عملية فصل الموظف تكون قاسية بالرغم من كونها خطوة قانونية ومبررة بضعف أو سوء سلوكياته، فما بالك عندما تضطر إلى تسريح مجموعة كبيرة من عمالك بالرغم من كونهم لم يرتكبوا أي خطأ ولم يتأثر أدائهم بأي مشتت كان؟!
حسنًا هذا هو ما عليه الوضع الآن ولاسيما بعد الظروف الاقتصادية القاسية التي أجبرت الكثيرين على تسريح موظفيهم وتصفية أعمالهم بأسرع وقت.
يخلط البعض بين مفهومي تسريح الموظفين والطرد بالرغم أن هناك اختلاف كبير بين الأسباب الخاصة بكلا منهما؛ فتسريح الموظفين يقصد بها العملية التي يلجأ إليها صاحب العمل عندما تصبح الموارد البشرية عبء على ميزانية المؤسسة أو أن المهارات التي يمتلكها الموظفين أصبحت غير مطلوبة في الوقت الحالي ولا تواكب خطط الشركة في المستقبل.
أما عملية طرد الموظفين أو فسخ التعاقد معهم، فلها شقين، الأول هو الشق القانوني الذي يسمح فيه للصاحب العمل باتخاذ قرارات فورية بوقف الموظف عن العمل حتى قبل انقضاء مدة عقده، وذلك بسبب سوء سلوك الموظف أو أدائه أو مخالفته لسياسة المؤسسة أو لوائحها المتفق عليها في العقد، أما الشق الثاني فهو الطرد التعسفي وفيه يقوم صاحب العمل بطرد الموظف بدون أي حق وقبل انتهاء مدته مما يجعل الحق للموظف باتخاذ أي إجراء قانوني مشروع.
وبذلك يكون تسريح الموظفين عملية إجبارية يضطر إليها صاحب العمل بسبب تغير السوق أو الظروف الاقتصادية الصعبة، أما الطرد فهي عملية اختيارية قد يعود فيا صاحب العمل عن قراره عندما يرغب في تقديم فرصة ثانية أخيرة للموظف، أو أن الموظف نفسه قدم بشائر تدل على تعديل سلوكه وتقويمه للأفضل ثانيًا.
للأسف الظروف الاقتصادية للعالم تجبر سوق العمل على التغيير أول بأول، ومع تغير طبيعة السوق تتغير المهارات المطلوبة أيضًا وكذلك طبيعة الآلات التي تقوم باستبدال المهام الروتينية التي يقوم بها الأفراد، لذلك ليس من الغريب أن تجد أن الشركات أصبحت مضطرة إلى إعادة النظر إلى المهن الشاغرة فيها وما إذا كانت هذه المهن يمكن استبدالها بالآلات حديثة أم لا؟!
الأمر ذاته عندما تتعرض الشركة لأزمة مالية كبرى تضطر معها إلى تقليص ميزانيتها المالية إلى أقل من الطبيعي والمعتاد، ومع تقلص هذه الميزانية يصعب صعب على الشركة استمرار في التزامها المالي اتجاه مجموعة من الموظفين، ويصبح عليها اجبارًا اختيار مجموعة لتسريحها عن العمل نهائيًا.
قد تضطر أيضًا الشركات الكبرى إلى حالة تسريح الموظفين عندما تقوم ببيع الشركة إلى كيان آخر يتشرط عدم الاحتفاظ بالعمالة القديمة، وفيها يصبح اجباريًا عليه صاحب المؤسسة أن ينهي كافة التزاماته اتجاه هؤلاء الموظفين قبل أن يستلم المالك الجديد إداراتها.
لا يمكنك لوم الموظفين عن غضبهم وشعورهم بالغدر في هذه المرحلة؛ فنعم قد تكون عملية تسريح الموظفين إجبارية إلا إنها ايضًا غير عادلة بالمرة لعمال أفنوا جزء كبير من مجهودهم وعمرهم وصحتهم النفسية والجسدية في سبيل شركة في نهاية تخلت عنهم في أقرب فرصة ممكنة.
لذلك إذا شاءت الأقدر أن تقوم بتسريح موظفيك، فإليك أفضل 9 استراتيجيات لتسريح الموظفين بأقل خسائر ممكنة كالآتي:
نعم قد يبدو قرار تسريح العمالة الفائضة حلًا مثاليًا لجميع مشاكلك، لكن هل هذا هو الحل الوحيد المتاح فعلًا؟ أم أن هذا هو الحل الوحيد السهل الذي توصلت إليه؟! فقد يكون هنالك العديد من الحلول الأخرى التي تتطلب من الإدارة بذل مزيد من الجهد والإيمان في قوة العمالة الخاصة بها، وحينها سيعود الأمر مرة أخرى إلى نصابه الصحيح.
فتذكر أن الأمر الذي يدفع بالمؤسسة إلى تسريح الموظفين هو في الحقيقة خطائها هي، فإذا تمكنت الشركة من البداية على تطوير مهارات الموظفين وإدارة تكاليفها بعناية، لما توصلت إلى هذه النقطة في النهاية، لذلك قبل أن تفكر في تسريح موظفيك تأكد أولًا إنك قد درست جميع السبل الأخرى الممكنة بدافع تحمل المسؤولية أولًا وتجنبًا للخسائر الناتجة عن التخلي عنهم سواء في الشركة نفسها وصورتها أمام المجتمع المهني أو على حياة الموظفين وظروفهم المعيشية المحيطة.
إذا حدث الأمر وأصبحت عملية تسريح الموظفين امرًا لا مفر منه، فحينها يجب على الشركة أن تحدد الطريقة التي ستلجأ إليها لاختيار المجموعة التي سيتم تسريحها، بحيث تحدد المعايير التي على أساسها سيتم تصفية المرشحين وكيف ستكون الأسباب منطقية وحيادية وغير جائرة على جنس أو عرق او دين أو تصنيف اجتماعي آخر.
تعد مؤشرات القياس الأداء الأولى التي يتم اللجوء إليها عند تسريح الموظفين، حيث بمجرد ما أن تحدد الإدارة العدد الذي ستقوم بتسريحه والمسموح به من كل تصنيف وإدارة، حينها ستلجأ إلى kip’s لغربلة المرشحين، بحيث يتم البدء بالأقل أداءه وإنتاجية أو الأكثر عدوانية والتسبب بمشاكل في بيئة العمل، ثم بعد ذلك يتم التصفية بين أهمية الموظفين ودورهم في التأثير على العمل، حيث تختلف الحسبة بين الموظفين حديثي الالتحاق بالمؤسسة وأولئك القدامى الملمين بكل خباياها وأسرارها، كما سيتم التصفية أيضًا ما بين إذا كانت المهارات التي يمتلكها الأشخاص المؤسسة في حاجة لها فعلًا أم أن هناك الآلات قادرة على تنفيذ مهامهم بشكل اسرع وأكثر كفاءة كذلك؟
بمجرد ما أن تستقر على أسماء المجموعة التي سيتم تسريحها والأسباب التي دفعت إلى اختيارهم مقارنة بباقي الموظفين، يجب عليك أن تضع نفسك مكان هؤلاء الموظفين، فأنت في اجتماع لن يتعدى النصف ساعة ستقوم بتغيير روتين يومها إلى الأبد وستساعد بشكل أو بآخر في تغير حياتهم وتعرضهم لأزمة مالية كبرى، فلا تجعل الأمر يبدو هينًا أو كونه إجراء طبيعي لا ضرر كبير منه.
هؤلاء الموظفين قمت باختيارهم بناء على مجموعة من الأسباب هذه الأسباب يجب أن تكون عادلة ومنطقية، فمن غير المعقول أن تقول إنك اخترت الموظف س بسبب عدم قدرته على تحقيق أكثر من 60% من التارجت، بينما هنالك شخص تبقيه لا يحقق أصلًا حتى النصف منه. تجنب أيضًا أن تكون العبارات المستخدمة في شرح الأمر مبتذلة أو فقيرة، فعبارات مثل أنا أفهم ما تشعر به أو أن الأمر يمثل نقطة بداية لك، أو أن هذا قد يغير حياتك للأفضل، كلها عبارات غير مناسبة للموقف وستسبب في إشعال غضب الموظفين أكثر وأكثر.
عندما تخبر الموظف أن المؤسسة قد قررت التخلي عنه، فهنا سيدور في عقله العديد من الأسئلة الغير مطمئنة ككيف سأصرف في الفترة القادمة؟ متى سأحصل على مستحقاتي؟ متى يجب عليا المغادرة؟ هل هذا الامر نهائي؟ هل يمكن الطعن في ذلك؟ ماهي حقوقي؟ ما الذي يجب أن أفعله؟ هل استحق هذا؟ هل المؤسسة تتخلى عنى؟ من الطرف المسؤول هنا؟ هل هذا عادلًا؟
كل هذه الأسئلة يجب أن يحتوي نقاشك إجابة واضحة لها حتى ولو لم يطرحها الموظف، فيجب أن تطمئنه حول حصوله على مستحقاته كاملة والمدة التي سيحصل عليها فيها ومتى يجب عليك ترك العمل وأن الأمر لا علاقة له بالموظف نفسه بل هي ظروف اضطرت الشركة إلى أخذها ويجب على الجميع تحملها بتساوي، كما يجب عليك التأكيد أن الشركة ستبذل كل ما في وسعها لجعل الخسائر أقل ما يمكن لجميع الأطراف.
من المهم أن تكون طريقتك في عرض الأمر على الموظفين حازمة ومنتهية، وفي نفس الوقت لا تخلو من بعض العاطفة والاهتمام بوجه نظر الموظفين، فهذا النوع من المواقف لا يخلو من العواطف الجياشة والبكاء وكثيرًا من الغضب والتهديد وأحيانًا الصراخ، لذلك تعلم أن تكون منضبطا عند قيادة هذه المناقشات.
لا تكن وحيدًا في مواجهتهم أولًا، ولا تكون عاطفيًا بشكل يجعلك تعدل عن القرار حتى ولو كان الأمر مؤثرًا للغاية، فبقاء عمالة فائضة عن الحاجة لن يساعدك باي صورة، بل سيجعل الاخرون يشعرون بالظلم كون فئة كبيرة لا تعمل وتتلقى أجرًا مقابل حضورها فحسب، الأمر ذاته عندما يتعلق الأمر بمحاولة فتح الباب لمفاوضات جانبية أخرى، عليك أن تكون جازمًا في هذه النقطة وألا تسمح لأى شخص بأن يثنيك عن قراراتك أو يؤثر فيها بشكل يضعف من تأثيرها على المؤسسة بأكملها، وتذكر أن عدولك عن تسريح مجموعة صغيرة من الموظفين، قد يجعلك في المستقبل أن تسرح عدد أكبر منها في المستقبل.
حسنًا قد لا تناسبك مهارات الموظفين التي توشك أن تسرحهم وقد لا تمتلك القدرة المالية على استغلالهم بأفضل صورة، لكن في شبكة علاقاتك هناك من يحتاجهم ولاسيما إذا كانوا في نفس المجال التنافسي أو يبحثون عن اشخاص مثلهم بنفس نوع الخبرة والمهارة.
لذلك إذا كان قرار التسريح نهائيًا ولا رجعة فيه، فهذا لا يعنى أن كل الطرق المساعدة من يديك قد نفذت، بل يمكنك تكوين تقرير مفصل بهؤلاء الموظفين واقتراحها على أصحاب شركات مشابهة تعرفهم، أو أن تقوم بطرح الأزمة التي تتعرض لها مؤسستك على ملفك الشخصي في منصات التواصل الاجتماعي وتعرض رغبتك في البحث عن مكان آخر قادر على استيعاب هذه المهارات ويحتاجها.
دعنا نتفق أن الموظفين لن يتعاملوا مع هذا القرار بسلام أبدًا، فالبعض منهم قد يبالغ في ردات فعله بحيث يمنع عنك كل المعلومات الهامة التي تؤثر في سير العمل وتدفق عملية الإنتاج بسهولة، لذلك راعي قبل أن تقوم بإعلان خبر تسريح الموظفين أن تقوم بأتمتة كافة المعلومات التي يملكها الموظفين بحيث لا يصبح واحدًا فقط هو المسيطر على هذه المعلومات وتعجز عن قرار تغيره بسبب ما يمتلكه من قوة.
التأثير الواقع على الموظفين لن يطول الذين قمت بتسريحهم فقط، بل أيضًا سيطال الباقون كذلك؛ فبجانب شعورهم بعدم الثقة والأمان في الاستمرار في العمل لديك، سيصيبهم أيضًا نوع من الخوف والرغبة في تأمين أنفسهم وذلك بمحاولة الحصول على أفضل مكاسب ممكنة من العمل معك لا بإضافة مكسب حقيقي للشركة قد تتخلى عنهم؛ لذلك احرص على طمأنة باقي الموظفين وإحاطتهم بالظروف التي دفعتك لاتخاذ مثل هذا قرار وعن السبل التي تلجأ إليها لمنح الموظفين المغادرين أفضل تجربة ممكنة.
نعم أنت في حاجة إلى التخلي عن هؤلاء الموظفين في أقرب وقت ممكن، لكن هذا لا يعنى أن تحول أيامهم الأخيرة إلى كابوس، فلا تقم بضغط كافة المهام المطلوبة في وقت قصير نسبيًا، بحيث تعجل من مغادرتهم للمكان، فهذا سيجعلهم يشعرون بالجحود إزاء تقديم أي خدمة لك، كما لن يمنحوك الجودة أو الخدمة المرجوة كالمعتاد، كما سينظرون إليك كونك وحش أناني كل ما يهمك هو مصلحة العمل لا مصلحة عمالك على الإطلاق.
من المهم أيضًا ان تحاول إصلاح أي ضغينة ممكنة بينك وبين هؤلاء الموظفين في أيامهم الأخيرة، بحيث تطمئن وهم مغادرين أنك قمت كل ما كان باستطاعتك معهم وأن الأمر لو كان بيديك لكنت منحتهم فرصة أفضل في البقاء، بالإضافة إلى تقليل كمية الغضب التي سينتجها هذا القرار ضدك وضد علاماتك التجارية منهم أو من عائلاتهم المتضررة المختلفة.
النقطة الأهم في عملية تسريح الموظفين هو أن تتعلم جيدًا منها، بحيث تتجنب تكرارها في القريب العاجل مع عدد أكبر من العمال، فلا تقم بإجراء خطوات تسريح الموظفين بشكل متتابع بدون أن تهتم حقًا بدراسة وتقييم جدوى كل خطوة وتأثير هذه الخطوة على العمل بشكل عام.
فبمجرد ما ان تتخذ قرار تسريح الموظفين، يجب أن تقوم بشكل موازي بإنشاء فريق مستقل الغرض منه هو تقييم الإجراءات قبل وأثناء وبعد صدورها وتحليل الأسباب التي أدت إلى حدوث الأزمة نفسها وما هي النتائج التي تسبب فيها وما هي الوسائل التي أثبتت فعاليتها في حلها، وما هي الخطوات التي أدت إلى تفاقم النتائج بشكل كارثي غير مستحب أيضًا؟!
عملية تسريح الموظفين عملية صعبة على الجانب الإنساني والمهني، لكنها في الوقت ذاته خطوة لا مفر منها عندما يتعلق الأمر بإنقاذ المؤسسة من الغرق، لكن هذه الخطوة يمكن تجاهلها من البداية إذا قامت الشركة بإدارة أعمالها بشكل مهني وقوي، تستطيع من خلاله إدارة التكاليف بشكل رشيد وتطور في الوقت ذاته مهارات موظفيها بحيث تواكب متطلبات سوق العمل.
فإذا كنت تمتلك مشروعًا بالفعل وتخشى من التأثر بالظروف الاقتصادية المحيطة، فإليك كورس التقييم المالي للشركات وكذلك كورس تدريب وتطوير الموظفين المقدمان من أكاديمية إعمل بيزنس الاحترافية، واللذان سيساعدانك في الحصول على كافة الموارد التعليمية التي ستحتاجها في تجنب قرار تسريح الموظفين.
تعد الأزمات الإعلامية ولاسيما المثارة على وسائط
لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن دائمًا، وسواء
لا تخلو الشركات-حتى الاحترافي منها-من وجود مشكلات
نظرة خاطفة إلى الأوضاع المالية للشركات في الفترة
لا تخلو الشركات-حتى الاحترافي منها-من وجود مشكلات
عندما تواجه الشركات عقبات فيما يتعلق بتحقيق أهدافها،
نظرة خاطفة إلى الأوضاع المالية للشركات في الفترة
كيفية إدارة البيزنس وقت الأزماتالأزمات التى أصبحت
تكلفة الفرصة البديلة في حالة تكاليف الإنتاج، عندما
قصص نجاح عن الاستثمار في وقت الازمات - ليا صديق كان
إزاي تستثمر فلوسك في أوقات الحروب؟!بيقولك عشان تحقق
الاستثمار وقت الازماتفي عام 2008 في أحد اللقاءات مع شركة
كيف تدير البيزنس في أوقات الازماتسوف نستكمل اليوم