هناك الكثير من المصطلحات المتداولة في عالم البزنس كريادة الأعمال والاستثمار ورأس المال المخاطر ودراسة الجدوى وغيرها، وهذه المصطلحات قد أسهبنا في شرح بعضها من خلال مقالاتنا السابقة والبعض منها سيأتي له الدور فيما هو قادم، لكن أكثر المصطلحات التي يتم تداولها فعلًا ويحصل بينها خلطً كبيرًا في الأوساط المهنية، هما مصطلحي المشروع الناشئ والمشروع الصغير! فبرغم أن هناك اختلافات كثيرة وجوهرية بينهما، إلا هناك نسبة كبيرة من رواد الأعمال ولا سيما الشباب صغار السن منهم، يتعاملون معهما كونهم مترادفان لنفس الشئ ولا فرق يذكر بينهما!
في هذا المقال، سنزيل هذا اللبث الشائع وذلك من خلال أخذك في جولة تفصيلية حول عالم الأعمال وأهم العوامل التي تساعدك على تحديد الفرق بين المشروع الناشئ والمشروع الصغير.
لكى نتطرق إلى أهم الفروق الجوهرية بين المشروع الناشئ والمشروع الصغير، علينًا أولًا أن نعود خطوة للوراء ونحلل كلا من المفهومين؛ فالتعريف وحده قادر على توضيح العديد من الفُرُوق من النظرة الأولى، لذلك لنبدأ بـ
يقصد بالمشروع الناشئ المشروع الذي يتم تصميمه من البداية بهدف الابتكار أو التطوير، حيث يهدف إلى إيجاد حل جديد و خلاق لمشكلة موجودة ولا يلتفت إليها أحد، أو يخلق نوع من التطور في الخدمات أو المنتجات المعروضة.
فكرة المشروع الناشئ تنبع من وجود معضلة أو مشكلة تحتاج إلى حل جديد، فيأتى لها صاحب المشروع بالحل الجديد المناسب. فهنا صاحب المشروع لا يقلد فكرة أخرى أو يعدل في فكرة موجودة، بل يبحث عن حل جديد كليًا للمشكلة ويحاول تطويعه ليناسب البيئة المحيطة، وفي حالة ما إذا كان الحل موجود فعلًا لكنه لا يتمتع بالجودة أو الكفاءة المطلوبة، فهنا يقوم المشروع الناشئ بخلق نموذج عمل جديد للفكرة، بحيث يوسع من خدماتها ويطورها ويجعلها أكثر فعالية وإنتاجًا. فمثلًا إذا تناولنا مشروع uber كمثال، فهو في البداية ليس أكثر من خدمة تأجير السيارات الخاصة أو طلب الأجرة المنتشرة في جميع دول العالم، لكن صاحب هذا المشروع طور من مفهوم الخدمة نفسها لكي لا تنحصر علي انتظار السائق وطلب سيارات الأجرة في أماكنها المحددة، بل أنشئ شبه أسطول عالمي من السيارات التي لا يملكها، وجعلها طوعًا لملايين المستخدمين حول العالم، وذلك كله من خلال اتفاق بسيط بين أصحاب هذه السيارات على مشاركة العمولة مقابل مشاركة هذا الكم الضخم من العملاء. هكذا ببساطة، فكرة موجودة تم تطويرها لتتوسع على نطاق أشمل وأعم، أو خلق فكرة جديدة كإنشاء الفيس بوك أو غيرها من التطبيقات الذكية التي تحاوطنا في كل مكان.
لكن هل يعني هذا أن المشاريع الناشئة تنحصر في الإطار التكنولوجي فقط؟ ! لا، فالمشاريع الناشئة تدخل في جميع المجالات ولكن كون التكنولوجيا هي السمة الواضحة لعصرنا الحالي، فأكثر المشاريع الناشئة التي تظهر في الإعلام ويتم تداولها هي المشاريع التكنولوجية.
من التعريف السابق يمكننا أن نستخلص أهم الخصائص التي تمتع بها المشاريع الناشئة كالآتي:
المشروع الصغير هو مشروع يتم إنشائه برأس مال بسيط نسبيًا، بحيث يتم توجيه لفئة صغيرة من الجمهور المستهدف وتقوم أليته على استغلال نجاح فكرة موجودة بالفعل والعمل على تنفيذها وإدارتها بطريقة تساعد على الانتشار والربح السريع.
المشروع الصغير هو مشروع محلي في المقام الأول، حيث تحصره ميزانيته الصغيرة في بداية مرحلة تأسيسه على حصر عدد عملائه على البيئة المحيطة به، وغالبًا أيضًا ما يصعب الوصول إلى جميع الفئات المستهدفة لقلة عدد الفروع أو قلة الإنتاج المقدم.
كون المشاريع الصغيرة لا تتطلب أفكار خلاقة لتنفيذها، فإن معدل تطبيقها وانتشارها كبير جدًا بين رواد الأعمال، بل هى الأكثر تفضيلًا من حيث الاستثمار نتيجة لقلة نسبة مخاطرها.
تتميز المشاريع الصغيرة بكونها واضحة منذ البداية، فبالفعل يوجد نماذج أخرى منها يتم تطبيقها ويوجد العديد من دراسات الحالة التي يسهل الرجوع إليها، ويوجد خبراء في المجال يسهل طلب استشارتهم أو التعلم منهم؛ فجميع العوامل المساعدة لقيام المشروع والدفع به إلى الأمام واضحة ومتوفرة للجميع.
تتنوع المشاريع الصغيرة لتشمل كافة مناحي الحياة لاسيما الشخصي منها فمنها التجميلي والطبي والغذائي، وكذلك التجاري والصناعي والخدمي.
بالنظر إلى كل ما سبق، يمكن استخلاص أن أهم الفروق الجوهرية بين المشروع الناشئ والصغير تكمن فيما يلي:
المشروع الناشئ |
المشروع الصغير |
|
الفكرة |
مبتكرة |
تقليدية |
عدد العمالة |
قليلة في مرحلة التأسيس |
متوسطة في مرحلة التأسيس |
رأس المال |
معتمد على الجهود الذاتية ورأس المال قليل نسبيًا |
مناسب لمتطلبات السوق |
النمو |
دائم التطور والتغير |
ثابت النمو |
الرؤية المستقبلية |
غير واضحة المعالم ويتم التعديل عليها وتغيرها باستمرار طبقًا لاستجابات العملاء المستهدفين وكذلك تعديلات المستثمرين |
يمكن التخطيط لها سلفًا والاستعانة بالتجارب السابقة في تطويرها والتحسين من أدائها |
نسبة المخاطرة |
عالية |
مخاطر السوق الطبيعية |
التوسع |
على مستوى المستفادين منه |
على المستوى الجغرافي |
في النهاية، فإن الفرق بين المشروع الناشئ والصغير لا يجعل أحدهما أكثر أهمية من الآخر أو أكثر ربحًا، بل كلا منهما يخدم جانب من الاحتياجات البشرية الهامة؛ فالمشروع الناشئ يخدم رغبة الإنسان الدائمة في التطور والتغيير، والمشروع الصغير يخدم إشباع احتياجاته اليومية والإنسانية المؤثرة على حالته الصحية والنفسية كذلك. المهم في كلا المشروعين إنك عندما تقرر فتح المشروع الخاص بك، أن تتعلم أسس الإدارة الصحيحة لبنائه وكذلك فنون التسويق اللازمة لاستمراره، وإذا لم تكن تعرف الطريق الصحيح للبدء منه، فأليك منصة أكاديمية اعمل بيزنس الاحترافية وما تحتويه من مجموعة ضخمة من أفضل الكورسات في عالم التسويق وإدارة الأعمال.
منذ أن استحوذ إيلون ماسك على تويتر ولا يمر يوم وإلا تجد
"لم يُطلق النار على أحد طلب زيادة في الراتب. بل على
لطالما عٌد البيع بالآجل واحد من أهم طرق الإنقاذ الهامة
عندما يتعلق الأمر بتأسيس مشروع ناشئ أو التوفير في
هل تساءلت يومًا ما إذا كان الفضاء الإلكتروني قادر على
عندما يصبح طريق العمل ثقيلًا على النفس وتصبح كل دقيقة
يعد سؤال كيفية حساب معدل دوران المخزون واحدًا من
يعد الشحن الدولى واحدة من المعضلات التي تواجه التجار
عندما تقول أرغب في تأسيس مشروع صغير براس مال 500 جنيه،
مجال الـHR دلوقتي بقا من أكتر المجالات المطلوبة فى سوق
عندما نتحدث عن الحياة المهنية فهناك مصطلحان غالبًا ما
طبقًا للرؤية المصرية المستقبلية لعام 2030 وخطة مصر نحو
إذا كنت مهتمًا بمجال التجارة ولاسيما الدولي منها، فمن