"نفسي قوي ألاقي شغل من البيت ومرتبي يبقى كويس".."مفيش أحلى من الشغل من البيت".."أحلى حاجة تريحك إنك تشتغل من بيتك من غير ماتنزلي كل يوم"...إلخ.

بنلاقي حوالينا ناس كتير بتتمنى كل يوم إنهم يشتغلوا من البيت، بس الشغل من البيت مش حاجة حلوة وسهلة قوي زي ما الناس فاكرة، وخدوا بالكو مش بتكلم عن الشغل كـ"فري لانسر"، أو بارت تايم، بتكلم عن التزامك بالشغل "فل تايم" بمواعيد شيفت محددة من الساعة كذا لكذا، وبتبقى ملتزم مع الشركة بإنتاج محدد كل شهر، يعني من الآخر بتشتغل من بيتك بس بنفس قواعد وطريقة الموظف اللي قاعد في الشركة.

إحنا قلنا بدل ما نجيب دراسات ولا أراء خبراء بيزنس وإدارة، هحكيلكوا قصتي كقصة واقعية لواحدة اشتغلت من البيت في وظيفة بدوام كامل، هقولكوا عن أهم المزايا اللي حسيتها من شغلي من البيت، وعن الصعوبات والكلاكيع بقى اللي ماكنش عندي ليها حل.

من حوالي سنتين بدأت وظيفة مترجمة من البيت عشان كانت تبع موقع أجنبي مالوش مكتب في مصر، وشغلي كانت مواعيده من 8- 4 كل يوم طبعا ماعدا الإجازة الأسبوعية.

في الفترة الأولى من شغلي كنت مبسوطة، وكان فيه مزايا كتير للشغل من البيت حتى لو فل تايم:

- شغلي من البيت وفرلي الوقت اللي كنت بضطر أصحاه بدري عشان ألحق أوصل شغلي في معاده، فبقيت أنام أكتر، وأصحى أبدأ شغلي وأنا واخدة كفايتي من النوم ومركزة جدا.

- بقيت ببدأ شغلي وأنا بكامل طاقتي، بعد ماكنت بوصل شغلي كل يوم مرهقة وتعبانة من بهدلة المشوار الطويل، كنت بوصل وقتها وكل اللي في بالي إمتى الشغل يخلص عشان أروح أرتاح.

- وفرت فلوس البنزين، وهذا أمر لو تعلمون عظيم، كنت تقريبا بصرف أكتر من تلت مرتبي على البنزين بس، ده غير استهلاك العربية اللي خلاني أصرف أكتر على صيانتها وتصليحها.

- مابقتش أخرج من شغلي أسوق بسرعة زي المجنونة عشان ألحق أجيب ابني من مدرسته، بقيت متحكمة في وقتي، أخلص شغلي براحتي، وأنزل على مهلي مدرسة ابني اللي جمب البيت أخده.

- خليني أبقى صريحة معاكو، أي شغل في وقت بيضيع في الفطار مع الزملاء، وشوية كلام مع قسمي، وشوية رغي مع أقسام تانية، يعني بريك بناخده لما نحس بإرهاق الشغل، الوقت ده أنا وفرته، وكنت بقدر في أيام أخلص شغل الشيفت بدري، كمان أنا فاتحة اللاب توب ومتابعة لو مديري احتاجني، كنت بقدر أخلص أي حاجة ورايا في البيت أو حتى أريح شوية.

- ممكن أبقى أكتر صراحة؟؟ شغلي من البيت مش بس وفرلي الوقت اللي كنت بلبس فيه وأجهز نفسي، أنا بقيت بلبس لبس بيت مريح وأقعد أشتغل وأنا مش مقيدة بشكل مهندم لازم أحافظ عليه، وشوز توجعلي رجلي آخر كل يوم، وفعلا لاحظت إن إنتاجي بيبقى أكثر جودة لما بشتغل وأنا مرتاحة.

نيجي بقى للحاجات الوحشه  السلبيات:

- تجربتي الشخصية أثبتتلي إن أنا - وأكيد في ناس كتير زيي- لو مش علينا رقيب مباشر بيتابع الشغل وهو مديرنا، ممكن نتدلع شوية، وناخد بريك أكبر من المفروض، أو إنتاجنا يكون أبطأ لأننا بنحس إننا براحاتنا على الآخر.

- الشغل من البيت خلاني أتعرض لحاجات كتير ممن تلهيني وتضيع وقتي، زي ابني لما كان صغير لسه وماراحش المدرسة، أو أمي اللي كنت بروح أشتغل من البيت عندها عشان تساعدني في ابني، فكانت مش مستوعبة فكرة الشغل "فل تايم" من البيت، فكانت تطلب مني أساعدها كل شوية في حاجة.

- فكرة غياب الرقيب المباشر كان بيخليني استغل الوقت بين التقرير والتاني وأقوم أنجز بسرعة في شغل البيت، ده طبعا كان تشتيت ومصدر كبير لتضييع الوقت.

- ويمكن أكتر نقطة كنت بشوفها سلبية وحسيت بتأثيرها بعد فترة من الشغل هي الوحدة، مفيش تواصل مع حد وساعات شغل طويلة بقعدها لوحدي، والحقيقة إن حياتنا الاجتماعية في الشغل مهمة جدا لنفسيتنا، وكتير سابو أماكن شغل لأنهم ما قدروش يكونوا لنفسهم حياة اجتماعية وقدرة على التواصل مع زمايلهم، فما بالكوا بقى بانعدام التواصل خالص.

- فكرة الملل: أنا بشتغل في البيت، وبخلص شغلي وأكمل يومي في البيت برضه، غير لما أكون في الشغل وأخلص عشان أروح بيتي، فيه تغيير أماكن وبشر بيبعد الملل.

-غير طبعا كارثة اجراء مكالمة تلفون أو اجتماع أون لاين مع مديري، وابني بيلعب ويصرخ حواليا!!

كان ممكن يكون البوست ده أكاديمي قوي، بعنوان "أبرز مزايا وسلبيات الشغل من البيت"، لكن فضلنا نحكي تجربة واقعية بكل تفاصيلها، وأنا متأكدة إنكوا وإنتو بتقرها هتفضلوا كل شوية تقولوا "أنا أهو"، "وأنا كمان".

ولو قابلتكو أي سلبيات أو إيجابيات تانية في تجارب شغلكوا من البيت فل تايم، نحب قوي إنكوا تشاركونا فيها.