اختبرت شركة آبل ظاهرة جديدة عليها مع اعلانها عن أحدث اصداراتها آيفون 8، آبل كانت متعودة كل مرة تعلن فيها عن إصدار جديد بتلاقي طوابير من الناس أمام محلاتها في كل حتة في العالم منتظرين من اليوم اللي قبله عشان أول ما المحل يفتح يقدروا يجيبو أحدث إصدارات آبل، بس مع الاعلان عن آيفون 8 الوضع كان مختلف، أمام متاجر آبل كان شبه فاضي، وماحدش شاف الطوابير الي كانت بتقفل الشوارع اللي قدام المحلات.

صحيفة الجارديان البريطانية رصدت الوضع ده في عدد من دول العالم، فبتقول في تقرير نشرته إن أستراليا اللي شوارع محلات آبل فيها كانت بتبقى زحمة جدا مع كل اصدار جديد، كانت العكس المرة ديه، فأمام أحد المحلات كان فيه 30 شخص بس، وأغلب دول آسيا وأوروبا كانت نفس الوضع مع صدور آيفون 8، زي بريطانيا واليابان والصين وأمستردام وغيرهم، وكمان أمريكا.

السؤال بقى هنا ليه ما حصلش سيناريو كل مرة؟ هل اختيار آبل توقيت طرح آيفون 8 كان خاطئ؟ هل مافيش فروقات جوهرية قوي مقارنة بالآيفون 7 الي طرح قبله؟، هل الناس بدأت تمل الآيفون بشكل عام وده مؤشر على انتهاء دورة حياة البراند زي أي منتج تاني ظهر وحقق نجاح وانتهى ؟..خلونا نناقش الافتراضات ديه عشان نوصل للسبب الحقيقي.

- بالنسبة للفروقات اللي بين آيفون 7 و8.. فهي فعلا مش كبيرة قوي، وبالتالي ده ممكن يكون بالفعل سبب في ضعف الاقبال على الإصدار الأخير، يعني مثلا آيفون 8 اختلف في إنه وزنه أتقل من 7 بحوالي 100 جرام، وسمكه أقل بحوالي 4, مم وعمر بطاريته أطول 3 ساعات، يمكن بس الاختلاف المميز هو إنه ضعف مساحة تخزين آيفون 7 وامكانية الشحن الوايرليس "لا سلكي".

- بالنسبة لملل الناس من الآيفون ، فده يفضل مجرد افتراض هتثبت الأيام إذا كان صح ولا غلط، بس بالفعل عديد من الخبراء بيقولوا إن أي منتج زي البني آدم ليه دورة معينة وعمره ينتهي بعدها، ولازم يحصل إما تغيير شامل فيه، أو الانتهاء منه والخروج بمنتج جديد خالص، والوقت هو الي هيقولنا لو انتهى عمر الآيفون ولا لسه؟

وهنا ممكن نسأل سؤال.. هل مصير الآيفون هيكون زي ما حصل مع نوكيا؟ نوكيا كانت مكتسحة الساحة، وهي الموبايل المسيطر على السوق، بس بعد فترة بدأ يظهر منافسين أقوياء ليها، واللي حصل إن نوكيا فضلت زي ماهي، بنفس منتجها، ماطورتش ولا ابتكرت جديد، وبكده حكمت على منتجها بالموت، انتهى عمر موبايل نوكيا وانسحب تقريبا من الساحة وسابها لأنواع موبايل كتير ظهرت ونافست بقوة.

فيه مؤشرات بتقول إن التطور والتغير في الآيفون بقى بوتيرة بطيئة، وده معناه إنه قرب يدخل في نفس المسار بتاع نوكيا، لكن بعض المميزات المبهرة "القليلة" اللي بتطلع مع كل اصدار بتقول إن السيناريو نوكيا لسه مش هيتحقق على المدى القصير.

- أما بالنسبة لخطأ آبل في توقيت طرح المنتج، فده الأرجح إنه يكون السبب الأقوى، بس الخطأ في توقيت طرح المنتج القادم لآبل وهو " آيفون إكس" اللي أعلنت آبل طرحه نوفمبر القادم، وده اللي خلى ناس كتير من أصحاب آيفون 7 تقرر تستنى إكس، بدل ما يشتروا 8 وبعد حوالي شهرين بس يرجعوا يغيروا تلفونهم تاني.

وبيدعم الرأي ده كذا سبب، منهم إن آيفون 8 مش رخيص – سعره يبدأ من 700 دولار ويوصل لـ 900 دولار – وان آيفون إكس سعره 999 دولار، فبما ان الاتنين غاليين يبقى استنى شوية وأجيب الأحدث وخلاص.

وده الرأي اللي بيدعمه الخبير في صناعة الهواتف المحمولة فرانسيسكو جيرونيمو اللي قال إن مستخدمي آيفون اللي متعودين يمتلكوا أحدث اصداراته قرروا انتظار صدور آيفون إكس اللي تم الاعلان عن قرب صدوره، نوفمبر القادم، بالتزامن مع الاعلان عن نزول آيفون 8 في الأسواق، وكمان معظم التجار في بريطانيا بيأيدو الرأي السابق وهو إنه التأثير المبهر المتوقع لآيفون إكس والمنتظر صدوره قريبا، هو السبب وراء ضعف الاقبال على آيفون 8.