"لم يُطلق النار على أحد طلب زيادة في الراتب. بل على العكس تمامًا يدل هذا الطلب على طموح شخصي لصاحبه، بالإضافة إلى رغبة حقيقية في البقاء في العمل"
بهذه الكلمات وصفت بيب جاميسون مؤسسة موقع " ذا دوتس" للشبكات المهنية اندهاشها من خوف ورعب الكثيرين من طلب الحصول على زيادة مجزية في راتبهم، بل أن البعض قد يختار أن يقلل من مستوى كفاءته ويشك في قدراته كخيار أسلم من أن يتعرض للرفض عند طلب الزيادة.
لكن دعنا نكن منصفين، فطلب الزيادة في المرتب ليس هينًا كما يبدو، بل في الحقيقة تقوم الإدارة وقسم الموارد البشرية بجعله أصعب أكثر؛ فبمجرد ما أن تضغط زر إرسال رسالة الطلب، يتحول الأمر كله إلى تحقيق مزعج حول أهليتك لهذا الطلب ومستوى كفاءتك وما حجم الإنجاز الذي حققته للعمل والتطور الذي لاحقه.
وما أن تبدأ هذه الاسئلة في الطرح، يندم البعض على اتخاذ هذه الخطوة ويبدأ في التسليم في أول معركة مقنعًا نفسه أنه لم يكن يومًا أهلًا لهذه الزيادة، لكن بعد مدة ليست بطويلة، يتفاجأ أن غيره أقل في الخبرة والمهارة قد تقاضى راتب أكبر منه بكثير!
لماذا؟! لأنه لم يخسر همته في أول نزال حول ما يستحقه وكيف يجب تقديره، وهو بدوره ما عليك أن تقوم به أيضًا إذا رغبت في زيادة حقيقية في مرتبك، وإذا لم تكن تعرف كيف ومتى، فأنت في المكان الصحيح لتكتشف ذلك.
حسنًا لنتفق أن الشركة التي تعمل بها ليست بجمعية خيرية، أى إن عدم قدرتك على دفع الإيجار أو عدم قدرتك على تغطية تكاليف معيشتك بطريقة مناسبة، لا يجعل من أى منهم سببًا مقنعًا لزيادة الراتب، وعلى نفس المنوال عليك أنت أيضًا أن تعرف إنك لست بأبنهم البار المعطى لهم بدون حساب أو تقدير.
لذلك كما تعطى للمؤسسة يجب أن تمنح، وهذا المنح يجب أن يكون متوافقة مع مستوى قدراتك وخبراتك ومهاراتك، وكذلك المستوى المعقول لتكبد معيشة كريمة، لذلك كما يحق للشركة أن تحصل على مهامها بأعلى جودة وكفاءة، يجب عليك أنت أيضًا أنت تجزى بطريقة مناسبة لهذا الجهد، لكن هل أنت تستحق هذه الزيادة بالفعل أم تشعر بالاستحقاق؟!
تذكر نحن على الحياد هنا، لذلك قبل أن تفكر في طلب الزيادة، دعنا نكون حياديين قليلًا ونطرح بعض الأسئلة كالآتي:
هل حدث أى تطور في مهاراتك أو طبيعة المهام التي تؤديها في الفترة الأخيرة؟
ما هو سجل نجاحاتك مؤخرًا سواء فيما يتعلق بنسبة تحقيق التارجت أو مستوى مؤشر أدائك القياسي؟
هل الوقت مناسب لطلب الزيادة أم لا يمر وقت كافي قبل الحصول على الزيادة الأخيرة؟
هل اقترفت أى أخطاء مؤخرًا تجعل من طلب الزيادة أمرًا صعبًا؟
ما هي المواقف التي يمكن الاستشهاد بها لدعم طلبك كفاية؟
هل تمر الشركة بأى ضائقة مالية تجعل من الصعب التغيير في هيكلة الرواتب في الوقت الحالي؟
هل الزيادة التي ستطلبها مناسبة مع المهام التي تؤديها؟ فليس من الطبيعي أن تطلب زيادة تجعل منك تتقاضى راتب أكبر لمنصب أخر مختلف في المهام والمسؤوليات؟
ما هو متوسط الرواتب لنفس الوظيفة في السوق وما قربك أو بعدك من هذا المتوسط؟
ما هي البدائل التي تراها مناسبة في حالة رفض الزيادة؟ هل تخطط بقبول مزايا جانبية كزيادة في العلاوات والحوافز أو الحصول على تأمين مجزي أو بدائل سفر ومواصلات؟
لماذا من المهم أن تجد إجابات حقيقية ووافية لهذه الاسئلة؟ لأن جميعهم سيتم طرحهم عليك بمجرد طلب الزيادة، وبمجرد أن خطيت هذه الخطوة لا يجب أن يكون لديك أى تردد أو جهل بما تريده حقًا؟!
فأولًا قبل أن تطلب الزيادة، عليك أن تدرس جيدًا متوسط الرواتب لمنصبك وتقارنها بحجم شركتك ومستوى المرتبات فيها، فإذا وجدت أن الشركات التي تقارن مرتباتها بمرتبات شركتك يتشابهان في نفس حجم الإنتاج، وأنت في هذه الحالة تتقاضى أقل وتؤدي نفس المهام فأنت في حاجة حقيقية لطلب زيادة في أقرب وقت.
الأمر ذاته يتعلق بمستوى أدائك، فليس من المنطقي أن يكون معدل أدائك في إنخفاض في الربع الأخير، ومهامك تتسم بضعف الجودة والإنتاجية، وأنت تسير بفخر طالبًا زيادة كبيرة في الراتب!
يجب عليك أن تنظر جيدًا في طبيعة المهام التي تؤديها وكذلك المرتب الذي تطمح له كذلك؛ فمثلًا إذا كان راتبك س وأنت ترغب في الحصول على 3 س، وهو بالمناسبة نفس راتب المنصب الأعلى منك، هل سيبدو هذا عادلًا، فيجب أن يتوازن الراتب الممنوح مع طبيعة المهام أيضًا، لذلك إذا كنت مصممًا على نسبة الزيادة هذه، هل أنت مستعد في نفس الوقت للحصول على مهام إضافية أم لا؟
عندما يتعلق الأمر بطلب زيادة مرتب مجزية، فأفضل وقت هو بعد تحقيق تارجت أو تحقيق إنجاز أو تقديم فكرة جيدة للشركة أو عند قدوم الموعد السنوي لتقييم الإداء، لذلك خطط جيدًا قبل التفكير في طلب الزيادة، في كيفية جذب أنظار الإدارة إليك وإلى إسهامتك وذلك بتقديم قيمة إضافية للعمل.
تذكر جيدًا إن هنالك فرق كبير بين أهمية الدور الذي يقوم به الموظف وبين أهمية الموظف ذاته؛ فبالنسبة للإدارة قد تكون وظيفتك مهمة للغاية وتؤثر على العمل بالفعل لكن يمكن للمئات غيرك أن يؤدوها لذلك التهديد بترك العمل لا يعد ورقة رابحة على الإطلاق بالنسبة لك.
أما في حالة ما إذا كان الموظف نفسه مهم بما يحمله من خبرات وما يمتلكه من قدرات ومزايا إضافية، فهنا ستقوم الإدارة بما كل ما تملك خشيًا خساراته وتكبد النتائج السلبية المترتبة على تركه للعمل، لذلك أحرص أن تكون أنت هذا الشخص القادر على تطوير نفسه دوريًا بحيث كل يوم يمر في العمل هو يوم يضيف إليه لا يستهلك منه.
حسنًا الآن قمت بالإجابة على كل الاسئلة السابقة، ووجدت نفسك تستحق فعلًا هذه الزيادة وستقوم بطلبها، ما هي الأخطاء التي يجب عليك تجنبها حتي لا تخسر هذه الفرصة؟
لا تجعل التضخم ورقتك الأساسية
حسنًا نعرف جميعًا أن التضخم الاقتصادي قد أثر بالسلب على مستوى المعيشة لدى الجميع، فالمرتب الذى كان بإمكانه شراء 4 س، أصبح الآن كافيًا لشراء 2 س بصعوبة، لكن كما أثر عليك هذا التضخم أثر أيضًا على موارد الشركة والتكاليف الخاصة بها، لذلك إذا كانت هذه هي ورقتك الاساسية لضغط، فأنت في حاجة للبحث عن سبب أخرًا يجعل طلبك أكثر إقناعًا.
لا تجعل الأمر يتمحور حولك
نعم، تمكنت من تطوير مهاراتك وحصلت على عشرات الكورسات الاحترافية وتمكنت من حضور مئات ورش العمل الاحترافية وكذلك العديد من اللقاءات والندوات، لكن هذا يظل مرتبطًا بتطورك الشخصي أنت، النقطة الوحيدة التي ستجعل الشركة مهتمة بكل ما أنجزته هو تأثير هذه الأشياء عليها، فعند التحدث عن هذه الإنجازات راعي أن يتم ربطها بالتأثير الإيجابي الذي ستضيفه على جودة عملك من خلالها، سواء كان الأمر يتعلق بالسرعة أو الجودة أو الإنتاجية أو شبكة العلاقات أو تطور العمل بشكل كلي.
تجنب التوقيت السيئ
اتفقنا إنك لست الابن البار للشركة من قبل، لكن هذا لا يعني أن تكون الآبن العاق، فنعم من حقك أن تطلب زيادة في مرتبك لكن يجب أن تراعي في نفس الوقت التوقيت الصحيح، فمن غير المعقول أن تكون الشركة تمر بضائقة مالية كبرى وتسعى أنت لطلب زيادة غير مهتمًا بما يدور، فبجانب كون طلبك سيتم رفضه بالفعل، إلا إنه سيعكس صورة سلبية عنك وعن طبيعة ولائك وارتباطك بالمؤسسة.
احذر الطمع
وجدت أن الشركة قامت بزيادة راتبك مؤخرًا وبدون أن تطلب، ففوجئت إنك لم تكن تقدر نفسك جيدًا من قبل، وإنه كان بإمكانك الحصول على هذه الزيادة قبل وقت كبير في الحقيقة، لكنك لم تطلب، فإذا بك تتغير من مستسلم كبير إلى مطالب بشكل ملح، إذا لا تترك فرصة ولا وقت إلا وقمت بطلب زيادة أخري إضافية حتى قبل أن يمر وقت كافي بين الزيادتين، وهو بدوره ما سيجعل الشركة تعيد النظر فيك كون أى زيادة لا تكفيك وإنك تطمع دائمًا لما هو أكثر.
تجنب الغرور
نقع دائمًا في خطأ حب أنفسنا، بحيث نظن أننا الأكفأ … الأجدر… الأفضل، لكن هل هذا حقيقًا، فنعم قد تكون قمت بأداء مذهل في الربع الأخير من العام، ونعم قد تكون مؤشرات أدائك كلها رائعة، لكن هل هذا وحدك أم أن كل الفريق كذلك؟ هل قمت بشيء استثنائيًا بالفعل؟ أم أن هذه هي طبيعة عملك الروتينية والتقليدية؟!
أدرس الأمر جيدًا
حسنًا كما تتدرب أنت أيضًا على كيفية طلب الزيادة بطريقة احترافية، تذكر أن الإدارة وقسم الموارد البشرية قد قاموا بهذه العملية قبلك مئات المرات، لذلك هم أكثر احترافية بطريقة الرد على مطالبك وكيفية التحكم في سير المفاوضات لتسير كما يرغبون هم لا أنت، لذلك عليك أن لا تترك الأمر عشوائيًا وأن تستعد أنت أيضًا لضحض إجابتهم وإقناعهم إنك أهلًا لهذه الزيادة.
تجنب الاستسلام السريع
طلب الزيادة في الراتب هي غالبًا عملية طويلة ولا تنتهي في جلسة واحدة، لذلك تحضر جيدًا لجميع السيناريوهات، فقد تتفاجأ بالرفض في المرة الأولى أو تقليل نسبة الزيادة بشكل لا يرضيك، لذلك بجانب استعدادك للرد على جميع أسئلة الإدارة بشكل احترافي تعلم أيضًا كيف تتعامل مع رفضهم أيضًا وتعيد الدفة إليك، فلا تجعل المقابلة الأولي هي نهاية الأمر، بل كن ملحًا ومصممًا على ما ترى نفسك تستحقه.
لا توجد صيغة محددة لطلب زيادة في المرتب يتفق عليها الجميع، لكن هنالك مجموعة من النقاط الأساسية التي يجب على نموذج الطلب أن يحتويها وهي كالآتي:
أن يبدأ الخطاب بعبارة شكر وتقدير للمؤسسة.
أن يتم ذكر اسم الشركة واسم الشخص أو الإدارة الموجه إليها الرسالة.
أن يتم توضيح أسم المرسل ووظيفته والقسم التابع ومدة التحاقه بالعمل في الشركة.
تحديد نسبة الزيادة المرغوبة بالتفصيل أو ترك الأمر منوطًا برؤية الإدارة.
الأسباب التي دفعت بالموظف لطلب الزيادة ومن خلالها يرى أنه كفء لها.
إدراج الإنجازات أو الأهداف التي تمكن المرسل من تحقيقها مدعمة بالحقائق والأرقام.
الخطط المستقبلية للشخص والطموحات التي يرغب في تحقيقها من الناحية المهنية.
تقييم المدير وآرائه فيه إذا وجدت.
تحية ختامية
توقيع المرسل.
بعرفة هذه الخطوط العريضة يمكنك أن تصيغ رسالة إحترافية موجه لمسؤول إدارة الموارد البشرية بسهولة أو تتطلب من مديرك المباشر أن يرسلها نيابة عنك. يمكنك أيضًأ أن تطلب من إدارة الـ hr النموذج الذي يستخدمونه عند إدارة هذه الطلبات إذا كان الأمر متاحًا، لكن من الأفضل أن تتخذ أنت الخطوة الأولى في ذلك، فهو يعكس مدى احترافيتك كذلك.
تذكر إن بإرسال هذا الطلب لا تنتهي خطواتك، بل تبدأ، لذلك أنت في حاجة للتدرب جيدًا على طريقة إدارة المفاوضات بطريقة فعالة والعمل على الوصول إلى حل حيث تكون جميع الأطراف فائزة في النهاية.
أنصحك بزيارة كورس مهارة التفاوض المقدم على منصتنا التعليمية، والذي بدوره سيجعلك قادر على إدارة النقاش ودفة الحديث، بالشكل الذي تراه مناسبًا ويصب في مصلحتك في النهاية.
منذ أن استحوذ إيلون ماسك على تويتر ولا يمر يوم وإلا تجد
لطالما عٌد البيع بالآجل واحد من أهم طرق الإنقاذ الهامة
عندما يتعلق الأمر بمزاولة النشاط التجاري بشكل قانوني،
تخيل أن يكون لديك اجتماع طارئ مع عميل محتمل وعليك أن
هل تساءلت يومًا ما إذا كان الفضاء الإلكتروني قادر على
عندما يصبح طريق العمل ثقيلًا على النفس وتصبح كل دقيقة
منذ أن استحوذ إيلون ماسك على تويتر ولا يمر يوم وإلا تجد
يعد سؤال كيفية حساب معدل دوران المخزون واحدًا من
عندما يتعلق الأمر بمزاولة النشاط التجاري بشكل قانوني،
عندما تقول أرغب في تأسيس مشروع صغير براس مال 500 جنيه،
مجال الـHR دلوقتي بقا من أكتر المجالات المطلوبة فى سوق
يعد الشحن الدولى واحدة من المعضلات التي تواجه التجار
تواجه شركات المقاولات مشاكل تتعلق بالعقود طويلة