطريقة العطاءات الفريدة، والتى يتم فيها منح المنتج للعرض المتميز والذى لم يتم تكراره من قبل المنافسين الآخرين سواء كان هذا العرض هو أفضل عرض سعر حقًا أو أقلهم تسعيرًا.
وهى نوع من العطاءات المقيدة بمدة زمنية محددة، وفيها لا يتدخل البائع مباشرًا في إدارة المناقصة أو المزاد، بل يتم تحديد الحد الأقصى لتقديم العطاء آليًا، ثم يتناول الذكاء الاصطناعي إدارة المزاد، وإذا قام أحد العملاء بتقديم سعر أعلى من الحد الأقصى للعطاء، حينها يمنح الخيار لصاحب المزاد أما بتمديد العطاءات لمدة زمنية أكبر وتغير السعر المحدد، أو بغلق العطاء وفوز العميل الذي قدم أفضل سعر.
يتم فيها تقديم العروض بشكل سري للغاية؛ وذلك بتنظيم استقبال العطاءات في أظرف مختومة، وإدارة عملية المزايدة بصورة مغلقة، بحيث لا يسمح للمنافسين فيها بمعرفة ما قدمه المنافس الأخر، غنما يقوم بالمزايدة العشوائية، طبقًا لما يراه مناسب لما يتم عرضه، وأفضل عرض بالنسبة للبائع يتم اختياره والإعلان عنه دون الدخول في تفاصيل.
وهي العطاءات التي يتم تقديمها بشكل معلن وواضح للجميع، بحيث يتم فتح باب تقديم العطاءات وتحديد مدة زمنية خاصة بها، من ثم يستطيع المنافسين الاطّلاع على العروض المقدمة بكل شفافية، والمزايدة عليها بكل حرية.
هنا يتم تنظيم عملية العروض أو الأسعار طبقًا لعامل العرض والطلب في السوق المستهدف، فكلما كان الفارق بين العرض والطلب كبيرًا، كلما كان هذا في صالح الخدمة أو المنتج المقدم، فندرته، تلعب عنصرًا فعالًا في زيادة ثمنه،وبتالي زياد قيمة العطاء المقدم. هذا النوع من العطاءات يظهر وبقوة في الاستثمار المالي، والتعامل مع الأوراق المالية وكذلك البورصة.
وهنا يتم تنظيم عملية تقديم العطاءات طبقًا للعرف السائد بين أصحاب السوق المستهدف أو كبار التجار فيه، فعادة ما يضم كل مجال إتفاقًا ضمنيًا بالأسعار أو العروض المسموح تقديمها، بحيث لا يقدم أحدهم عرضًا رخيص الثمن، يعمل على إلحاق الضرر بباقي التجار وبالمجال ذاته.
وفيها يتم تكوين إتحاد معلن بين شركتين متنافستين، الغرض منه هو ضمان فرصة فوز أعلى في المناقصة أو المزاد، بحيث يتم التقديم العطاءات سويًا، والتعهد على توزيع المسؤوليات بالمناصفة بين الشركتين.
في النهاية، فإن تعريف العطاءات وأنواعها مجال واسع وشرس، فالدخول فيه بدون فهم واضح لما يحتويه من مخاطر وما هي الاستراتيجيات الناجحة فيه، سيكلفك الكثير، وبما أن العلم هو السلاح الأول ضد كل ما هو مجهول، فأنصحك بتعلم كل ما يتعلق بعلم إدارة المناقصات والممارسات المالية من خلال الكورس الشامل المكون من جزأين والمقدم عبر منصتنا الاحترافية.
حتى تتمكن من البدء في تأسيس وإدارة مشروعك الاستثماري،
هل تتذكر أفلام الرسوم المتحركة عندما تلوح الساحرة
للأسف ونتيجة للظروف الاقتصادية الأخيرة سواء على
عندما يتعلق الأمر بمشوار الألف الميل، فلا خطوة
كثيرًا ما نقابل مصطلح الميزانية العمومية لكننا نتعامل
نظرًا لرغبة الحكومة المصرية في تشجيع مناخ الاستثمار
تعد محاسبة المقاولات واحدة من أهم فروع علم المحاسبة
تعد المحاسبة المالية واحدة من أهم فروع علم المحاسبة
عندما نتحدث عن مجال المحاسبة المالية ولاسيما
طبقًا للتقرير الذي أصدرته الإدارة العامة للجمارك
في عالم يأفل فيه نجم 15% من الشركات الناشئة في فترة
لو انت مبتدئ في مجال التصدير ومش عارف تّمشي مشروعك
في عالم المال، ستجد هناك 3 مصطلحات تتكرر باستمرار،