العقبات والتحديات التى تواجه إدارة الموارد البشرية

عندما يتعلق الأمر بإدارة الأفراد فأنت هنا لا تتعامل مع صورة ثابتة من السلوك البشري، بل لكل فرد من منظومتك طريقة مختلفة في التحفيز والتجاوب وكذلك العقاب، وسوء تعامل أو تقدير مع أي منهم قد يجعلك تخسر أما موظف ماهر لا يعوض، أو أن تسبب أنت بملء إرادتك في إفساد بيئة العمل وملئها بالمشاحنات الغير ضرورية.

هذه المعضلة تجعل من إدارة الموارد البشرية واحدة من أهم الإدارات الموجودة في أي منظمة، فهذه الإدارة لا تتعامل مع مهمة أو آلة أو حتى خدمة أو منتج، بل تتعامل مع نفس بشرية توجهها الأهواء في بعض الأحيان وتحكمها المشاعر والتفسيرات الذاتية في أحيان أخرى كثيرة.

لذلك ليس من الغريب أن تجد أن الشركات الاحترافية تنفق الكثير لا فقط في توظيف مسؤولين موارد بشرية كفء، بل أيضًا في تطوير هذه الإدارة وجعلها أكثر قابلية في التعامل مع التحديات والعواقب الحديثة بمختلف أنواعها، سواء كانت هذه التحديات ناجمة عن الموظفين أنفسهم، أو عن أسلوب الإدارة ذاته.

مع ذلك فالتطور السريع في التكنولوجيا وما صاحبه في بيئة العمل، جعل هذه الوظيفة أكثر تعقدًا يومًا بعد يوم، فالموظف لم يعد قادرًا على مواكبة التطور السريع بنفس السرعة، والشركات أصبحت تواجه صعاب تتعلق بتوفير ميزانية مناسبة لهذا النوع من التطوير، بجانب قدرتها على الموازنة ما بين مصلحة الموظف ذاته ومصلحة العمل.

لذلك عندما نتحدث عن العقبات والتحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية، فنحن لا نتحدث عنها بمنظور ضيق أو سطحي يخص بيئة العمل من الداخل فقط، بل أيضًا نحللها ونراها من منظور رأسي أكبر وهو منظور مجال العمل بشكل عام كذلك.