كيف أحمي فكرتي من السرقة؟: الاخطاء الشائعة وأهم التوصيات
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

مع وجود مجالات متنوعة من الاستثمار ومع تشجيع أصحاب الأموال لأصحاب الأفكار المبتكرة لتعريف عن أنفسهم وكشف ما في جعبتهم من مفاجآت، شعر أصحاب الأفكار الخلاقة بطمأنينة لتعريف العالم بأنفسهم ومشاطرة أفكارهم مع أول يد مساعدة قد يجدونها، ومع تطور الأمر وبدأ جني الأرباح، يتفاجئ هؤلاء أن فكرتهم الأصلية أصبحت ملك لشخص أخر، يربح هو بها كما يشاء، وأن الحقوق الفكرية والتجارية لفكرتهم الأم، لم يصبحوا جزء منها بعد الآن. مشكلة كهذا تواجه الكثير من أصحاب الأفكار المميزة وكثير منهم يتعرض للسرقة في بداية طريقهم مما يعرضهم للإحباط، مما يجعلنا نخسر كثير من العقول اللامعة والأفكار المميزة في حياتنا، لذلك تعد عملية الحفاظ على الحقوق الفكرية للأفكار واحدة من أهم المعضلات التي تواجه مجتمع الأعمال الآن، لذلك سنلقى الضوء على أهم الاستراتيجيات التي يجب إتباعها للإجابة على السؤال الأهم: كيف أحمي فكرتي من السرقة؟
كيف أحمي فكرتي من السرقة؟ وما الأخطاء الشائعة التي يتم ارتكابها عند التعامل مع المستثمرين؟
ينتشر في مجال الأعمال ما يعرف بالمستثمر الملائكي أو رأس المال المغامر، والمفهومين يتطرقون إلى أحد أهم الآليات الحديثة التي ساهمت بدور فعال في بروز الأفكار المميزة إلى وقعنا المعاصر، وفيها يقوم المستثمر بتقديم الدعم المالي واللوجستي وكذلك الإداري لأصحاب الأفكار اللامعة لتظهر إلى النور، وذلك مقابل الحصول على نسبة من الأرباح المتوقعة من المشاريع أو الحصول على نسبة من أسهم الشركة ذاتها، أو في الحصول على المال الذي تم استثماره وما نتج عنه من استثمارات بعد فترة زمنية محددة، وكلها طرق لا ضرر فيها؛ فمن ناحية يفوز المستثمر بنسبة من الأرباح أو حصة من الشركة، ومن ناحية يفوز رجل الأعمال الصغير على فرصة لنمو فكرته وتطويرها على أرض الواقع.
إذن ما المشكلة؟!
المشكلة عزيزي القارئ، فالمرحلة التي تأتي قبل الانتقال إلى مرحلة الاستثمار ذاتها، فلكى يقتنع المستثمر بفكرتك ويقوم باستثمار أمواله فيها، يجب عليك أولًا أن تشرحها له، وتشرح آلية تنفيذها وما يميزها عن غيرها من المنافسين، وهو بدوره ما يجعلك تكشف عن أغلب النقاط الهامة في الفكرة والتى إذا تم تقديمها إلى اليد الخاطئة، قد تتعرض للسرقة والإستغلال، لذلك دعنا نطرح السؤال الأهم: كيف أحمى فكرتى من السرقة وفي نفس الوقت أنال إعجاب المستثمر؟
هناك مجموعة من الأخطاء التي يجب عليك تجنبها أولًا قبل عرض فكرتك على المستثمر وهى كالآتي:
- لاتقع في حب فكرتك: جميعًا نقع في حب فكرتنا للدرجة التي تجعلنا نتغاضى عن رؤية أوجه القصور فيهان بل أحيانًا ما نتجاهلها عمدًا رغبًا في الحفاظ على صورتها داخلنا؛ وهو بدوره ما يجعلك تتحول من صاحب فكرة خلاقة والمعية، على عدو الفكرة وأول هادم لها، فقبل أن تعرض فكرتك على المستثمر، يجب أن تكون أنت أول ناقديها وأن تكتشف بنفسك نقاط ضعفها وتعمل على معالجتها سريعًا.
- لا تجعل الحماس يغمرك: الحماس مهم ولاسيما إذا كنت تعرض الفكرة أمام مجموعة من المهتمين بالمجال أو الموضوع المثار، لكن لا تجعل هذا الحماس يغمرك بالشكل الذي يجعلك تعرض الفكرة أمام أي شخص كان وكأن مجرد حديثك عنها يجعلها ملك لك؛ فأنت لا تعرف ما في نفوس الجميع، وقد تتفاجأ أن أحدهم بادر بتسجيلها لصالحه وتمكن من سرقتها بكل سهولة؛ لذلك قبل أن يغمرك الحماسة وانت تعرض فكرتك، فكر أولًا هل أنت واثق في مشاركة هذه المعلومات مع هذا الشخص أم لا؟!
- لا تكشف الكثير: إخبار الناس بفكرتك هو أشبه بسلاح ذو حدين، فمن ناحية تجازف بإمكانية سرقتها، ومن ناحية اخرى قد يساعد هذا في حصولك على التمويل المناسب من المؤمنين بها أو في الوصول إلى طريقة أسهل واسرع لنشرها، لذلك يجب عليك أن تتقدم على هذه المجازفة بشئ من المخاطرة المحسوبة، بحيث تخبر الناس بأن لديك فكرة مشروع مميزة، وأن هذا المشروع يحتاج إلى دعم، لكن لا تكشف الكثير عن هذه الفكرة، فقط الخطوط العريضة التي تجعل الآخرين مهتمين، لكن أحتفظ بأهم ما فيها للمستثمر الحقيقي المضمون.
- لا تفترض حسن النوايا دائمًا: توقع الأفضل في الناس شيئًا جيدًا بالطبع، لكن ليس في جميع الأحوال، فعندما تشارك فكرتك مع أحدهم دون أن تحصل على الضمانات الكافية منه لحمايتها أو عدم استغلالها، فأنت بذلك تتعامل بعدم ذكاء وحسن نية ضار؛ فلابد من البداية أن تأخذ حذرك في كل خطوة تقوم بها، وأن تحرص أن تتضمن جميع مراحل عرض الفكرة الشروط التي توافق عليها وتشعر بالاطمئنان فيها.
- وثق كل شئ: لا تقم بعرض فكرتك بشكل عشوائي أو شفوى بدون وجود أى وسيلة لتوثيق محادثتك هذا، فإذا كنت ستعرض الفكرة على شخصًا ما، فقم بإرسالها في رابط مغلق باستخدام البريد الإلكتروني أو استعن بتسجيل محادثة فيديو مسجلة وأنت تعرض الفكرة وتتلقى ردود فعله، أو قم بأرسال نسخة بريدية منها موثقة بالتاريخ والمعلومات حولها، هذا بالطبع بجانب توثيق الفكرة نفسها رسميًا في الجهات المختصة بذلك.
- ابتعد عن العشوائية: ربما تنظر إلى فكرتك كونها سهلة الاستيعاب ويمكن فهمها من أى شخص، لكن هذه النقطة غالبًا ما لا تكون حقيقية؛ لذلك حاول أن تنظم نقاط فكرتك وأن تعرضها بصورة منظمة من البداية، بحيث يسهل على أي شخص خبير كان أو لا فهمها وإستيعابها بسهولة.
- كن محددًا: لرجال الأعمال ولاسيما المستثمرين البارعين منهم وقتًا محدودًا للغاية، لذلك قبل أن تحدد ميعاد مع أحدهم احرص على تلخيص فكرتك في نقاط محددة بحيث تعرض أهم ما فيها في وقت قصير وبدون التأثير على جودتها أو تهمل أهم ما فيها من مميزات.
تساعدك النصائح السابقة في تجنب أهم الأخطاء الشائعة التي يقوم بها أصحاب المشاريع قبل عرض أفكارهم على المستثمرين، وبذلك تكون تخطيت نصف الطريق نحو حماية فكرتك من السرقة، لكن لحمايتها كليًا يجب عليك الإلتزام بالنصائح التالية عند التعامل مع المستثمر:
- قم بتوثيق الفكرة رسميًا وبالإحتفاظ بالحق الكلي للحقوق الفكرية والتجارية الخاصة بها.
- التقدم بطلب براءة اختراع رسمي والحصول على ورق يثبت ذلك قبل إجراء أي مقابلة.
- توثيق كل مقابلة أو حوار أو اتفاق أما باستخدام أوراق وعقود رسمية أو من خلال تسجيلها صوتًا وصورة أو من خلال إدخال محامي في الاتفاقيات من بدايتها.
- إتباع الطرق الشرعية في إجراء الصفقات وذلك للبعد عن أى صفقة ملتوية قد تجد نفسك فريسة لها فيما بعد.
- قراءة شروط التعاون بدقة ولاسيما فيما يتعلق بنسب الأسهم وعائد الأرباح والحرص على مراجعتها جيدًا من قبل محامي مختص وفهم عاقبة الإخلاء بكل شرط جيدًا لكي تفهم ما أنت مقدمًا عليه.
- الحرص على توثيق العلامة التجارية الخاصة بفكرتك مبكرًا والحصول على أي وثيقة سريعة حتى ولو مؤقتة لكى تثبت حقك الشرعي فيها.
- اعقد إتفاقًا سريًا يتعلق بشروط خاصة بعدم الإفشاء، وذلك إذا ساء الاتفاق ولم تحصل على تعاون مثمر مع هذا المستثمر تمنعه من حرق فكرتك بمشاركتها مع الغير أو إطلاع اى شخص بما تحتويه من معلومات هامة.
- لا تفصح عن الكثير حول فكرتك قبل أن تصل إلى نقطة متطورة من الإتفاق، وخاصة إذا دخلت في مرحلة من التوثيق الرسمى لهذا التعاون، بحيث تخبر المستثمر بأهم ما يميز فكرتك من ميزات، لكن لا تطلعه على كيفية تحقيق ذلك أو بأى طريقة ستكون أكثر فعالية، قبل أن يتم توثيق هذا التعاون رسميًا والبدء في الاستثمار.
- لا تهبط عند أول عش آمن؛ فصعوبة وجود مستثمر أمر شاق للغاية نعم، لكن هذا لا يجعلك تذهب لأول مستثمر يعرض عليك التعاون والتمسك فيه، بل يجب عليك دراسة الامر بجدية تامة، وأن تحلل كل جوانب القوة والضعف في ما يثمر عليه هذا التعاون، وكيف يؤثر هذا على حصتك من إمتلاك الفكرة والتربح منها، وما أن كان هذا المستثمر يمنح الفكرة التقدير المالي والمعنوى الكافي ليها، وهل قادر على تطويرها ومنحها الأدوات اللازمة لتحقيقها أم لا؟
- قبل أن تبادر في عقد اتفاق نهائي مع المستثمر فكر جيدًا في مقدار المخاطرة التي يجب عليك تحملها في سبيل نشر الفكرة وتطورها، وما هو مقدار التنازلات التي تسمح باتخاذها في سبيل ذلك، وما هو الذى من المستحيل التفاوض حوله، فهذه النقطة ستساعدك في معرفة نوع التعاون الذي ترغب في الالتزام به، وسيجنبك هذا التعرض لكثير من المفاوضات الغير مجدية.
- من المهم عند إجراء المفاوضات مع مستثمر ولاسيما إذا كان مخضرمًا وخبيرًا في هذا الشأن، أن تراعي ما يلفظه فمك من عبارات وجمل، فكل كلمة أو جملة قد يتم استغلالها بعد ذلك للإجبارك على الموافقة على موقف معين؛ فمثلًا إذا رحبت بطريقة مرحة بإمكانية الحصول على نسبة كبيرة من أسهم الشركة كنوع من التلقائية أو الهزار أو الكرم منك، قد يستخدمها المستثمر في حصرك في الزاوية واجبارك على الموافقة على الحصول على نسبة كبيرة من أسهم شركتك وإلا ستكون غير جديرًا في دخول مجال الأعمال وتلفظ بكلمات أنت لا تعنيها ولا يمكن الوثوق بشخص هكذا.
في النهاية فإن عرض فكرة مشروع أو تقديم فكرة ما، دائمًا ما يصحبه نوع من المخاطرة الكبيرة، لكن ما يمنعك من ارتكاب مجازفة حمقاء، هو أن تدرس كل الخطوات التي تقوم بها بدقة، وأن تراعي توثيق كل خطوة بسرعة، وأن تسأل في كل خطوة، هل هذه يحمي فكرتي من السرقة حقًا أم يقدمها لمستغليها على طبق من ذهب؟!
إذا كانت إجابتك غير واضحة بعد، فدعنى أنصحك باللجوء إلى كورس ريادة الأعمال والاستثمار المقدم على منصة إعمل بزنيس الاحترافية، وهو بدوره يجيب على كل هذه الأسئلة باستفاضة شاملة.