فنون الماركتنج (4) اتكلم بلغة العميل
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

سنة 2013 وزارة النقل البريطانية عملت دراسة للتعرف على أسباب حوادث الطريق واكتشفوا أن 55 % من حوادث الطرق بيكون الطرف المتسبب فيه هما من فئة الشباب، وأن أسباب الحوادث دي هو أن أثناء السواقة الشباب بيكون انتباههم وتركيزهم قليل بالإضافة إلى أنهم بيستخدموا الموبايل في المراسلات وفي المكالمات ده غير انتشار عادة التصوير أثناء السواقة اللي بتتسبب بتشتيت انتباههم عن الطريق.
الحكومة جربت الطرق التقليدية لتوعية الشباب زي حملات الطرق ورسائل الsms وطرق تانيه غير مؤثرة فكانت بالتالي النتيجة هي أن نسبة الحوادث مبتقلش.
واستمر الحال على كده لحد ما الحكومة قررت أنها تلجأ لشركة تسويق عشان تستشيرها في إزاي ممكن تقلل النسب دي وتأثر في الشباب، فقدمت الشركة مجموعة من الحلول كلها قايمه على فكرة التأثير العاطفي على الفئة دي.
واقترحت الشركة أنه يتم تصوير إعلان بكاميرا موبايل لمجموعة من الشباب وهما بيهزروا أثناء السواقة لحد ما هزارهم يتسبب بتشتيت انتباههم عن الطريق ويعملوا حادثة يترتب عليها وفاتهم كلهم، بعد كده بتظهر جملة في الإعلان بتقول"50 شاب في الأسبوع بيتمنوا أنهم يركزوا مع الطريق".
الحكومة قررت أن الإعلان ما يتمش تصويره من خلال شركة إعلانات محترفة بل تم إعطاء 14 مجموعة من الشباب موبايلات بكاميرا وطلبوا منهم أنهم يصوروا نشاطاتهم اليومية العادية، وبالفعل تم الحصول على فيديوهات مختلفة لمجموعات حقيقية من الشباب وتم اختيار فيديو منهم وتم تمثيل مشهد الحادث من خلال ممثلين محترفين وتم نشر الإعلان على مختلف الوسائل المرئية اللي بيستخدمها الشباب زي السوشيال ميديا وبعض قنوات التليفزيون والسينمات وكانت نتيجة الإعلان ده كالتالي:
- في حملة استبيان حول رأي الشباب في الإعلان اكتشفوا أن 79% من الشباب الإعلان ده فكرهم بحادث لحد قريب منهم وأن 95% من الشباب الإعلان ده خلاهم يعيدوا التفكير حول قواعد سلامة الطريق، وأن 93% من الشباب يتأثروا بالإعلان وبقوا فعلاً بيركزوا في الطريق.
- بعد طرح الإعلان بأسبوع تراجعت نسبة حوادث الطرق اللي بيكون سببها الشباب إلى 40%.
على الرغم من أن المثال اللي فات مبيتكلمش عن تجربة قامت بيها شركة إلا أنه بيعبر عن أصعب نوع في التسويق وهو تسويق الأفكار اللي الحكومة البريطانية نجحت فيه بسبب انها اتكلمت باللغة المناسبة لفئة عمرية معينه، والفكرة هنا هي أنك لما تكلم العميل باللغة المناسبة ليه ده بيخليه يتأثر ويفكر في المنتج بتاعك كحل لإشباع الاحتياج اللي عنده فعملية التواصل بين البشر مش مجرد حد بيكلم وحد بيسمع وخلاص، فعملية التواصل الفعال لازم تحتوي على مشاعر وأفكار وكلام بين السطور عشان توصلك للهدف اللي انته عايزه.
ويمكن ده شفناه كتير في أسلوب إعلانات شركات كتير منها شركة اتصالات اللي بتخاطب أكثر من عميل فتلاقي أن إعلان Emerald غير الإعلانات التانيه وده بسبب أن الشركة بتخاطب فئه معينه عايزه تأثر فيها من خلال لغة وأسلوب حياة بتنقله في إعلانها، وعشان تعرف تكلم العميل بالأسلوب المناسب ليه لازم تراعي الآتي:
- متحاولش تخمن اللغة المناسبة للعملاء خليهم هما اللي يعرفّوك أيه الاسلوب اللي هيأثر فيهم من خلال الأبحاث وحملات استقصاء الرأي والأبحاث التسويقية المختلفة.
- الجمهور ما بيحبش يحس أن الشركة بتكلمه بتعالي أو بأسلوب غير أسلوبه فحاول ديماً أنك تواكب عقلية العميل.
- التواصل البشري عملية عميقة والعميل مبيحبش الإعلان الصريح عشان كده لازم دايماً تخلي الإعلان واخد طابع المحادثة اللي بيتم فيها توفير حل وعلاج لمشكلة
في النهاية لازم نراعي أن زي ما الدنيا بتطور بسرعة فعقلية العملاء كمان بتطور بشكل أسرع عشان كده أسلوب الدعاية والإعلانات التقليدي زي أسلوب "ابوو مش بسكوتة" معادش قادر أنه يؤثر قوي ولو عايز تشوف إعلان بيخاطب شريحة عملاء معينة بأسلوبهم على الرغم من أنه براند كبير دوس على اللينك ده https://goo.gl/R2dM6H وربنا يوفق الجميع.