عشان توصل لفكرة مميزة في عالم البيزنس إنت مش محتاج تخترع، إنت بس محتاج تركز لأن الفرصة بتيجي قدامك وكل اللي عليك إنك تلقطها بسرعة، كمان لو قدرت تكون أول واحد ينفذ الفكرة يبقى تميزك ده هيضمنلك جزء كبير من نجاحك، وبالفعل هو ده اللي عمله عبد العزيز الجويعي، رائد الأعمال السعودي صاحب شركة "الكافيار الذهبي" وأول منتج وموزع للكافيار الطبيعي في المملكة العربية السعودية.
ماكنش أمر شائع إن رائد أعمال في السعودية يفكر يستثمر فلوسه في تربية سمك "الحفش" المنتج للكافيار، ده يمكن كمان كان مستحيل إن حد يفكر يعمل بيزنس في المجال ده في السعودية، لكن إلي ألهم عبد العزيز الجويعي بالفكرة كانت مقالة قراها في مجلة عالمية، وكان بيتكلم عن أهمية الكافيار وفوائده.
وهنا الفكرة نورت عند الجويعي - اللي درس "الاتصالات" في كلية الاتصالات السعودية قبل ما يقرر يغير اتجاهه ويسير على خطى عيلته في عالم البيزنس- وقرر إنه يخرج عن المألوف ويعمل حاجة مش بس جديدة على رجال الأعمال في السعودية، ديه جديدة على المجتمع السعودي كله.
وبدأ الجويعي بتجربة بسيطة سنة 2003 -لأنه بعد ما جمّع المعلومات المطلوبة لمشروعه لقى السعوديين واخدين فكرة إن الكافيار ده مجرد أكل غالي السعر و بتاع الأغنياء بس- ففتح محل واحد في مدينة الرياض عشان يختبر بيه مدى رغبة السعوديين وإقبالهم على الكافيار، وبدأ بمحاولة بيع كمية صغيرة، وهنا كانت المفاجأة، لقى الجويعي إقبال كبير جدا، وفي وقت قصير قوي اتباعت كل الكمية اللي في المحل!!
واكتشف الجويعي أول مفاتيح النجاح في مشروعه، وهو إن السعوديين مش رافضين لفكرة الكافيار، هما رافضين لفكرة التعامل مع ما يسمى "تاجر الشنطة"، لأن سمعتهم في السعودية سيئة وإنهم بيغشوا في الكافيار وبيبعوا أنواع سيئة منه.
وبدأ رائد الأعمال السعودي تاني خطوة في طريق رحلة تأسيس شركته "الكافيار الذهبي"، فعمل بحث كبير وعميق عن أي وكل معلومة تخص تجارة الكافيار، وخاصة نقطة التسعير، وتواصل بعتت ليه إيميل عن طريق الغلط، إلا إنه برضه استغل الفرصة ديه وحافظ مع شركات عالمية عشان كده، ورغم إن الشركات ديه ماردتش عليه، ماعدا شركة روسية على التواصل معاها.
وفي 2014 جهز مزرعة أسماك في الرياض، بتحاكي كل المواصفات المطلوبة لتربية سمك الحفش عشان يعتمد عليها في توفير الكافيار الطبيعي والصحي.
شركة "الكافيار الذهبي" ما نجحتش بسهولة، وكان قدامها عوائق وتحديات كتير زي إن قانون الامتياز في السعودية مش بيوفر حماية للمنتجين، وإن السوق السعودي فيه كافيار كتير مزيف وجودته قليلة، ده بالإضافة لطبيعة المجتمع السعودي وإلي كان جديد عليه تماما فكرة إن حد ممكن يستثمر في المجال ده.
ويمكن ده أحد أسباب اتجاه الجويعي للسوق الإماراتي بعد كده لأنه أكثر انفتاحا قدام الفرص الجديدة والمختلفة، وسعيه للحصول على حق التوزيع عبر فروع الامتياز هناك، لأنه بيعتبر الإمارات فرصة للانطلاق ناحية تووزيع الكافيار في الشرق الأوسط وأوروبا.
دلوقتي شركة الكافيار الذهبي عندها مئات من مراكز البيع في المملكة، وبلغت نسبة مبيعاتها 3.5 مليون دولار سنة 2013، ومسيطرة على أكتر من 70% من حجم السوق السعودي، وكمان بتستورد من 750 لـ 1000 كيلو جرام من الكافيار سنوياً من أغلب دول العالم، خاصة من الولايات المتحدة والصين وروسيا وإيران، وبتتولى توزيعها في السعودية، وبقت بتقدم 3 أنواع من الكافيار: "سيفروغا"، و"أوسيترا" و"بيلوغا الفاخر".
وتعتبر "الكافيار الذهبي" هي المورد الوحيد للكافيار لفنادق "فور سيزونز"، "ريتز كارلتون" "الشيراتون، و"الفيصلية" وكلهم في العاصمة السعودية الرياض، ومن أبرز اللقطات اللي بتحب الشركة تركز عليها هو تناول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لوجبة كافيار من إنتاج الشركة وقت زيارته للسعودية سنة 2009.
وفي النهاية نقدر نقول إن سر نجاح الجويعي كان الفكرة الريادية المبتكرة، وإنه كان صاحب السبق الأول في الاستثمار في مجال جديد على بلده، عشان كده مش لازم خاف ولا نتردد لو إحنا أول ناس تنفذ فكرة، المبادرة الأولى دايما بتكون سبب رئيسي في نجاح صاحبها وسيطرته على السوق.