ازاي تكون مميز في شغلك

جوزيه مورينيو.. إزاي تكون في شغلك اسبيشيال وان؟

أنا ليه مش بترقى في شغلي بالرغم من إن كل الناس بتقول عليا موهوب؟ السؤال ده ممكن يشغل ذهن كتير من الناس فاكرين موهبتهم بس هي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليهم يتقدموا في شغلهم، والحقيقة إن كون الواحد موهوب في حاجة ده مش هيضمن له النجاح مدى الحياة، لأن في اللحظة اللي هتتوقف عن تطوير موهبتك، هتلاقي شخص تاني يمكن أقل موهبة منك بيشتغل ليل ونهار عشان يتقدم عليك.

وعلى غير العادة فالمثال اللي هنتكلم عنه النهاردة مش هيكون عن شخصية في عالم البيزنس ولكن هيكون عن واحد من أهم الشخصيات في عالم كرة القدم وهو البرتغالي " جوزيه مورينيو"، وهنشوف هل موهبة لعب الكرة كانت هي العامل الحاسم في نجاح مسيرته التدريبية ولا لا.

قصة جوزيه مورينيو مع الكرة بدأت من سن صغير، فهو كان عايز يبقى زي أبوه فيلكيس مورينيو واللي كان حارس مرمى في الستينات، لكن مسيرة مورينيو كلاعب كرة انتهت بسرعة لأنه مكنش عنده الموهبة اللي تخليه لاعب كرة ناجح، فقرر التركيز على مجال التدريب اللي شاف إنه هيكون أفضل فيه.

عشان كده درس مورينيو علوم الرياضة في جامعة لشبونة واشتغل كمدرب لتلاميذ المدارس لمدة خمس سنين، وسعى بعد كده إنه يدرب فرق احترافية أكتر فمسك عدد من فرق الناشئين في بلده وكمان خد كورسات تدريبية كتير نظمها الاتحاد الإنجليزي والاسكتلندي، لغاية ما ظهرت قدامه الفرصة الذهبية إنه يكون "مترجم" للسير بوبي روبسون المدرب الجديد لنادي سبورتينج لشبونة سنة 1992، واللي اتنقل معاه بعدين لنادى بورتو سنة 1993 وابتدت العلاقة تتحول بينهم من مجرد مدرب ومترجم إلى إن روبسون بقي يثق في أراء مورينيو اللي كان بيطرحها وخلاه مساعد له.

سنة 1996 برشلونة عرضت على روبسون منصب المدير الفني خاصة بعد ما حقق مع بورتو العديد من الألقاب، وبالرغم من إن النادي اختار شخص تاني يكون المساعد له إلا إنه تمسك بوجود مورينيو معاه.

سبب تمسك روبسون بمورينيهو هو إنه كان بيخليه يروح يتفرج على الفرق اللي هتلاعبهم ويكتب تقارير عنهم، والحاجة اللي أثارت دهشته هو الملف اللي كان بيرجع بيه عن الفرق دي، فبيقول عنه روبسون: " كان يعود من المباريات ومعه ملف يحتوي على تقارير من الطراز الأول حول المنافسين، لقد كانت تلك التقارير بنفس جودة ما كنت أحصل عليه في السابق على الرغم من كون مورينيو لم يكن لاعبا أو مدربا أعرفه من قبل".

وفي الحقيقة ال scouting أو استكشاف المنافسين واللي تعتبر الميزة الأهم عند مورينيو مكنش شيء جديد عليه، وده لأنه لما بقى عارف إنه مش هيكون لاعب جيد في سن ال15، ابتدى يساعد والده المدرب من خلال انه يعمله ال scouting عن الفرق المنافسة وأهم اللاعبين فيها.

وعلى الرغم من إن برشلونة استغنى عن "بوبي روبسون" بعدين، إلا إنه أبقى على مورينيو وبقى هو مساعد المدرب الجديد "لويس فان خال" واللي ساعد مورينيو على أنه يطور أسلوب تدريب خاص بيه من خلال انه خلاه المدرب المسئول عن الفريق الرديف لبرشلونة وكمان خلاه يدير بعض ماتشات الفريق الأول.

فترة مورينيو مع برشلونة مكنش فيها هو الرجل الأول ولكننا نقدر نعرف منها هو ليه هيبقى في السنين اللي بعدها "الاسبيشيال وان" زي ما بيطلق عليه:

• مورينيو دايما بيهتم بالتفاصيل وعنده استعداد دايما للتطوير والتعليم، على الرغم من إنه بيتكلم برتغالي، إنجليزي، إيطالي، إسباني، إلا إنه اتعلم يفهم اللغة الكتالونية عشان يتواصل ويقرب بشكل أسرع من اللاعيبة والإدارة والصحفيين في برشلونة وكتالونيا.

• مورينيو اتعلم يكسب اللاعبين لصالحه من خلال توجيهم وإرشادهم بدل من إنه يكون مجرد شخص له سلطة عليهم، فبيقول عنه الفرنسي "لوران بلان" لاعب برشلونة السابق:" لقد قدر اللاعبون المجهود الذي كان يبذله مورينيو في إعداد الفيديوهات التحليلية للمنافسين، وكنت شخصيا أحاول الحصول على تلك الفيديوهات لدراستها في المنزل".

• مكنش بيخاف انه يعبر عن آرائه، في المؤتمرات الصحفية مكنش بيكتفي انه يترجم كلام المدرب ولكنه كان بيضيف آرائه كمان، وحتى لما مسك "فان خال" المهمة كان شايف إن أفضل طريقة لإقناعه بأحقيته في منصبه هي انه دايما يطرح آرائه ويدافع عنها، فبيقول لويس فان خال عنه:" كان جوزيه فخورا بنفسه، كان يتجاوز دوره في كثير من الأحيان ويختلف معي حينما أكون على خطأ، لكني في النهاية أصبحت أرغب في سماع أرائه أكثر لذلك أصبح الأقرب لي من بين كل مساعديني".

في سنة 2000 مورينيو كان شايف إنه أصبح على استعداد إنه يكون الرجل الأول بعد سنين من التعليم والتطوير، وأخيرا وافق على تدريب فريق بنفيكا البرتغالي، ومن اللحظة دي كسبت الكرة العالمية واحد من أكبر المدربين على مستوى العالم واللي قدر يفوز فيها ب29 لقب مع أكبر أندية العالم.

وبعد استعراضنا لمشوار مورينهيو تعالوا أقولكم ليه قصته ممكن تفيد أي موظف عايز يكبر ويترقي لأعلى المناصب:

• التعليم والتطوير: مورينيهو لما اقتنع انه مش هيكون لاعب كويس متخلاش عن شغفه بس فكر يوصله بطريقة تانية وفي سبيل كده اتعلم ودرس وخد كورسات، وده اللي لازم أي موظف عايز ينجح ويوصل لأعلى المناصب يعمله.

• استغلال الفرص: مورينيهو كان بيستغل كل فرصة بتجيله حتى لو كانت بعيدة عن اللي عايزه شوية، راح اشتغل مترجم وعرف بمهاراته يكون مدرب مساعد، وأي موظف عايز يتطور لازم يسعى ويستغل كل الفرص المتاحة قدامه.

• العمل الجماعي: مورينيو بيركز على كل التفاصيل خاصة اللي ممكن تقربه من اللاعيبه وتزود ثقتهم فيه، فاتعلم لغة جديدة عليه وكان بيساعد اللاعيبة وبيصححلهم أخطائهم، وكموظف ده نفس السلوك اللي لازم تشتغل بيه مع زمايلك ومديرينك.

مورينيهو من الشخصيات الجدلية واللي دايما بنلاقيه مش بيخاف يعبر عن آرائه وشخصيته، وهو عرف يستغل الجدل ده في إنه يكون جزء من نجاحه، وبجانب ده كان دايما بيتطور وبيتعلم وبيسعى لمحبة وثقة الفريق له، على عكس شخصية زي ماردونا مثلا اللي بالرغم من إنه كان واحد من أمهر وأعظم اللاعيبة في التاريخ لكنه في مساره التدريبي منجحش وشخصيته ودته في مسارات كتيرة سيئة، عشان كده لو انت موظف أو رائد أعمال لسه بيبدأ مشروعه خليك دايما زي مورينيو مش مارادونا.