دليلك المختصر لفهم ايجابيات وسلبيات الرأسمالية
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.
.jpg)
الرأسمالية مصطلح من المؤكد إنك سمعته ولو مرة واحدة في حياتك، ربما قلته وأنت تشكو نظام العمل الحالي وتأثيره على الحياة الاجتماعية، ربما سمعته في حوار تلفزيوني يتم بثه على الهواء حول الأزمة الاقتصادية العالمية وتشابك وتعقد أطرافها، ربما لفظها صديقك وهو يحلل وضع اجتماعي جديد وكيف غيرت الكلمة معالمه. تتنوع المواقف ويظل المصلح واحدًا… الرأسمالية، ماذا تعني؟ وما الذي يجعلها بهذه الأهمية؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟ هذا بالتحديد ما سنتحدث فيه خلال الأسطر القادمة،
ما المقصود بالرأسمالية؟
يمكن أن نستطرد في شرح التسلسل التاريخي لمفهوم الرأسمالية ومتى نشأت وعلى يد من وكيف اختلفت مفاهيمها من عصر لآخر وعلى يد من تطورت وكيف ظهر أول مفهوم راسمي لها، لكن هذا ليس هدفنا من هذا المقال؛ فهنا لن نتناول الرأسمالية من مفهوم تخصصي دقيق، بل من خلال مفهوم سهل يمكن لأي شخص مبتدئ فهمه ومعرفة ماذا يعنيه؛ لذلك إذا رغبنا أن نوضح مفهوم الرأسمالية بسهولة، سنقول أنها نظام اقتصادي يكفل الحرية المالية للأفراد بحيث يتمكنون من استغلال قدراتهم ومواهبهم في تعظيم ثرواتهم وممتلكاتهم، بالشكل الذي لا يتعارض مع القانون أو الحياة العامة وتوطيد الأمن.
إذن فالرأسمالية Capitalism هي نظام اقتصادي حر، قائم على تعظيم الملكية الخاصة للأفراد والمجتمعات، بناء على عنصري العرض والطلب، والمساهمة في تحقيق الأرباح المالية لصاحبها، سواء كان صاحبها هذا فرد أو مؤسسة أو دولة.
من المفهوم السابق، يتضح أن الرأسمالية بمفهومها هذا قائمة بشكل أساسي على عنصري العرض والطلب، أي أن للأفراد الحرية في تحديد ثمن السلع والخدمات والمنتجات التي يعرضونها للجمهور المستهدف، ومع وجود عملاء تقبل بهذا السعر وتجده مناسبًا، يتم جنى الأرباح بناء على هذا السعر حتى لو كان باهظًا أو مكلفًا مقارنة بسعر إنتاج المنتج نفسه أو ما يستحقه من ثمن.
العامل الذي يؤثر على عملية تحديد هذا السعر وتغيره، هو وجود منافسين آخرين يعمدون إلى طرح المنتج بنفس الجودة وبسعر أقل، أو زيادة شريحة العملاء المستهدفة بالشكل الذي يجعل المنتج يدخل في نوعية المنتجات الجماهيرية والتي يقل ثمنها مع زيادة انتشارها، والأمر ذاته ينطبق عندما يشح وجود منتج فيزداد سعره لحصرية وندرة وجوده في السوق.
مبادئ الرأسمالية وأشكالها
تقوم الرأسمالية على مجموعة من المبادئ والأسس، وهي في أصلها مبادئ يمكن استنباطها من المفهوم الذي ذكرناه سلفًا، وهي كالآتي:
- الحرية الاقتصادية: والتي تكفل للفرد حرية تحديد النشاط الذي يرغب في استثمار قدراته فيها وآلية استغلال هذه المهارات وكذلك حرية التوسع والنمو وكذلك حرية تحديد السعر والمنافسة.
- الملكية الخاصة: أي أن الجهود والمشاريع الاقتصادية التي يتم تدشينها هي ملكية خاصة لأفرادها ولا يحق للحكومات أو الدول التدخل بشكل غير قانوني في سبيل الاستحواذ عليها أو المشاركة في أرباحها بشكل غير مشروع. كما يتم منح الأفراد الحرية في امتلاك الثروات مع وجود قوانين تساعدهم على حمايتها ونموها.
- قائمة على الربح: تقوم الرأسمالية في أساسها على حافز الربح والتوسع، أي أن الشخص يستغل قدراته ومهاراته بحيث يكون الهدف الأساسي منها هو تحقيق الربح المادي وتعظيمه، لا لمسؤولية اجتماعية أو إجبارًا من الدولة أو تطوعًا.
- العرض والطلب: تقوم الرأسمالية على حرية العرض والطلب، أي لا يتم فرض سعر معين على الأنشطة الاقتصادية أو إجبار التجار أو رجال الأعمال على بيع منتج بحد ذاته أو الانصياع لمتطلبات الجمهور في سعر يرغبون به، ل عملية تحديد السعر تخضع الكامل لحرية الشخص في وضع الرقم الذي يجده مناسبًا لتجارته وتم تحديده بناء على بحث ومعرفة للسوق.
- حرية المنافسة: تقوم الرأسمالية عن حرية التنافس، بحيث لا تخضع التجارة أو الانشطة الاقتصادية لنوع من الاحتكار، أو يتم إقصاء أي شخص يرغب في دخول المجال وتعظيم ممتلكاته،
ونتيجة لهذه المبادئ تعدت صور الرأسمالية وأشكالها، حتى وجد لدينا كل من الأشكال الآتية والتي سنتناولها بشكل سريع كالآتي:
- الرأسمالية الاقتصادية: وهي حرية إيداع وسحب الأموال والاستثمار فيها
- الرأسمالية التجارية: هي حرية ممارسة التجارة بدون وجود قيود أو شروط مسبقة بين البائع والمشتري أو في مكان وطريقة التجارة.
- الرأسمالية الصناعية: وهي حرية اقتحام مجال الصناعة بما يتاح فيه من فرص، واختيار المجال الذي يناسب الفرد ويرغب في تعظيم ثروته من خلاله، وفيها يتم الفصل بين رأس المال والعامل وتحديد الأجور بالشكل الذي يراه صاحب العمل مناسبًا للمهنة وما يتم بذل فيها من جهد.
- الرأسمالية الكارتل: وهي رأسمالية تحتوي على نوع من الاحتكار الغير رسمي، وفيها تتفق الشركات أو الأفراد ذو النفوذ على اقتسام السوق طبقًا لحصص يتم الاتفاق عليها مسبقًا.
- الرأسمالية الترست: وفيها يتم اتحاد أكثر من شركة عملاقة مع بعضها البعض بهدف القضاء على المنافسين الأخرين و إقصائهم من الساحة.
- الرأسمالية التنافسية: وفيها يتنافس التجار على طرق جذب العميل بناء على خفض الأسعار، وفيها يلجؤون أما إلى استخدام مواد أقل تكلفة أو اللجوء إلى عمالة بأجور منخفضة تعوض فارق السعر الذي يتم تخفيضه، لكنها غالبًا ما تفشل نتيجة وجود منافس أقوى جديد في السوق يقدم المنتج بسعر مناسب للجوده الذي يعرضها.
ايجابيات وسلبيات الرأسمالية
الرأسمالية مثلها مثل أي نظام اقتصادي يحتوي على مجموعة من الإيجابيات والسلبيات، وكونه نظام بشري في الأساس فهذه الإيجابيات والسلبيات عادة ما تتشابك وتتعقد حتى لا يمكن تمييز في أي موقع يمكن اعتبارها ميزة وفي أي موقف يمكن وصفها بسلبية، وهم كالآتي:
مميزات الرأسمالية
- حرية تحديد الأسعار، مما يوفر للتاجر الربح المادي المناسب لجهوده ومنتجه.
- حرية التنافس والذي لا يجعل المجالات الاقتصادية حكرًا على شخص أو جهة أو دولة.
- حرية العرض والطلب، مما يوفر تنوع في المنتجات المعروضة ومجالات التجارة وكذلك الأسعار الذي يتم وضعها.
- خلق نوع من المنافسة الصحية والتي تساعد في إثراء المجال الاقتصادي ونفع العميل المستهدف كذلك.
- منح الأشخاص العاصمين القدرة على تكوين ثروتهم الخاصة وشق طريقهم في عالم الأغنياء.
- تدعيم الملكية الفردية والخاصة ومنح فرص متكافئة لنمو والتطوير.
- تلبية احتياجات الجمهور المختلفة وذلك بناء على تنوع التجار وشدة المنافسة واختلاف المجالات التي يمكن اقتحامها.
- قائمة على الحرية كمبدأ أساسي فيها، إذا يمكن تطويرها وتطويعها لتناسب العديد من التجارب البشرية وليست مقيدة بقوانين معينة أو صورة نمطية واحدة.
- زيادة فرص الابتكار وظهور اختراعات جديدة تفيد البشرية، وذلك لأن الجميع يرغب في تحقيق أعلى منفعة مادية ممكنة، مما يدفعه لتسريع وتيرة التقدم العلمي وتسهيل طريقة حياة البشر.
بالرغم من مميزات الرأسمالية السابقة، إلا إنها أشبه بالصورة الأفلاطونية إذا لم يتم تطبيقها بنفس الطريقة على أرض الواقع، إذا تدخلت المصالح والأهواء الشخصية في طريقة تطبيقها، فظهر لنا العديد من السلبيات كالآتي:
سلبيات الرأسمالية
- تركز الثروة في يد فئة قليلة من الناس.
- تعظم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث يزداد الفقراء فقرًا، و يزداد الأغنياء غنى.
- عدم احترام القيم الأخلاقية وتغليب المصلحة الاقتصادية على إي اعتبارات أخرى.
- احتكار بعض القوى السوق بشكل غير مباشر، بحيث يسمح لهم تحديد الأسعار والتلاعب بها وفقًا لمصالحهم الشخصية.
- صعوبة الطريق أمام الأشخاص العاصمين بعكس الآخرين الذين امتلكوا ثروة جعلتهم يشقوا الطريق بسهولة وبدون التعرض لعقبات
- ظهور مشاكل البطالة والتضخم الاقتصادي وكذلك زيادة المديونية،
- الحرية وهمية ومحدودة ضمن الأشخاص الذين يمتلكون ثروة حقيقة وقادرين على استثمارها ضمن ما وفرت لهم الحياة من علاقات وتعليم جيد وكذلك مهارات وقدرات.
- سوء توزيع الدخل وتوفير بيئات عمل غير صحية وذات أجور منخفضة.
- نمو الاحتكار وصعوبة التنافس العادل ولاسيما أمام الشركات الصغيرة والناشئة.
حاولنا في السطور السابقة منحك لمحة خاطفة عن مميزات وسلبيات الرأسمالية، وهي كما تري مثلها مثل أي نظام اقتصادي بشري، له ماله وعليه ما عليه، النقطة هو آلية تفاعل الإنسان مع هذا النظام وكيف يطيعه في سبيل خدمته، ومثله كمثل أي نظام أيضًا، ربما يسطع نجمه الآن، ويأتي نظام أخر بديلًا عنه في المستقبل، وقد يستمر معنا لفترة أطول عما قبله، المهم أنت تعرف أنت كيف تستفيد منه أفضل استفادة، وكيف تتجنب مساوئ ولا تكون فريسة سهلة لها.