لماذا تفشل الشركات في إنجاح عمليات الاندماج والاستحواذ
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

تسعى الشركات في كثير من الأحيان إلى الاندماج والاستحواذ على شركات أخرى للعديد من الأسباب الاستراتيجية؛ سواء لتعزيز قوتها عبر الاستفادة من نقاط قوة كل شركة تندمج معها أو تستحوذ عليها، أو لزيادة الحصة السوقية أو لتقليل المنافسة .. إلخ من الأسباب، لكن للأسف كثير من صفقات الاندماج والاستحواذ لا يُكتب لها النجاح في النهاية وتُصاب بالفشل.
بحسب ما نشرته مجلة هارفارد بيزنس ريفيو في عام 2016، فإن الدراسات تؤكد أن حوالي من 70% إلى 90 % من صفقات الاندماج والاستحواذ يكون مصيرها الفشل، بل الأمر ربما لا يقتصر على هذا فقط لأن الفشل أيضًا قد يطول الصفقة قبل حتى أن يتم الاتفاق النهائي عليها، فعلى حسب شركة الاستشارات ماكينزي mckinsey فإن 10% من صفقات الاستحواذ والاندماج يتم إلغائها قبل توقيع الاتفاق النهائي عليها.
والأسباب التي تؤدي إلى فشل عمليات الاندماج والاستحواذ كثيرة ومتعددة ومنها على سبيل المثال:
- التقييم الخاطئ: الاستثمار في الأصول ربما يبدو جيدًا على الورق، لكنه على أرض الواقع قد لا يكون مُدر للإيرادات والأرباح بعد الانتهاء من إتمام الصفقة.
- عدم الوضوح أثناء عملية الدمج: حيث أنه قبل الاندماج بين الشركات، إذا لم يتم عمل تقييم دقيق وواضح يساعد في تحديد الموظفين الرئيسين والمشاريع والعمليات والمنتجات الحيوية وحقيقة الأوضاع المالية، فإنها تؤدي إلى فشل في عملية الدمج.
- اختلاف الثقافة: إذا فشلت صفقة الاندماج والاستحواذ في وضع استراتيجية قوية تضع في اعتبارها الاختلافات في الجوانب الثقافية للشركتين، فإن هذا في النهاية قد يُضعف من إنتاجية الموظفين في كلا الجانبيين خاصًة إذا حدث تغيير جذري في الثقافة التي تعمل بها الشركة في وقت قياسي.
- التواصل الضعيف: إذا كان الهدف من وراء الصفقة غير واضح أو لم يتم إيصاله للموظفين بشكل جيد، يكون هذا سببًا في عدم التآزر بين فرق العمل وعدم تحقيق التوقعات المطلوبة من الصفقة.
- عوامل خارجية: الكساد أو الانهيار الاقتصادي أو غيره من الأزمات والكوارث التي لا يد في الشركات بها، يمكن أن تكون من العوامل المؤثرة على ضعف أداء صفقة الاندماج والاستحواذ.
- الأخطاء التفاوضية: عندما تقوم الشركات بدفع مقابل مادي مبالغ فيه للاستحواذ على شركة أخرى، يكون هذا عادًة سببًا في الخسائر المالية ومن ثم فشل صفقة الاستحواذ في النهاية.
وإليكم بعضًا من أبرز عمليات الاندماج والاستحواذ التي فشلت بين الشركات وأسبابها:
- فشل الاندماج بين شركتي كرايسلر Chrysler ودايملر Daimler
عندما اندمجت شركة ديملر الألمانية المسئولة عن صناعة سيارات مرسيدس بنز مع شركة كرايسلر في أواخر التسعينات، نُظر إلى هذا الاندماج على أنه اندماج متساوي الكفة، لكن بعد بضع سنوات تحول إلى فشل كبير لعدة أسباب؛ أهمها أن ثقافة الشركتين المتضاربة جعلت فرق العمل في حرب بمجرد اندماجهم سويًا، وقد ظهرت الاختلافات في مستوى الرسمية وفلسفة حل قضايا الأجور والنفقات وأساليب التشغيل.
وبعد أن أصبحت الثقافة الألمانية هي المهيمنة وتراجع مستوى رضا الموظفين في كرايسلر الأمريكية، تعرضت شركة ديملر-كرايسلر في عام 2000 لخسائر ضخمة وبعدها بعام بدأت في عمليات تسريح الموظفين وذلك حتى باعت شركة ديملر شركة كرايسلر في عام 2007 مقابل 6 مليار دولار.
- استحواذ مايكروسوفت على شركة نوكيا
نتيجة تأخر مايكروسوفت كثيرًا في سباق الهواتف المحمولة مع نظامي أبل وأندرويد، وذلك على الرغم من إطلاقها عام 2010 لهواتف الويندوز التي لم تلقى النجاح المطلوب، رأى المدير التنفيذي السابق للشركة "ستيف بالمر" فرصة جيدة في الاستحواذ على شركة نوكيا التي كانت تتراجع في سواق الهواتف المحمولة أمام منافسيها في ذلك الوقت، وبالفعل تمت صفقة الاستحواذ مقابل 7.9 مليار دولار.
لكن سرعان ما فشلت هذه الصفقة خاصة بعد التخبط الذي عانى منه أول مشروع مشترك بينهم وهو خط الهواتف لوميا Lumia الذي لم يلقى النجاح، ومع خطة إعادة الهيكلة وتسريح العمال لتبسيط أعمال الشركة التي وضعها المدير التنفيذي الجديد لمايكروسوفت ساتيا ناديلا، تم الاستغناء عن 15 ألف عامل في نوكيا وتخفيض قيمة الاستحواذ في 2015 إلى 7.6 مليار دولار وفي عام 2016 باعت مايكروسوفت أسهمها في قطاع هواتف نوكيا العادية لشركة فوكسكون مقابل 350 مليون دولار.
- اندماج شركتي اتش بي HP مع كومباك Compaq
في أوائل الألفية الثانية كانتا شركتي اتش بي وكومباك من الشركات الرائدة في عالم صناعة الحواسيب الشخصية، لكنها كانتا تخسران حصتهم في السوق حينذاك أمام منافسهم منخفض التكلفة "ديل Dell"، ورأت شركة اتش بي أن اندماجها مع كومباك التي كانت تحقق مبيعات سنوية بقيمة 90 مليار دولار ستمنحها حصة أكبر في السوق.
لكن الأزمة هو أنه على الورق كان الاندماج يبدو مفيدًا ومنطقيًا لكن المشكلة كانت تتمثل في أنه لينجح يجب دمج كيانين منفصلين ومعقدين للغاية معًا، وقد أدى الاختلاف الثقافي بين الشركتين وفقد تركيز إتش بي على قطاع الطابعات إلى خسائر كبيرة قُدرت بحوالي 13 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة إتش بي التي فقدت نصف قيمة أسهمها في خلال عام واحد من الاندماج.
في النهاية، عمليات الاندماج والاستحواذ من عوامل التغيير الاستراتيجية المهمة للشركات والتي يمكن أن تساعد في تطور أعمالها، لكن فقط الأكثر ذكاءً وابتكارًا وأكثر قدرة على فهم الاختلافات، هم الذين يمكن أن ينتهي بهم الأمر بالحصول على نتائج إيجابية من تلك العمليات.
اقرأ أيضاً: