معظمنا تقريبًا بيحب القصص ولما بنقعد مع بعض بنلاقي نفسنا تلقائيًا بنحكي كتير عن مواقف حصلت لينا أو لغيرنا، لكن اللي كتير مننا ميعرفوهوش هو إن سرد الحكايات بقى في السنوات الأخيرة واحد من الأدوات الفعالة جدًا في كيفية جذب العملاء، لأنه بيقدر يحيي أي علامة تجارية، ويدي منتجاتها وخدماتها قيمة، ده غير كمان إنه بيخلي العملاء عندهم ولاء قوي للشركة.

قصة نجاح

قصة سرد القصص والتسويق بدأت بشكلها الحالي عام 2009 لما قرر اتنين من الكتاب الأمريكيين المشهورين هما "روب وولكر" و"جوشوا جلين" إنهم يعملوا تجربة أدبية وتسويقية في نفس الوقت فاشتروا من على موقع "e-Bay" 100 منتج مختلف كان سعر كل قطعة فيهم ما يزدش عن دولار ونص.

وبعد كده قرروا إنهم هيبيعوهم بس بعد ما طلبوا من مجموعة من الكُتاب إنهم يحكوا قصص خيالية قصيرة عن كل قطعة علشان يحطوها في خانة التوصيف بتاعها عشان يكون عامل جذب للعملاء، وكانت النتيجة إن المنتجات اتباعت كلها بمبلغ اقترب من 8 آلاف دولار.

ومع مرور الوقت بقى سرد الحكايات من أفضل طرق التسويق بالمحتوى اللي عن طريقها تقدر تجذب العملاء للشراء، وده لأن الناس كلها على اختلاف طباعها وأشكالها بيحبوا يشاركوا تجاربهم ومشاعرهم مع الآخرين، وبالتالي إذا كان العملاء عادة بيقضوا 37 ثانية في المتوسط في قراءة أي مقال فهنلاقي إنه لو مفيش قصة تجذب انتباههم مش هيكملوا في الغالب.

كمان التسويق من خلال حكي القصص بيساعد الشركات إنهم يشرحوا للناس السبب وراء وجودهم في السوق وإزاي قدروا يتغلبوا على المصاعب، ده بالإضافة للمشكلات اللي المنتج أو الخدمة بتاعتهم بتحلها علشان يسهلوا حياة الناس ويخلوها أفضل، وكل ده بيديها طابع إنساني بيكون في الغالب غايب عن عملائها، ووجوده بيكون له تأثير فعال في جذب العميل.

أمثلة لشركات بتطبق التسويق بالمحتوي

ومن أشهر المؤسسات اللي نجحت جدًا في تسويق المحتوى بتاعها عن طريق حكي القصص هي "ناشيونال جيوجرافيك" لدرجة إنها قدرت تجتذب 350 مليون متابع من كل أنحاء العالم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بيها.

كمان هنلاقي إن الشركات المتخصصة في تصنيع منتجات العناية الشخصية وشركات مستحضرات التجميل زي "دوف" و"بوندز" يعتبروا ناجحين جدًا في المجال ده لأنهم بيهتموا بتقديم قصص عن مفاهيم زي الجمال، وطرق التعبير عن المشاعر، وتصورات السيدات عن مظهرهم، ده غير كمان الحكايات اللي بتقدمها السيدات عن نفسهم بعد ما يستخدموا المنتجات دي، وقدروا يحصدوا نسب مشاهدة عالية جدًا ويدعموا وضع علامتهم التجارية في السوق.

ازاي تستخدم التسويق بالمحتوي لجذب عملاء

ودلوقتي هنقولكم إزاي تقدروا أنتم كمان تستخدموا "سرد الحكايات" علشان تسوقوا للمنتجات بتاعتكم بشكل فعال:

- حدد جمهورك المستهدف بدقة لأن ده هيساعدك على إنك تقدر تتعرف عليه عن قرب وتكتشف مجالات اهتمامه وأنسب لغة للتواصل معاه وكل ده هيسهل عليك مهمة تغيير سلوكه من خلال حكي القصص.

- اختار قصص على صلة قوية بعلامتك التجارية، وابدأ فكر فيها من وجهة نظر الجمهور واتأكد إنها نجحت في توصيل الرسالة اللي أنت عايزها، لأنه لو كانت القصة جذابة ومرحة بدون مضمون واضح متعلق بمنتجك هنلاقي إنها هتفشل في دعم علامتك التجارية.

- حاول تفرد مساحة كبيرة للمشاعر الإنسانية في القصص اللي بتحكيها لجمهورك لأن ده هيلعب دور مهم في تقريب علامتك التجارية منهم وهيقوي كمان ارتباطهم بيها، وعلشان تحقق ده بنجاح اختار المشاعر المناسبة للمنتج اللي بتقدمه وحطها جوا تفاصيل قصتك علشان توصل لعملائك.

- من الحاجات اللي مهم إنها تكون موجودة في القصص اللي هتحكيها لعملائك هي الأرقام والإحصائيات لأنها بتخليها مؤثرة أكتر وبتخلي الناس تثق في العلامة التجارية بتاعتك وتصدقها.

- اسمح لعملائك إنهم يحكوا قصصهم هما كمان مع المنتج أو الخدمة بتاعتك وإزاي استفادوا منها، لأن ده هيديك مصداقية عالية عند الجمهور اللي بتستهدفه وهيخلي عندهم رغبة أكبر في تجريب منتجاتك.

- اختار القالب المناسب للقصة اللي هتحكيها للجمهور علشان تكون جذابة ومؤثرة، وده مش معناه إنك مع كل قصة لازم تختار قالب واحد سواء مكتوب أو مصور أو فيديو لأن في قصص ممكن تستخدم فيها كل القوالب دي علشان تطلع في أحسن صورة ليها.

- اتعلم من أخطائك علشان تقدر تطور قصة المنتج أو الخدمة اللي بتقدمها ودي حاجة هتقدر تعرفها بسهولة من تعليقات المتابعين ومدى تفاعلهم مع القصص اللي هتقدمها ليهم على صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولما تطبق الخطوات دي هتقدر بسهولة تحكي قصة شركتك ومنتجاتك من خلال قصص مبدعة وده مش بس هيسهل عليك اجتذاب عملاء جدد، لكن كمان هيساعدك على كسب ولائهم لفترة طويلة لأنك هتبني ذكريات مشتركة بينهم وبين علامتك التجارية صعب إنها تتنسي.