في مجال البيزنس طبيعي جدا أي شركة ناشئة بتدرس السوق كويس وتدرس تجارب الشركات الناجحة، وتتعلم أسباب النجاح، لأن الدراسة الكويسة والاستفادة من أسباب النجاح بيبعدوا شبح الفشل بنسبة كبيرة جدا عن أي شركة ناشئة، وهو ده موضوع بوست النهاردة.

هنتكلم عن شركة Netflix "نيتفليكس" وعن نجاحها المذهل وقدرتها على التوسع واقتحام أسواق جديدة بسرعة كبيرة جدا، بس الأهم من ده هي الدروس المستفادة من "نيتفليكس" واللي تقدر أي شركة ناشئة تستفيد منها وتطبقها.

وعشان نبقى عارفين.. "نيتفليكس" عبارة عن شركة بتقدم خدمة البث الحي والفيديو وتتيح للعملاء بتوعها في مختلف دول العالم إنهم يتفرجوا على مجموعة متنوعة من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السنيمائية والأفلام الوثائقية وغيرها من الأعمال الفنية اللي حصلت على جوائز، كل ده عن طريق آلاف من الأجهزة المتوصلة بالإنترنت، والميزة الرئيسية اللي بيحصل عليها العملاء إنهم بيتفرجوا على كل ده من غير أي مقاطعة من الإعلانات التجارية.

"نيتفليكس" أعلنت السنة اللي فاتت عن وجودها في أكتر من 130 سوق جديدة، وبمعدل التوسع ده نقدر نقول إنها بقت شركة محتوى عالمية، طيب إزاي نجحت الشركة ديه في إنها تتوسع بالسرعة دي وتحافظ على نجاحها؟ رغم إن فيه شركات منافسة كتير حاولت تعمل زيها وفشلت.

في البداية "نيتفليكس" كانت مدركة كويس جدا الفروق بين الأسواق الجديدة اللي بتدخلها، وإن كل سوق بطبيعته هتواجه فيه تحديات مختلفة، وده من أبرز النجاحات للشركة ديه، إنها قدرت توازن بين جهودها المبذولة في كل سوق، وده اللي شركات تكنولوجية كتير فشلت فيه عشان ثلاثة تحديات رئيسية هي الافتقار إلى التمويل والمعوقات التكنولوجية والاختلافات الثقافية.

احنا هنقولكوا أبرز 3 آليات ناجحة طبقتها "نيتفليكس" واللي تعتبر دروس مفيدة لأي شركة ناشئة:

1-اعتماد سياسات تسعير تفاضلية:

التحدي الكبير اللي واجهته "نيتفليكس" في الدول النامية أن مستوى الدخل فيها منخفض وتدهور مستوى الخدمات المالية مقارنة بالدول المتقدمة، يعني عدد قليل جدا من المواطنين معاهم بطاقات ائتمانية وبطاقات سحب مباشر.

بس "نيتفليكس" قدرت تقدم مثال نموذجي للعديد من الشركات، في كيفية التعامل مع العقبات المالية، عملت ده إزاي؟ قدمت خدماتها بأسعار مختلفة في أسواق مختلفة، يعني في أمريكا قيمة الاشتراك الشهري في البث 7.99 دولار، فقررت الشركة تقديم الخدمة في اليابان بقيمة 5.72 دولار فقط شهريا، في حين سعرت خدمتها في سويسرا بـ14.90 دولار شهريا.

يعني نيتفليكس من خلال اعتماد سياسة تقديم أسعار مختلفة اعتمادا على السوق المستهدف، قدرت تخلي المستهلكين يعتمدوا على خدماتها بشكل أكبر.

2-الاستثمار في تقديم الخدمة في أي مكان وتشكيل تحالفات تكنولوجية على المستوى المحلي:

من حيث التحديات التكنولوجية، يعتبر الموبايل هو الشكل الرئيسي للوصول إلى الإنترنت بالنسبة لمستهلكين كتير في كل أنحاء العالم، بس مهم لأي شركة ناشئة إنها تفهم كويس إن خدمة "واي فاي" محدودة قوي في الدول النامية، وكتير بتكون مش متوافرة وجودتها مش عالية، ده غير إن تكاليف تحميل البيانات من عليها مرتفعة جدا.

وتعتبر التكنولوجيا تحدي كبير لسه بتواجهه "نيتفليكس" نتيجة قرارها التوسع عالميا، وباعتبارها خدمة بث فيديو، فطبيعي إنه تكلفتها هتبقى عالية وفي كتير من أسواق الدول النامية تكلفة البث هتبقى أعلى من رسوم الاشتراك الشهري.

وعشان "نيتفليكس" فهمت ده كويس أسست شبكة تسليم المحتوى الخاصة بها على هيئة أقراص مدمجة يقدر مستهلكي الدول النامية يعرضوها في أي دي في دي أو كمبيوتر من غير استخدام الإنترنت، مع محاولتها مساعدة مقدمي خدمات الإنترنت المحليين في التقليل من عبء وتكلفة تحميل البيانات.

وبالتالي أي شركة ناشئة لازم تحاول تستفيد من التجربة ديه في بحث عقد شراكات مع شبكات الاتصال المحلية عشان الوصول الأفضل للمستهلكين.

3-تفصيل محتوى خاص يتناسب مع الأسواق المحلية:

التحدي الذي يواجه نيتفلكس في التوسع في الأسواق النامية لا يقتصر فقط على تحميل الأفلام والمسلسلات عن طريق الإنترنت، فلازم ناخد في الاعتبار أن المحتوى غير المترجم وغير المتسق مع لغة السوق المستهدف هيخلي الشركة تواجه تحديات ثقافية كبيرة.

في دراسة عملتها شركة "أوبستريم ويوجوف" السنة اللي فاتت نتايجها أثبتت إن 76% من المستهلكين في الأسواق النامية كان مهم عندهم إن المحتوى اللي هيشفوه يكون بلغتهم المحلية.

كانت "نيتفليكس" واحدة من عدد قليل من العلامات التجارية الرقمية الكبيرة إلى أدركت وفهمت أهمية توفير المحتوى إلي يكون ليه علاقة ثقافية بالمجتمع المستهدف، وترجمة المحتوي للغة السوق اللي ناوية تدخله.

يعني أي شركة محتوى ناشئة لازم تبذل مجهود كبير في توفير المحتوى المترجم بلغة السوق المستهدف.