لماذا استحوذت "كوكاكولا" على "كوستا كوفي"؟

أعلنت شركة "كوكاكولا" من فترة استحواذها على أسهم شركة "كوستا كوفي" في مقابل 3,9 مليار جنيه إسترليني (5,1 مليار دولار)، وقالت إنها بفضل الاستحواذ ده هتقدر أنها تقتحم مجال المشروبات الوحيد اللي مكنتش بتقدمه وهو مجال المشروبات الساخنة، بس قبل ما نخوض أكثر في تفاصيل عملية الاستحواذ دي تعالا نشوف سريعاً كده

لمحة عن تاريخ كوستا كوفي
شركة "كوستا كوفي" هي شركة مقاهي تأسست سنة 1971 في مدينة "دونستبل" في انجلترا على يد الأخوين الإيطاليين "سيرجيو" و"برونو كوستا"، وتعتبر من أكبر وأرقى المقاهي في انجلترا وبتيجي في المرتبة الثانية في العالم بعد سلسلة ستاربكس والشركة بتمتلك حوالي 2400 فرع في بريطانيا و1400 فرع حول العالم في 28 دولة منها مصر والسعودية.

إزاي قدرت تحافظ علي جودتها:
الشركة دي عشان تحافظ على جودة وطعم القهوة المميز اللي بتقدمها قامت بتعيين الذواق الإيطالي الشهير "جينارو بيليتشيا" وفضلت تستعين بيه لأكثر من 18 سنة عشان يحكم على جودة البن قبل تحميصه ونظراً لدوره المهم الشركة عملت تأمين على لسان الراجل ده بمبلغ وصل ل13 مليون دولار وده لأن الشركة بالنسبالها جودة القهوة ده شيء أساسي.

نيجي بقى لتفاصيل الاستحواذ وأسبابه: 
1- من الأسباب اللي دفعت كوكا كولا للاستحواذ على كوستا هو أن قطاع "المشروبات الساخنة هو القطاع الوحيد في صناعة المشروبات اللي شركة كوكاكولا معندهاش براند فيه، فبالتالي قررت الشركة أنها تقتحم السوق ده من خلال علامة قوية زي كوستا.

2- تراجع مبيعات قطاع المشروبات الغازية في السوق الأمريكي وأسواق تانيه بسبب الانتقادات اللي بيتعرض لها النوع ده من المشروبات بسبب تسببه السمنة ومشاكل صحية تانيه كتير.

3- زيادة قيمة أسهم كوكاكولا بسبب الاستحواذ ده واللي بدوره هيزود من أرباح المستثمرين.

4- ومن الأسباب اللي دفعت شركة "وايت بريد" المالكة لشركة كوستا للبيع، هو أن الشركة كانت ناوية على بيع أسهم سلسلة المقاهي كشركة منفصلة لمساهمين، لكن عرض كوكاكولا بالاستحواذ كان أكثر ربحية بالنسبالهم.

5- رغبة شركة "وايتبريد" في التخلي عن كوستا للتركيز على مجموعة فنادق "بروميير إن" اللي الشركة بتمتلكها .

6- بفضل الصفقة دي هتقدر شركة "وايتبريد" أنها تتغلب على ديونها وتقوي من صندوق المعاشات الخاص بيها وتتوسع في قطاع الفنادق.
 
7- أخر سبب من الأسباب اللي دفعت "وايتبريد" للبيع هو أن الصفقة بالنسبالهم كسبانه بكل المقاييس وده لأن “وايتبريد" اشترت كوستا سنة 1995 مقابل 19 مليون جنيه إسترليني وقت ما كان عدد الفروع 39 فرع في بريطانيا بس ودلوقتي الشركة بقى عندها 2400 فرع في بريطانيا و1400 فرع في الأسواق العالمية وتم بيع الشركة بمبلغ 3,9 مليار جنيه إسترليني، يعني فرق السعر ما بين الشراء والبيع وصل لحوالي 3,38 مليار دولار. 

الدرس المستفاد من الاستحواذ
اللي ممكن نخرج بيه من الخبر ده هو المرونة اللي كانت موجودة عند الطرفين، فعلى عكس رجال العمال اللي عندنا فالشركتين تصرفوا حسب توجه السوق بشكل سريع، كوستا اتباعت لما الشركة المالكة حبت أنها تركز في قطاع تاني وعشان تكسب من وراه أكثر، وكولا اشترت لما حبت تزود من منتجاتها بسبب تراجع مبيعات قطاع تاني، بس السؤال اللي بيطرح نفسه دلوقتي، هل تعتقد أن ميزان القوى ما بين ستاربكس وكوستا هيختلف في 2019 بعد الخبر ده ومع العلم أن ستاربكس لسه عاملة تحالف قوي مع شركة علي بابا عشان تزود من مبيعاتها في الصين وممكن التحالف ده يكبر ويتجه لأسواق تانيه، على العموم ده اللي هنشوفه الأيام الجاية، وربنا يوفق الجميع.