في أغلب الحالات التمويل بيكون عائق أمام تنفيذ معظم أفكار المشاريع وخاصة لو الفكرة جديدة، وتبدو للناس أنها غير مجدية، شركة إيفنتوس Eventtus المصرية خدت اتجاه مختلف شوية عن الطرق التقليدية في الحصول على التمويل.

الموضوع ابتدى مع اثنين صحاب "مى مدحت ونهال فارس" اللي كانوا بيحبوا يحضروا المعارض، وفي 2011 كانوا في معرض تيدكس TEDx وبسبب عدد الحضور الكبير كان المنظمين عندهم تحدي في توصيل المعلومات، فكان مش كل اللي في المعرض بيعرف جدول المتحدثين ولا أماكنهم ولا مواعيدهم، وعشان رائد الأعمال دايما بيشوف اللي مفيش حد غيره بيشوفه، فاجت فكرة أنهم يعملوا منصة على الإنترنت تجمع كل حضور أي معرض وتوصلهم ببعض ويبعتوا منها رسائل وكمان تخلي إدارة المعرض تقدر تتواصل معاهم وتبعتلهم جدول الأعمال أو المتحدثين.

البنتين قرروا ياخدوا خطوة حقيقية فسابوا شغلهم وحطوا تحويشة عمرهم مع شريكهم أحمد الشريف وبدأوا الشغل، واشتغلوا بنفسهم على الفكرة وسافروا برا وشافوا إيه اللي بيحصل في المعارض وإيه الجديد في عالم البزنس والتكنولوجيا وكمان عملوا أبحاث السوق، ولقوا أن سوق المعارض في الشرق الأوسط بيخدم أكتر من 10 مليون شخص مع قيمة أعمال تعدي 5 مليار دولار في السنة.

وتقريبا صرفوا كل اللي معاهم لحد ما طلعوا أول نسخة من تطبيق الموبيل للشركة، وبدأوا رحلة احياء مشروعهم "تمويل البذرة الأولى" وسبب صعوبة المرحلة دي أنك بتدور على ممول يقتنع بالفكرة وتطبيقاتها وخطط الأعمال اللي أنت عاملها ويديك فلوسه من غير ما تكون طلعت أي دخل حقيقية يأكد جدية المشروع اللي أنت بتعرضه.

رحلة التمويل الأولى في 2013 نجحت وضربوا بيها عصفورين أهم من بعض، يعني من ناحية جمعوا 175.000 دولار من صندوق استثمار فودافون لتمويل المشاريع، ومن ناحية تانية أخذوا دعم وإرشاد ومشورة من خمسة من أهم المساهمين في مؤسسه كايرو-إنجيلز زي حسام علام المدير التنفيذي لمجموعة حسن علام وكمان طارق منصور الشريك في برايس ووتر هاوس كوبرز مصر، وكل ده فرق كتير في بداية الشركة وانتشارها.

أما الرحلة الثانية من التمويل فكانت بعد ما الشركة بدأت تشتغل وتتعرف، ودي كانت خارج مصر ونجحوا فيها مع مجموعة رائد الاستثمارية وصندوق الشرق الأوسط "فينتشر بارتنرز" ووفروا تمويل رفعوا بيه رأس مال الشركة ل 650 ألف دولار، وبسبب ده نجحوا في تنظيم مجموعة كبيرة من المعارض والأحداث المالية والتكنولوجية جوا مصر وكمان خارجها، فالمشروع بدأ يعمل تدفقات مالية تثبت جدية الفكرة اللي بيشتغلوا بيه.

نموذج عمل إيفنتوس Eventtus مبني على التسعير المتصاعد، يعني بتدرج من أول حزمة مجانية تدي المنظمين قائمة مجانية من الخدمات، وبعد كده في عروض متدرجة من 599 $ لحد 1.399 $، وفي حجات تانيه أكتر يعني كل ما تدفع أكتر كل لما تزيد الأفكار اللي ممكن تعملها في المعرض اللي بتنظمه، ودا غير العائدات بتيجي من تطبيق الهاتف APP، وفي الوقت اللي معدلات الاهتمام اللي بتوصلها التطبيقات المشابهة في العالم بين 10٪ -30٪، وصل إيفنتوس Eventtus لمعدل 60٪ -70٪، في معظم الأحداث والمعارض اللي عملوها وكمان معدل المشاركة بعد تحميل التطبيق بيقرب من 90٪.

أما المعرض الأهم اللي عملته إيفنتوس كان في 2017 في مركز التجارة العالمي العملاق في دبي، واللي عملوا فيه خريطة أرضية عشان تساعد الزوار في الحركة جوه مساحة المعرض المهولة، ودي كانت المرة الأولى، اللي تضيف فيها إيفنتوس خدمة الدعم "دون اتصال بشبكات المحمول"، لأن كثير من الحضور كانوا من خارج البلد، يعني من شبكات دولية لأنه كان ها يكلف الزوار فلوس كتير.

وبسبب نجاحهم في المعرض ده لفتوا انتباه صناديق استثمار كبيرة في دبي، وفي رحلة التمويل الثالثة نجحوا انهم يجمعوا 2 مليون دولار من صندوق "الجبر" للتمويل، وكمان من صندوق "500 للشركات الناشئة" المدعوم من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وسيسكو، ومؤسسة التمويل الدولية IFC، ووصلوا برأس مال الشركة لأكثر من 2.65 مليون دولار.

إيفنتوس كشركة ناشئة بدأت بفريق من 7 أشخاص في 2012 ولحد 2017 زادوا لـ 24 شخص كانوا موجودين في مئات المعارض في أكتر من 15 دولة وأكتر من 150 استخدام للتطبيق، وكان فيهم معارض حضر فيها الآلاف زي مؤتمر ستيب 2016 و2017، واللي هو واحدة من أكبر المؤتمرات التقنية والإعلامية في المنطقة، وفي فعاليات تانيه غير التكنولوجيا زي بطولة أبو ظبي للجولف، ومعرض بيج 5 (للبناء) في عام 2016 ودا كان فيه حوالي 80 ألف زائر و3000 عارض.

إيفنتوس النهارده ضمن قائمة أفضل 100 شركة ناشئة، بحسب مجلة فوربس، في مصر وكمان في الوطن العربي، وفتحوا مكتبهم في دبي ومكملين مع خطط لوجودهم في معرض دبي إكسبو 2020 وكمان مونديال 2022 في قطر، إيفنتوس هي الجيل الجيد من تنظيم المعارض والملتقيات في الشرق الأوسط والوطن العربي.