إتش تي سي راحت فين؟
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

كنت بدور في مكتبي على حاجة وبالصدفة لقيت موبايلي ال HTCالقديم واللي اشتريته من حوالي 8 سنين، الموبايل ده كنت بحبه جدا وبصراحة هو كان برستيج ساعتها، بس وانا مسكاه كده قعدت أفكر هي HTC راحت فين؟ وليه مع إني بحب الموبايل جدا مفكرتش اشتري منه تاني؟ وعشان كده بدأت أدور لغاية ما عرفت ايه السبب!
في البداية اتش تي سي كانت تعتبر واحدة من أهم الشركات الرائدة في عالم التليفونات المحمولة، فكانت بتصنع تليفونات محمولة من غير ماتحط اسمها وبتسمح لشركات الاتصالات زي فودافون و T-Mobileانها تحط اسمها هي على الأجهزة دي، ده غير إنها كمان كانت بتقدم سلسلة المساعد الشخصي المدعومة بأنظمة ويندوز واللي عرفت تتنافس بيها مع البلاك بيري المسيطر الأول على السوق الخاص بالنوعية دي من الأجهزة لغاية سنة 2007.
بس النقلة الكبيرة ل HTCحصلت في سنة 2008 لما طورت وصنعت أول موبايل بيشتغل بنظام الأندرويد وهو T-Mobile G1، وبعد كده من خلال تطويرها المستمر على نظام الاندرويد واستفادتها من تجربتها مع نظام الويندوز، قدرت تعمل نظام خاص بأجهزتها اسمه HTC Sense واللي وضح بشكل أكبر إمكانيات التخصيص الموجودة في الأندرويد، وبالطريقة دي فهي عرفت تحول الاندرويد من كونه صعب وتجريبي إلى إنه يكون جذاب وسهل الاستخدام وساعدته على إنه يكون منافس قوي جدا لنظام IOS بتاع شركة أبل.
وفي سنة 2010 اتش تي سي ساعدت جوجل على إنتاج Nexus One وهو أول هاتف أصدرته شركة جوجل من سلسلة نيكسوس، وكان نتيجة ده إن في نهاية 2010 شركة HTC بقت الشركة رقم واحد في السوق الأمريكي بحصة سوقية حوالي 20% وبتسبق شركة أبل وموتورولا.
أكيد انت بتسأل دلوقتي، أومال فين الوحش؟ فين سامسونج؟ بصراحة أنا كنت بسأل زيك وتعالى نشوف لقيتها فين!
اتش تي سي وبالرغم من التطوير اللي عملته في الأندرويد لكن الأرض في سنة 2011 ابتدت تتهز من تحت رجلها حبه حبه، وده بسبب ظهور سامسونج واللي عشان تقدر تنافس درست كويس جدا الإنجازات اللي حققتها HTC وابتدت تطور من السوفت وير بتاع أجهزتها وبعدها غرقت السوق بالأجهزة وبالتالي بدأت حرب التفوق بينها وبين HTC واللي قدرت سامسونج تكسبها بشكل واضح وده لأسباب كتير منها:
• أي نظام في البداية زي الأندرويد بيبقى محتاج تطوير يخليه سهل ومفهوم وبيقدم تجربة مميزة للمستخدم وده بالظبط اللي عملتهHTC في البداية مع نظامها HTC Sense، ولكن مع التحسين السريع اللي ابتدي يكون موجود في بقية ماركات الأجهزة الأندرويد، HTC معرفتش تقدم أي جديد وبقت بتعيد نفسها ومش بتقدم أي ابتكارات جديدة تذكر.
• HTC كان معاها ميزة إنها الأولى في مجال الأندرويد، لكنها معرفتش تستغل ده كويس في مقابل منافس زي سامسونج مكنش في شهرتها ساعتها ولكنه عرف يقدم أجهزة الأندرويد بتاعته بمستوى أعلى وأسعار أقل وتوزيع أكبر على مستوى العالم، وده خلى جوجل تتحول لسامسونج بدل اتش تي سي عشان تصنع لها الجهاز التاني والتالت من سلسلة أجهزة جوجل نيكسس الرائدة.
• وبدل ما HTC تركز مجهودها على إنها تسثتمر وتطور في الأجهزة بتاعتها بطريقة تقدر توقف فيها من نمو المنافسين بتوعها، ابتدت تنوع وتوسع من أنشطتها من خلال إنها اشترت شركة S3 للجرافيك في مقابل 300 مليون دولار واللي فشلت في النهاية إنها تساعدها في ابتكار أي شيء ممكن تستخدمه في أجهزتها أو تبيعه لشركات الهواتف التانية.
• وحتى لما عرفت تستحوذ على 51% من شركة Beats للإلكترونيات خدت قرار من أغبي القرارات، وده لأنها باعت حصتها في الشركة في مقابل 300 مليون دولار في 2011 من غير ما تدرس حجم الفرصة اللي بتضيعها من ايدها، واللي عرفت أبل تقدرها كويس في 2014 واشترتها في مقابل 3 مليار دولار.
• في المقابل بقى هنلاقي سامسونج ابتدت تستغل قدرتها في التصنيع في إنها صنعت شاشات وفلاش ميموري مش بس لأجهزة التلفون بتاعتها ولكن كمان لأبل ولHTC نفسها، وبالتالي حصتها في السوق ابتدت تكبر أكتر وأكتر.
• من أكبر الأخطاء اللي وقعت فيها HTC كمان هي سوء وضعف مستوى التسويق عندها، فمن سنة 2009 لغاية سنة 2013 الشركة ركزت استراتيجية التسويق بتاعتها على جملة "Quietly Brilliant"، وفي الوقت اللي هي كانت شايفة إنها لازم تركز على الجودة وقوة التكنولوجيا بتاعتها، سامسونج كانت بتسخر من شعار أبل "Think Different"، وكانت النتيجة إن في سنة 2012 سامسونج وصلت نسبة النمو بتاعتها ل300% وأبل لنسبة نمو قربت لحوالي 200%، في مقابل إن نمو HTC كان حوالي 17% بس.
• قرارات الشركة الغلط استمرت كمان في سنة 2013 لما وقفت إنتاج التليفونات منخفضة السعر وحبت تكون زي أبل وأصدرت في السنة دي أربع أجهزة بس بأسعار غالية وعملت لهم حملة إعلانات قوية وبالرغم من إن المبيعات زادت ساعتها، لكن ده ممنعش الشركة إنها تتجه للأسوأ.
كل الأسباب دي مش بس خلت الشركة سنة 2018 تاخد قرار بتسريح حوالي 1500 موظف عندها وبيع جزء من فريق البحث والتطوير واللي بيتكون من حوالي 2000 مهندس لشركة جوجل في مقابل 1.1 مليار دولار، ولكن كمان مبيعات الشركة انخفضت بنسبة 61.78% عن المبيعات اللي حققتها في سنة 2017.
الخلاصة إن مش معنى أنك كنت الأول في المجال ده هيخليك ضامن أنك تفضل رقم واحد في السوق، لكن اللي هيضمن ده هو الابتكار والتطور المستمر.