طبقًا لآخر الإحصائيات التي تم نشرها، فإن 28% من الموظفين حديثي التعيين يتركون وظائفهم خلال 90 يوم من بداية العمل، وهذا راجع لعدم قدرتهم على التأقلم مع ثقافة الشركة أو مع العاملين بها، وهو بدوره ما يتسبب في خسائر للمؤسسة على الجانب المادي والمعنوي؛ فمن ناحية ستضطر الشركة إلى إعادة عملية التوظيف مرة أخرى وما بها من عمليات استقطاب للكفاءات وعقد مقابلات شخصية وفترات تدريب، ومن ناحية ستعد الـ 90 يومًا السابقة فترة مهدرة من وقت وعمر الشركة لم يتم استغلالها جيدًا. فكيف تستطيع الشركة الإحتفاظ على كوادرها المهنية الجديدة وكيف تقوم بدمجهم بفعالية في بيئة العمل؟ هذا ما سنجيب عليه بالتفصيل خلال الأسطر القادمة.
يقصد بطرق دمج الموظفين الجدد المنهجية التي تقوم بها الشركة عند التعيين والتى على أساسها يسهل دمج الموظف مع بيئة العمل الجديدة وانخراطه فيها في أقصر وقت وبأقل مجهود. وتشمل في ذلك كافة الجهود المبذولة من جميع الإدارات من :
لا يمكن وصف عملية دمج الموظفين الجدد بكونها عملية قصيرة أو طويلة المدى؛ فهناك العديد من المتغيرات التي تلعب دورًا فيها وهي:
كل هذه العوامل تتضافر سويًا أما لمساعدة الموظف على تقبل بيئة العمل الجديد والإنتاج فيها بكفاءة وفعالية، وأما إن تقوم بخلق جدار عازل بينه وبين المؤسسة بحيث تجعله يتساءل يومًا ماذا أفعل هنا؟!
عندما ينضم موظف جديد إلى بيئة العمل، فأول ما يواجه هو الصراع الداخلي حول قدراته الحقيقة وقدرته على الإندماج مع البيئة الجديدة، وللتغلب على هذا الصراع، يجب أن يقوم مسؤول الموارد البشرية بإعداد خطة تساعد الموظف الجديد على التغلب على صراعاته الداخلية وتدفعه نحو الاندماج بشكل أسرع في بيئة العمل. هذه الخطة يقوم أساسها على مرحلتين:
مرحلة ما قبل الوصول: وفيها يتولى مسؤول الموارد البشرية تحضير كافة المستلزمات والأوراق الخاصة بالموظف الجديد؛ بحيث:
كل هذه الإجراءات تساعد بنسبة 50 % في تقليل الإنطباع السلبي الأول؛ حيث يجد الموظف في يومه الأول كافة التحضيرات قد أعدت سلفًا، يعرف أين مكتبه وما هى مهامه؟ يقوم مسؤول الأمن بالسماح له بالدخول بسهولة، حصل على بريده الإلكترونى الرسمى ورقم مروره السري، أوراقه الرسمية مجهزة وعقده مستوفى كافه الشروط التي اتفق عليها مع مسئول الموارد البشرية، وبيئة العمل مجهزة بالفعل للترحيب به؛ فتلقائيًا سيترك هذا إنطباعًا إيجابيًا عن البيئة المحيطة، كونها بيئة محترفة تمنحه التقدير المناسب له من اليوم الأول، وتقدر كل دقيقة في العمل ولا تقبل بأى تخاذل أو تهاون في التحضيرات.
مرحلة ما بعد الوصول: تبدأ مرحلة ما بعد الوصول من اليوم الأول للحضور، وفيها يقوم الموارد البشرية باللجوء إلى تحضيرات دقيقة ومنظمة، بهدف مساعدة الموظف في الإنخراط أسرع فأسرع في بيئة العمل، وكلما كانت هذه الإجراءات مركزة وتأتى ثمارها في وقت قصير، كلما اتسمت هذه الإجراءات بالاحترافية والكفاءة العالية كالآتي:
لأن الإنطباع الأول يدوم دائمًا، يجب أن يكون اليوم الأول للموظف مميزًا ويخلق طابع إيجابي عن المؤسسة والعاملين فيها؛ لذلك من المهم أن يتواصل مسؤول الموارد البشرية مع القسم المنتسب إليه الموظف، بحيث يعدون سويًا ما يشبه بالحفلة القصيرة التي يقوم بها كل فرد بالتعريف عن نفسه ومهامه، ويخلقون نوع من التواصل الإنسانى المبكر الذى يساعد على كسر الجليد وتعريف طاقم الفريق ببعضه البعض.
دائمًا ما يحتوى فريق العمل على هذا الشخص البشوش الذي يحب الجميع التواصل معه ولا يشعرون بغضاضة عند طلب أي مساعدة منه. هذا الموظف هو ورقتك البارحة للتعامل مع الموظف الجديد، فيمكن تكليف هذا الموظف بمهمة تهيئة الموظف الجديد ومساعدته على الاندماج في بيئة العمل من خلال:
مهما كان الموظف الجديد خبيرًا ومتمكن من أدواته جيدا، فوجوده في بيئة عمل جديدة ستجعله يحتاج إلى تعلم مهارات جديدة، تواكب نظام العمل وطريقة إدارة المؤسسة لأعمالها؛ فلا مفر من وجود ورش تدريبية أو عروض تقديمية محضرة مسبقُا، بهدف نقل الخبرة اللازمة للموظف الجديد والتى تساعده على أداء الأعمال بالطريقة التي تريدها المؤسسة من ناحية، ومن ناحية أخرى تساعده على نقل خبراته وصقلها.
شعور الموظف بالترحيب من قبل طاقم العمل أو تجهيزه مهنيًا لأداء الأعمال بإحترافية لا يكفي لشعوره بالإندماج، بل يجب على الفريق وكذلك مسؤول الموارد البشرية تشجيعه على إبداء الأراء والإقتراحات الخاصة بالعمل وتثمين آراءه وتطبيقها إذا أمكن، فوجوده كموظف جديد لا يجعله غير جديرًا بالتعليق على ما يتم إثارته من مناقشات أو التعديل على ما يتم اقتراحه من تعديلات.
لكل موظف شخصية منفردة تختلف على الآخر؛ فالبعض قد ينمو أداءه بمجرد تعليق بسيط من مديره أو ملاحظة عابرة، والبعض يتعامل طبقًا لنظام المكافات والجزاءات، والبعض يرغب في التشجيع المستمر من مديره، والبعض يحفز نفسه ذاتيًا لكنه يرغب في التقدير الدائم. كل هذه الشخصيات تحتاج إلى طريقة مختلفة للتعامل معها وما ينفع مع الموظف 1 قد يؤثر سلبيًا على موظف ب، لذلك من المهم جدًا لمدير الفريق أن يلاحظ الطريقة الأنسب في التعامل مع الموظف الجديد والعمل على استغلالها في تحقيق أهداف الشركة بالكفاءة والفعالية المطلوبة.
في النهاية، فإن الحصول على موظف محترف وقادر على أداء المهام الوظيفية الجديدة، ليس بالشئ الهين أو الشائع إيجاده؛ بل تتسم هذه العملية بالصعوبة البالغة ولاسيما في انتشار حالات التزييف في الخبرات والشهادات المؤهلة، فلم يتبقى أمام مسؤول الموارد البشرية إلا مرحلتي المقابلة الشخصية ومرحلة بداية التوظيف لكشف قدرات الموظف والتأكد من أهليته للعمل فعليًا وقدرته على الإلتزام به، وإذا نجح في إيجاد هذا الموظف واستطاع الاستفادة من خبراته، فبالطبع من الأفضل آلايخسره بسبب بيئة غير مهيئة للعمل أو إنطباع سئ قام فريق العمل بنقله بقصد أو بدون. فمهمة إيجاد طرق دمج الموظفين الجدد هي أولى مهمات مسؤول الموارد البشرية وأهمها، وبفضلها يتم تقليل نسبة ترك الوظائف في المنشآت المحترفة والاحتفاظ بالموظفين الأكفاء، فإذا رغبت في زيادة نجاح إداراتك والعمل على تطويرها، فعليك بالاهتمام بكافة المراحل التي يمر بها الموظف، بداية من استقطاب الكفاءات وتوظيفها، وصولًا لتوجيه الموظفين الجدد وقيادتهم.
يعتقد بعض رجال الأعمال خطأ أن المال هو العنصر الوحيد
جمل مثل بناء الفريق أو العمل ضمن فريق أو أهمية العمل
"الموظف المتمرد" مشكلة عويصة تواجه المديرين في وقتنا
في ظل المنافسة الشرسة بين الأسواق، أصبح الحصول على
"الموظف المتمرد" مشكلة عويصة تواجه المديرين في وقتنا
جمل مثل بناء الفريق أو العمل ضمن فريق أو أهمية العمل
"الشخص المناسب في المكان المناسب" مبدأ يدور حوله عملية
تحقيق النتيجة الموضوعة في خطة العمل يتطلب عمل جماعي
في ظل المنافسة الشرسة بين الأسواق، أصبح الحصول على
طبقًا لآخر الإحصائيات التي تم نشرها، فإن 28% من
يعتقد بعض رجال الأعمال خطأ أن المال هو العنصر الوحيد
إدارة الصراع بين فريق العمل داخل الشركة .... مفيش حد
اتكلمنا فى حلقة قبل كده عن ضرورة وجود منافسة وأحيانًا