طبقًا للتقرير الذي أصدرته الإدارة العامة للجمارك الصينية، بلغت القيمة الإجمالية لواردات وصادرات البضائع الصينية نحو 32.16 تريليون يوان لعام 2020، وهي بذلك تعد واحدة من أفضل الاقتصاديات الواعدة عالميا والتي تتميز بشيوع منتجاتها وتردد الجميع على شرائها، لذلك لا يخفى على أحد كون المنتجات الصينية هي الخيار الأول لأي شخص يرغب في إقامة مشروع مربح وسهل ومنخفض التكاليف، لكن هل الأمر بهذه السهولة فعلًا أم إن هناك كثير من التعقيدات في سبيل تحقيق ذلك؟
من خلال السطور التالية، سنتناقش سويًا حول معطيات هذا السؤال والإجابة المثالية له، بداية من الأسباب التي تدفع التجار إلى شراء المنتجات الصينية، وما هي الخطوات التي يجب إتباعها قبل اتخاذ قرار الاستيراد، وكذلك آلية الاستيراد من الخارج وما هي الضمانات التي يجب على التاجر اتخاذها لضمان سلامة المنتجات.
عندما تسأل رجال الأعمال المحترفين من أين بدأت أعمالهم غالبًا ما ستجد اسم الصين مقترنا بإحدى مراحل بدايتهم، بل قد تجده ملازمًا لرحلة صعودهم ومستمرًا حتى الآن، فبطبيعة الحال تسأل ما الذي جعل الصين خيارًا جيدًا لهؤلاء وهل هناك ضمان لتكرار تجربتهم الناجحة بالنسبة لك.
نعم عملية الاستيراد من الصين مربحة ولاسيما للتجار المبتدئين، وبالرغم من أن البعض قد يثنيك عن ذلك بسبب شدة المنافسة في هذا السوق، إلا أنه سوق مرحب بالجميع وتتعدد فيه الفرص لتجعل كل من يدخله فائزًا لا محالة في جميع الظروف، وذلك لآن المنتجات الصينية عادة ما تتميز بكونها:
نظرًا لمميزات السوق الصيني السابقة، يتسرع كثير من التجار المبتدئين إلى أخذ خطوة الاستيراد قبل حتى أن يمنحهم الاهتمام المناسب، وهم بذلك يرتكبون واحدة من أكبر الأخطاء الشائعة في المجال وهي عدم الاستعداد المبدئي قبل اتخاذ خطوة السفر إلى الصين، ولكي يتم هذه الخطوة بفعالية، يجب على المستوردين أن يتبعوا الخطوات التالية بعناية:
سوق واعد، منتجات متنوعة، أسعار جيدة، عمالة رخيصة، جودة عالية، كلها إغراءات تبدو مقنعة للغاية لأخذ خطوة الاستيراد من الصين، لكن هذه الإغراءات قد تكون فخًا إذا تمت بدون التحضير المسبق لها كما يلي:
قبل التفكير في كيفية الاستيراد من الصين، عليك أولًا أن تسأل نفسك أي المنتجات التي تبحث عنها؟ وهل هي مناسبة للفئة المستهدفة أم لا، وما هي مواصفاتها؟ وهل هي متاحة للاستيراد أم لا؟ فأحيانًا ما يواجه المستوردين صعوبات تختص بعدم توافر المنتجات التي يبحثون عنها داخل السوق المحلي الصيني أو اختلاف مواصفاتها عن المواصفات المنشودة، وكذلك عدم مناسبتها للشحن الدولي؛ فليس كل المنتجات الصينية تسمح الدول المستوردة بدخولها إلى أراضيها، وبعد هذه المنتجات أحيانًا ما يتم إضافة جمارك مكلفة على شحنها الأصلي.
لذلك عند التفكير في خطوة الاستيراد في الصين، فيجب أن تتضمن قائمتك كل من معلومات مفصلة عن:
بعد الانتهاء من هذه القائمة، تكون قد بنيت تصور مبدئي حول شكل وسعر ومواصفات المنتج الذي تبحث عنه، مما يساعدك على اختصار الكثير من الوقت والمجهود في مطالعة منتجات غير مهمة أو التشتت في الكثير من الاختيارات المبهمة، مع ذلك فبرغم أهمية هذه القائمة إلا إنها تعد مجرد تصور بسيط، ولكي ينمو إلى كونه خطة محكمة، يجب أن يرتقي المستورد إلى مرحلة دراسة السوق المستهدف بالتفصيل.
بعد وضع قائمتك الخاصة بنوع المنتجات المراد استيرادها، عليك حينذاك أن تنتقل إلى مرحلة دراسة السوق الصيني بالتفصيل، وذلك يحتم عليك زيارة المواقع الخاصة بالتجارة الصينية ومطالعة المنتجات المتاحة ومواصفاتها وأسعارها وكذلك نوعية العرض والطلب فيها، بالإضافة إلى الخدمات التي يعرضها الموردين وسبل الضمان والحماية للمنتجات، وكذلك ما يوفرونه من عروض مغرية وسهل التعامل وفقًا لها.
من خلال دراسة السوق الصيني، ستتعرف حينها على نوعية الصفقات التي يتيحها الموردين، ومن هم الأكثر ثقة فيهم، وآلية عمل الصفقات، وأسعار المنتجات التنافسية، وكذلك نوعية الضمانات التي تحتاجها لتأمين شحنتك بأمان، وكذلك الكميات التي يمكن توفيرها من مورد لآخر.
بفضل التطور الرقمي وشيوع التجارة الإلكترونية عالميًا، لم يعد الوصول إلى المورد الصيني بنقطة صعبة للغاية كما سبق، بل أصبح المورد المناسب الآن على بعد ضغطة زر من هاتفك الذكي، كل ما عليك فعله هو البحث عن مواقع التجارة الإلكترونية الصينية، وهي بدورها ستكون حلقة الوصل بينك وبين هؤلاء الموردين.
من أشهر هذه المواقع موقع على بابا Alibaba وموقع MADE IN CHINA وموقع Global Source ، وجميعهم يمكن التواصل مع الموردين من خلالهم وعقد الصفقات المناسبة وتحديد الكمية والسعر وكذلك نوعية الضمانات وتاريخ الوصول والشحن.
من خلال دراسة السوق المستهدف يمكنك أن تحدد نوعية الطريقة التي ترغب باستلام المنتجات بها، سواء كان الأمر يقتصر على التواصل مع المورد مباشرة وتحديد الكميات والسعر والسفر إلى الصين للتأكد منها واستلامها هناك، أو تطوير التعاون ليشمل عملية الشحن والتخليص الجمركي أو الاستعانة بشركات واسطة تساعدك على إجراء الصفقات مع المورد بطريقة نظامية تساعدك على الالتزام بالقوانين واللوائح، وضمان مطابقة المنتج لمعايير الجودة المطلوبة.
قد تكون الأسعار المتاحة للمنتج مناسبة للغاية لميزانية التجار، وقد يكون الشروط المتعلقة بالتعامل مع المورد وكذلك الضمانات المتاحة مطمئنة أيضًا، مع ذلك قد تعد الصفقة التي يتم إبرامها صفقة خاسرة إذا تجاهل التاجر أهم الشروط التي يجب توافرها في المنتج، وهو مناسبته للسوق المحلي من الأساس؛ فما الفائدة من شراء منتج رخيص الثمن من الخارج، إذا كان سعره بعد الجمارك والشحن سيكون فوق طاقة العميل المستهدف؟ ما الفائدة من شراء منتج عالي الجودة إذا لم يكن له جمهور مستهدف من الأساس في السوق المحلي؟ ما الفائدة من شراء منتج يوجد منافس له بالفعل في السوق المحلى وهو أقوى وأكثر تأثيرًا في العملاء المستهدفين وقادر على بناء علاقات وطيدة الثقة معهم؟
الأمر ذاته يخضع لقانون العرض والطلب، فمن الممكن أن تشترى منتجًا مناسبًا للتداول داخل السوق المحلي، لكنه متوافر بكثره فيه، وهذا بدوره سيفرض عليك نوع من التنازل في سبيل اختراق السوق التنافسي، مما يجعلك تبيع المنتج بسعر أرخص مما هو متاح، مما يعرضك لهامش ربح منخفض أو حتى الخسارة إذا لم تكن تسير وفق استراتيجية بيع احترافية وتعرف أين تقف بمنتجك في السوق وإلى أين متجه فيه.
برغم أهمية العناصر السابقة، إلا إن هناك خطوة لا يمكن تجاهلها أو التعامل معها بإهمال، وهي تحضير الأوراق الخاصة بالرسوم الجمركية وكذلك الأوراق الرسمية التي تضمن مطابقة المنتج للمعايير والمواصفات المحلية؛ فأي تعارض مع ما تنظمه هذه القوانين وما يمتلكه المنتج من مواصفات، لا يعرض المورد لخسارة الشحنة فحسب، بل قد يعرضه ايضًا لنوع من العقوبة والغرامة المالية التي قد تصل أحيانًا إلى السجن.
لذلك على التاجر أن يكون ملمًا بكافة الإجراءات القانونية الخاصة بالتخليص الجمركي، بداية من الأسعار والأوراق المطلوبة والمستندات، وكذلك الموافقات المطلوبة والجهات التي يجب الحصول على تصاريح منها، ومن المستحب في هذه الخطوة الاستعانة بمخلص جمركي محترف ملم بالأمور القانونية بالتفصيل.
تعد طريقة البيع عامل مؤثر وقوي في نجاح عملية الاستيراد في الصين وكذلك آلية التسعير لها كذلك؛ فاختيار المنتجات يختلف طبقًا لطريقة طريقة البيع، فإذا كنت تنوى البيع بالجملة، فحينها ستختار فئة المنتجات الخفيفة أو صغيرة الحجم، بحيث لا يضيف ذلك نوع من الأعباء المالية عند حساب تكلفة الشحن واستخدام الحاويات، الأمر ذاته عندما تقرر شراء منتج جديد على السوق ولا يمتلك شريحة مستهدفة كبيرة، حينها ستجبرك طبيعة السوق على اختيار البيع بالتجزئة كحل مضمون لاختبار جودة المنتج ومناسبته للعملاء وكذلك لعدم المخاطرة في شراء منتجات بكمية كبيرة والخسارة فيها بعد ذلك.
الأمر ذاته يتعلق بعملية التوزيع، فيجب عليك من البداية أن تحدد آلية استلام الشحنة وتوريدها وكذلك آلية بيعها وتوزيعها في السوق؛ فمن الممكن أن تتسم العملية البيعية بكثير من الصعوبات، الأمر الذي يجعل توزيع المنتج بمثابة أزمة يجب حلها بكثير من المال والجهد والوقت كذلك. وهنا عندما يتمكن التاجر من معالجة كل هذه المشاكل، ستكون موارده المالية قد نفذت واستفاد الخصوم من هذه التسهيلات في الترويج لنفس المنتج لكن بقدر أقل من السهولة وبمرونة أكثر من سابقيهم.
كما قلنا سابقًا، فإن السوق الصيني ملئ بالإغراءات لذلك من السهل ولاسيما على التجار المبتدئين التشتت بين الكثير من المنتجات والعروض المغرية أيضًا؛ لذلك يجب عليك من البداية أن تحدد الميزانية التي تعمل من خلالها، بحيث تقيدك هذه الميزانية في الاختيارات المعروضة أمامك وكذلك حجم التسهيلات التي يمكن أن تمنحها لنفسك وما لا يجب أن تتعداه.
الأمر ذاته متعلق بوجود نسبة من الأموال المتاحة في حالة الأمور الطارئة أو التعرض لأزمات، وذلك لأن سوق التجارة العالمي ليس بالسوق الآمن الذي يمكن دخوله دون خوض الكثير من المخاطر والمفاجآت، فبجانب توفير قدر من المال المناسب لشراء المنتجات وتوريدها وكذلك عملية توزيعها وشحنها، وتخليص الاوراق الرسمية، يجب عليك أن تضع ميزانية جانبية للتعامل مع الحالات الطارئة خلال عملية الاستيراد من الصين.
عملية الاستيراد من الصين ليست بالعملية الصعبة، لكنها ايضًا ليست بالهينة فالاتفاق الشفهي فيها لا يعد ميثاقًا يمكن الاعتماد عليه مهما بلغت ثقتك في الطرف الأخر، لذلك قبل السفر أو الاتفاق على سعر أو كمية المنشودة من المنتج، عليك أولًا أن تلجأ إلى جميع الأساليب القانونية والرسمية في التعاملات بحيث لا تتفاجأ بعد السفر باختلاف مواصفات المنتج عما هو منشود، أو رفض المورد لتسليم المنتج أو تغيره لسعر أو موعد التسليم؛ لذلك من البداية استعن بمتخصص أو مستشار قانوني يساعدك لا فقط على صياغة العقود المبدئية لعملية الشراكة، ولكن على مراجعة كافة الشروط أيضًا بحيث لا يتوفر فيها أي تلاعب أو إساءة لجميع الأطراف، وكذلك على ضمان عملية الشحن والتوزيع ومطابقة المنتج للمواصفات والمعايير المطلوبة.
بعد التعرف على الخطوات السابقة ومراعاة تطبيق النصائح المتوفرة فيها، يتبقى على التاجر الآن اتخاذ الخطوات الحقيقية في عملية الاستيراد، وهي خطوات ستجعلنا نجيب على سؤالنا الأهم في المقال: كيفية الاستيراد من الصين؟
تعد عملية الاستيراد من الصين بالعملية السهلة ولاسيما إن هناك تسهيلات تمنحها الدولة الصينية للموردين من مختلف دول العالم، أهمها هو التساهل مع التجار الذين لا يمتلكون سجلات تجارية والسماح لتوريد المنتجات للأفراد، وكذلك وجود تسهيلات متعلقة بعملية التوريد من خلال الإنترنت أو مكاتب الوكلاء الموزعة حول العالم؛ لذلك إذا كنت تتساءل على كيفية الاستيراد من الصين، فأول ما يجب عليك الاهتمام به هو الآتي:
دعنا نتفق أن لا يوجد ما يسمي بالبضاعة المثالية في التجارة، فأى بضاعة يمكن التربح منها بشرط أن يكون لها جمهور مستهدف نشط وتتسم بالجودة المطلوبة ويتم التسويق لها جيدًا، لكن إذا رغبنا في أن نعيد صياغة هذاالسؤال ليصبح ماذا يمكن أن استورد من الصين، فيمكنني حينها مساعدتك في هذا الشأن؛ فهنالك العديد من البضائع الصينية التي تلقى بشعبية طاغية في السوق والتي يقع في مقدمتها كل من الآتي:
يجب الإنتباه هنا أن المنتج نفسه ليس هو الضمانة الوحيدة لنجاح تجارتك؛ فيجب أن يتبعه في ذلك استرايتيجية واضحة في عملية إدارة الإنتاج والتسويق وكذلك التوزيع والبيع، والتي يمكن معرفتها بسهولة من خلال زيارة منصة أعمل بيزنس التعليمية، وهناك ستجد كل ما تحتاجه من موارد تعليمية تجمع مابين الجانب العلمي والتطبيقي والتي ستساعدك على إدارة مشروعك بسهولة ويسر.
عملية الاستيراد من الصين عملية ليست بالسهلة ولا بالمستحيلة كذلك، إنما كغيرها من الأمور التجارية التي تحتاج إلى دقة في التخطيط والإحاطة بالأمور القانونية والتجارية، بحيث يمكنك لا فقط الظفر بصفقة بيعيه رابحة، ولكن بمشروع قوى وناجح كذلك.
سؤال كيفية الاستيراد من الصين سؤال متخصص للغاية، وقد حاولنا في السطور السابقة رسم الخطوط العريضة للإجابة عليه، لكن إذا رغبت في مزيد من التخصص حول كواليس عمليات الاستيراد والتصدير والمشاكل التي تمر بها، وأهم المصطلحات التجارية العالمية والإدارات اللوجستية المتعلقة بها كذلك، فيمكنك حينها زيارة قسم إدارة سلاسل الإمداد المقدم على منصتنا، والذي يجيب لا على سؤال واحد فقط، بل العديد من الأسئلة المتخصصة والمعقدة في المجال.
حتى تتمكن من البدء في تأسيس وإدارة مشروعك الاستثماري،
هل تتذكر أفلام الرسوم المتحركة عندما تلوح الساحرة
للأسف ونتيجة للظروف الاقتصادية الأخيرة سواء على
عندما يتعلق الأمر بمشوار الألف الميل، فلا خطوة
كثيرًا ما نقابل مصطلح الميزانية العمومية لكننا نتعامل
نظرًا لرغبة الحكومة المصرية في تشجيع مناخ الاستثمار
تعد محاسبة المقاولات واحدة من أهم فروع علم المحاسبة
تعد المحاسبة المالية واحدة من أهم فروع علم المحاسبة
عندما نتحدث عن مجال المحاسبة المالية ولاسيما
طبقًا للتقرير الذي أصدرته الإدارة العامة للجمارك
في عالم يأفل فيه نجم 15% من الشركات الناشئة في فترة
لو انت مبتدئ في مجال التصدير ومش عارف تّمشي مشروعك
في عالم المال، ستجد هناك 3 مصطلحات تتكرر باستمرار،