استخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني: حلول وأدوات
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.
يشهد عالمنا اليوم ثورة تقنية هائلة يقودها الذكاء الاصطناعي (AI) الذي يُلقي بظلاله على مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك مسارنا المهني. فكيف يُمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني؟
في هذه المقالة، نغوص في رحلة عبر 5 مراحل وظيفية من الخريج الجديد وحتى المدير، وصولاً إلى الأم العاملة. ونستكشف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة لتحقيق الأهداف الوظيفية المختلفة. ولكن في البداية دعونا نناقش ماهية الذكاء الاصطناعي وكيف أثر على الوظائف وسوق العمل.
ما هو الذكاء الاصطناعي (AI)؟
هو فرع من علوم الحاسب مهمته إنشاء أنظمة ذكية تُحاكي القدرات الذهنية البشرية مثل: التعلم وحل المشكلات والتفكير المنطقي والتعرف على الأنماط والقدرة على التواصل والتفاعل مع البشر بصورة طبيعية وفعالة. وهذا أدى إلى استخدامه بشكل واسع في العديد من المجالات مثل: الطب والتعليم واستخدامات الحياة اليومية والأعمال التجارية أيضًا، وعلى الرغم من وجود الأنظمة الأولى له منذ الخمسينات تقريبًا إلا أن ظهور أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية (Generative AI) غيرت المشهد تمامًا فسرعان ما أصبح الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في التكنولوجيا الحديثة، وأحدث ثورة في طريقة أداء المهام واتخاذ القرارات والتفاعل مع التكنولوجيا.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل والوظائف؟
جلب صعود الذكاء الاصطناعي معه موجة من المخاوف حول استبداله الإنسان في كثير من المهن خاصة الروتينية منها، حيث أظهر بحث نشره "معهد ماكينزي العالمي" في مايو 2024، أنه بحلول عام 2030 حوالي 27 % من ساعات العمل الحالية في أوروبا و30 % من ساعات العمل في الولايات المتحدة سيتم تشغيلها آليًا، وتسريعها بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية gen AI.
ورغم هذا التغير الديناميكي الذي يحدث الآن ونتوقع آثاره على مدى أوسع في السنوات القادمة إلا أنه تبين لنا بوضوح ظهور وظائف جديدة بالتزامن مع اختفاء أخري. ومن هنا نخلص إلى أن مفتاح الازدهار في هذه الحقبة التي يحركها الذكاء الاصطناعي هو تبني هذه التطورات التكنولوجية والاستفادة منها لتعزيز الإنتاجية والابتكار. بدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كمنافس، يجب على المحترفين رؤيته كحليف قوي بل والسعي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني.
كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني باختلاف المراحل الوظيفية؟
أولًا: الخريج الجديد
بالنسبة للخريجين الجدد الراغبين في دخول سوق العمل، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مرشدهم الخاص في رحلة البحث عن أول وظيفة:
· يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الخريجين الجدد على صياغة سيرة ذاتية فعالة من خلال تحليل توصيف الوظائف واقتراح التحسينات.
· يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تقترح على الخريجين فرص عمل تتناسب بشكل أفضل مع مهاراتهم وأهدافهم المهنية.
· يمكن للمنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي محاكاة سيناريوهات مقابلة العمل وتقديم ملاحظات، مما يساعد الخريجين على الاستعداد بشكل أكثر فعالية.
· يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد فجوات المهارات والتوصية بدورات أو برامج تدريبية لتعزيز القدرة على التوظيف.
وهو ما يتواجد في تطبيقات مثل LinkedIn حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لاقتراح فرص العمل وأشخاص مناسبين لإنشاء شبكة علاقات مهنية وكذلك ترشيح الدورات المناسبة لتعزيز فرص قبولك في الوظيفة.
وكذلك تطبيق Canva الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي ويمكنك من إنشاء سيرة ذاتية أو حافظة أعمال بشكل محترف من خلاله.
ثانيًا: الموظف المبتدئ
يمكن للموظفين المبتدئين استخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني من خلال مساعدتهم في بعض النقاط مثل:
· يمكن أن تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في تخطيط المشاريع وتتبعها وإدارتها بكفاءة.
· يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يوفر رؤى حول أنماط العمل والإنتاجية، مما يساعد الموظفين على تحديد مجالات التحسين لديهم.
· يساعد الذكاء الاصطناعي في عملية التوصية ببرامج ومواد تدريبية مخصصة لمساعدة الموظفين المبتدئين على رفع مهارتهم وتحقيق أهدافهم المهنية.
· يمكن للذكاء الاصطناعي تسهيل التواصل والتعاون بشكل أفضل داخل الفرق من خلال تنظيم المعلومات وأتمتة الاتصالات الروتينية.
جدير بالذكر أنه متوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، فهل يمكنك تخيل الفرق بين الموظف الذي يتدرب مبكرًا على أدوات الذكاء الاصطناعي والذي لا يفعل؟
ثالثًا: الموظف الخبير
بالنسبة للموظفين الأكثر خبرة، إيجاد مرشد حقيقي يستطيع توفير أدوات متقدمة للحفاظ على خبراتهم وتعزيزها معضلة كبيرة، لذا نجد استخدامهم الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني اختيار ممتاز حيث:
· يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات البيانات الكبيرة في وقت أقل مما يوفر رؤى قابلة للتنفيذ، ويساعد في صنع القرار الاستراتيجي.
· يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ باتجاهات الصناعة والتغيرات المتوقعة، مما يساعد الموظفين الخبراء على البقاء في الصدارة واستثمار خبرتهم في المكان الصحيح.
· يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط سير العمل وتحديد الفجوات التي تحتاج للتطوير بل واقتراح تحسينات لزيادة الكفاءة.
· يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في وضع خطط تدريب للموظفين المبتدئين الواقعين تحت إدارة الموظفين الأكثر خبرة مما يعزز من قدراتهم القيادية.
تطبيق مثل Infogram يمكنه أن يكون الاختيار الأفضل للموظفين الأكثر خبرة حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل جداول البيانات إلى رسومات بيانية وخرائط توضيحية مما يساعد في صنع القرار الاستراتيجي بشكل أكثر وضوحًا وفعالية. كما أنه يعطيك خيار صنع محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي بعد اختيار أحد النماذج لعرض المعلومات من خلال الجزء المسمى ب Infogram AI
رابعًا: المدير
المديرون لديهم الكثير من المهام بخصوص تحقيق الأهداف أو إدارة الفريق، مما يقلص وقت التطوير لديهم، لذا فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني للمديرين يمكن اعتباره ضرورة.
· يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المديرين في تحديد المهام وتوزيعها على فريق العمل بناءً على نقاط القوة والضعف مع الأخذ في الاعتبار أعباء العمل لدى كل فرد منهم.
· يقوم الذكاء الاصطناعي بمراقبة وتحليل أداء الفريق، وتقديم تقارير واضحة ورؤى للتحسين ومعالجة المشكلات بشكل استباقي.
· يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير الاستراتيجيات من خلال تحليل البيانات مع الأخذ في الاعتبار اتجاهات السوق ورؤية وأهداف المؤسسة.
· يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ ببعض المخاطر المحتملة واقتراح استراتيجيات لتفاديها، وتعزيز قدرة المؤسسة على التكيف مع التغييرات بشكل عام.
تطبيق DOMO.AI يمكنه أن يكون اختيار ممتاز حيث يرشدك بذكاء من خلال تحليل البيانات الخاص بك من خلال محادثة باللغة الطبيعية، ويقوم بتقديم توصيات قابلة للتنفيذ لتحسين استراتيجيات العمل بناءً على تحليل البيانات في الوقت الفعلي.
خامسًا: الأم العاملة
تندرج الأم العاملة بالطبع تحت أحد المراحل الوظيفية السابقة، ولكن نظرًا لأن أعبائها أكبر فإن استخدامها الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني بجانب الموازنة بين المهام المهنية والشخصية هو أمر لا غنى عنه.
· يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الروتينية في كل من العمل والمنزل، مثل إعداد تذكيرات لمواعيد العمل الهامة أو إدارة قوائم البقالة.
· تفضل نسبة كبيرة من الأمهات العمل عن بعد لتتمكن من رعاية الصغار، وفي هذه الحالة تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي أن تعزز الإنتاجية من خلال توفير بيئة افتراضية للاجتماعات ومتابعة لحظية لسير مهام العمل.
· تقدم بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي محتوى تعليميًا وترفيهيًا للأطفال، مما يسمح للأمهات العاملات بالتركيز على مهام العمل مع ضمان انشغال أطفالهن بشكل مفيد.
· يساعد الذكاء الاصطناعي في مراقبة المقاييس الصحية ويقوم بتقديم توصيات شخصية للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة والرفاهية العامة.
ولأن مساعدتك في كل هذه المهام لا يمكن فعلها إلا بواسطة مساعد شخصي، فكل ما تحتاجينه هو تطبيق Google Assistant حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي ويمكنك التحدث منه باللغة التي تختارينها ليقوم بمساعدتك في مختلف المهام مثل مهام التواصل، أو إجابة أسئلة لديكِ، أو أداء بعض المهام عنك وربما مساعدتك لتشغيل أي تطبيق آخر من تطبيقاتك المفضلة.
الآن نستطيع أن نرى بوضوح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد اتجاه تكنولوجي؛ ولكنه قوة تحويلية تعيد تشكيل خريطة العمل والوظائف. فمن خلال فهم أدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها، يمكن للأفراد في مراحل مختلفة من حياتهم المهنية استخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير المهني المستمر من أجل تعزيز مهاراتهم، وتحسين عملهم، والبقاء قادرين على المنافسة في سوق عمل دائم التطور.
إن النظر إلى الذكاء الاصطناعي كشريك نجاح وليس كتهديد سيفتح فرصًا جديدة ويمهد الطريق لرحلة مهنية مميزة، وأول خطوات تحقيق ذلك هو فهم ماهية الذكاء الاصطناعي والتعرف على مفهومه واستخداماته وتاريخ نشأته وهو ما تم مناقشته مع عدة محاور أخرى منها: استخدامات الذكاء الاصطناعي في جوانب العمل، كيفية الصمود في مواجهة التغييرات في ظل وجود الذكاء الاصطناعي. وذلك من خلال الدورة التدريبية "مقدمة في الذكاء الاصطناعي " الموجودة على موقع أكاديمية إعمل بيزنس.