هل ينافس "داك داك جو" محرك البحث"جوجل"؟

في ناس كتير فاكرة إن "جوجل- Google" هو محرك البحث الوحيد في العالم من كتر ما هو مشهور، لكن الحقيقة هي إن في محركات بحث تانية موجودة ممكن تكون مش معروفة قوي زيه إلا إنها ناجحة وبتستقبل ملايين من طلبات البحث يوميًا.

وعلشان الأمور تكون واضحة خلينا نبص على قائمة أفضل 10 محركات بحث في العالم ونشوف الحصص السوقية لمنافسين "جوجل" هنلاقي إنه وفقًا لأحدث تقرير عمله موقع "ستيت كاونتر- StatCounter" المتخصص في تحليل بيانات شبكة الإنترنت واللي بيغطي الفترة من أغسطس 2018 إلى أغسطس 2019 كانت الشركات الخمسة اللي حصصها أعلى في سوق محركات البحث العالمي هي "جوجل" بنسبة 92.37%، وبعد كده "بينج- Bing" بنسبة 2.63%، بعدين"ياهو- Yahoo" بنسبة 1.8%، وبعد كده "بيدو- Baidu" بنسبة 1.1%، وبعدين "داك داك جو- DuckDuckGo" بنسبة 0.55%.

ولما نتابع تقارير السنوات الماضية هنلاقي إن محرك بحث "داك داك جو" duckduckgo.com قدر يتحرك من المرتبة الثامنة في عام 2015 ويجي في المرتبة الخامسة في 2019 ودي حاجة ممكن للوهلة الأولى ما نهتمش بيها خاصة إن جوجل شبه محتكر لسوق محركات البحث بقاله سنين لكن هنلاقي نفسنا بنرجع لها لما نسمع الأصوات الكتير اللي بدأت تتكلم عنه بوصفه من محركات البحث الواعدة اللي ليها مستقبل واللي ممكن على المدى البعيد يدخل في منافسة حقيقية مع جوجل.

الآراء اللي بتتبنى وجهة النظر دي شايفين إن "داك داك جو" بخلاف محركات البحث التانية اللي موجودة في السوق قدر يخلق لنفسه مجموعة من المميزات الخاصة بيه هو بس واللي بدأت تجتذب ناس كتير علشان تجربه، وممكن نقول إن واحدة من أهم المميزات دي واللي اكتسب المحرك شعبية كبيرة بسببها هي إنه سهل الاستخدام وفي نفس الوقت بيحترم خصوصية المستخدمين وبيحمي بياناتهم وهما بيبحثوا عن أي معلومة أو بيتصفحوا أي موقع وده لأنه مش بيجمع أو بيشارك أي معلومات شخصية عنهم أو أي نشاط بيعملوه وبالتالي مفيش إعلانات بتفضل تلاحقهم.

"داك داك جو" بيعمل ده من خلال توضيح ممارسات الخصوصية السيئة للمستخدمين لما بتكون معروفة، وفي نفس الوقت بيحظر برامج التتبع الخفية اللي بتكون موجودة على المواقع اللي بيزوروها وينقلهم للإصدارات المشفرة من المواقع لما بيكون ده ممكن.

كمان المحرك متاح بـ23 لغة، وبيتميز بتصميمه البسيط ودقة نتائجه لدرجة إنه بيسمح للمستخدمين إنهم يبحثوا من خلاله جوا مواقع تانية، مش بس كده هو كمان بيسهل الحصول على النتائج عليه لأنه بيظهرهم كلهم في صفحة واحدة بيقدر المستخدم يمر عليهم بشكل لا نهائي وبالتالي مش بيكون مضطر يتنقل بين أكتر من صفحة، ده غير كمان إنه آمن في الاستخدام العائلي يعني الأطفال يقدروا يستخدموه بدون قلق من جانب الأهل.

ده بالإضافة إلى سرعة استجابة فريق الدعم الخاص بالموقع للمشكلات اللي بتواجه المستخدمين وحلها بشكل فوري، وعلشان كده هنلاقي إن متوسط عمليات البحث اللي بتتم على محركهم البحثي بتزيد سنويًا ووصلت في أغسطس اللي فات لـ44 مليون عملية بحث يوميًا وده لأن في ناس كتير بدأت تسيب محركات البحث التانية وتستخدمه.

ونقدر نقول إنه في الوقت اللي غالبية الناس ما بقاش عندها أي أمل في إمكانية وجود خصوصية ليهم على شبكة الإنترنت مؤخرًا هنلاقي إن محرك "داك داك جو" وجهود رئيسه التنفيذي جابريل وينبرج اللي خلى النقطة دي مهمته الأساسية والميزة التنافسية اللي في مشروعه من عام 2008 بدأت تؤتي بثمارها أخيرًا.

لأنه من أكثر من 10 سنين كانت معظم الناس مش حاطة جزئية الخصوصية في اعتبارها لأنهم ما كنوش شايفين إنها ممكن تمثل تهديد ليهم لكن مع زيادة نفوذ شركات كثيرة أبرزها: "جوجل" و"فيسبوك" و"أمازون" وتصاعد الغضب عليهم بسبب سيطرتهم على بيانات المستخدمين واللي ثبت تورط بعضهم في بيع البيانات دي من ورا أصحابها للمعلنين علشان يساعدوهم على تغيير عادات الشراء، وبيعها كمان لشركات الخدمات السياسية علشان يغيروا نتائج الانتخابات الوضع اختلف تمامًا وبقيت الناس عايزة تحمي خصوصيتها.

وده خلى جابريل وينبرج يعمل تحركات جادة علشان يشجع الناس على الدفاع عن حقهم في الخصوصية فهنلاقيه عمل مدونة بيقدم لهم فيها نصائح عن إزاي يحموا نفسهم على الانترنت ده بالإضافة لتحليلات عن وضع المراقبة على الإنترنت.

مش بس كده هو كمان بيطور مشروع قانون مناهض لتتبع بيانات المستخدمين، وده بهدف إعطاء قوة قانونية لمبدأ حماية خصوصية المستخدمين على الإنترنت خاصة إن كان في مشاريع قوانين سابقة في نفس الإطار ده وتم إيقافها رغم إن كون الحق في الخصوصية واحد من حقوق الإنسان اللي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة.

وفي النهاية، الكلام ده بيخلينا نأكد من جديد على أهمية إنك تشتغل على نفسك وعلى مشروعك رغم أي صعوبات بتواجهها علشان لما الفرصة تجيلك تكون جاهز لاقتناصها زي ما جابريل وينبرج عمل كده لأنه من البداية أدرك إن خصوصية المستخدمين وأمنهم ميزة تنافسية يقدر يقدمها للناس وفعلًا هي دي الجزئية اللي سمحتله إنه يضمن لنفسه حصة في سوق محركات البحث بدأت تزيد بسرعة في السنوات الأخيرة لما الناس أدركت أهميتها فهنلاقي إنه من عام 2014 عدد الزيارات على موقع "داك داك جو" بيزيد بمعدل 50% سنويًا.