تغيرت طبيعة المنافسة في الأسواق التجارية الآن، فالأمر لم يصبح مقتصرًا على منح العميل المنتج وتسويقه بفعالية فحسب، بل الامر اتجاه نحو مزيد من الجودة ودرجات أكبر من الإشباع والرضا، بحيث اتجهت الشركات نحو فلسفة المنتج الممتاز وليس المنتج الجيد، الخدمة التي تقترب إلى الكمال لا الخدمة المناسبة، الأداء الفعال لا الأداء المقبول. لكن تحقيق مثل هذه المعادلة لا يعد بالأمر اليسير، فالعمل ضمن إطار زمني ضاغط وطلبات لا تتوقف من قبل العملاء، جعل الاهتمام بجودة المنتج وتطويره ومحاولة معالجة مشاكله درب من المستحيل، لكن وبفضل إدارة الجودة الشاملة ودورها في تحسين الأداء، أصبح هذا واقعًا ملموسًا لا في الشركات الكبرى والاحترافية فحسب، بل في أي كيان يتمكن من تطبيق أساسياتها. فما المقصود بهذه الإدارة وما أهميتها وما دور إدارة الجودة الشاملة في تحسين الأداء وما هي العقبات التي تقف أمامها، كل هذا وأكثر سنناقشه خلال السطور التالية:
ما المقصود بإدارة الجودة الشاملة؟ وما المفاهيم المتعلقة بها؟
عندما نتحدث عن مفهوم إدارة الجودة الشاملة، يجب علينا أن نسبق الحديث بتعريف أهم المفاهيم المتعلقة بها، وهي في هذا الصدد تكون كل من مصلح الأداء ومصطلح الكفاءة والفاعلية، بالإضافة إلى تعريف الجودة كذلك؛ فجميعهم يمكن اعتبارهم كونهم الركيزة والقاعدة الأساسية لا لتحقيق الجودة الشاملة في المؤسسة فحسب، بل النقطة التي ينطلق منها النمو والتطوير.
يعرف الأداء بكونه المستوى الذي يصل به الفرد أو العاملين بالمؤسسة إلى المستوى الذي يحقق أهدافها بكفاءة وفعالية، ولكي يتم الوصول إلى هذا المستوى، يجب أن توفر الشركة احتياجات العاملين من احتياجات شخصية ومهنية، بحيث تتاح لهم كافة السبل التي تساعدهم على العمل بسلاسة وسهولة، بالإضافة إلى توفر مجموعة من المعايير والمقاييس المنضبطة والتي تساعد على قياس هذا الأداء بحيادية دون تدخل أي عامل بشري أو تأثير من البيئة الداخلية للمنظمة أو الخارجية للعاملين.
من النقطة السابقة يمكن فهم أن الجزء الأول من تعريف إدارة الجودة الشاملة يتعلق بالمستوى الذي يحقق به الأفراد العاملين أهداف الشركة، وهو بدوره ما يطلق عليه بالأداء، لكن مفهوم الأداء ذاته تضمن شرطًا لكي يكون مناسبًا لإدارة الجودة، وذلك بكونه أداءً لا مقبول ولا جيد، بل أداء يتسم بالكفاءة والفعالية؛ فما المقصود بهذين الكلمتين؟!
طبقًا لكتاب إدارة البشر (الأصول والمهارات) لدكتور أحمد سيد مصطفي فإن تعريف الكفاءة يمكن تلخيصه في مفهوم الحصول على الكثير مقابل ما هو قليل، أي استخدام موارد المؤسسة المحدودة وكذلك ميزانيتها المتاحة في سبيل تحقيق هدفها الأكبر بأكبر جودة وأكثر ربح واقل خسائر ممكنة كذلك.
أما فيما يتعلق بمفهوم الفعالية، فيقصد بها النسبة لما يتم تحقيقه من أهداف مقارنة بما التخطيط له، فهنا الفعالية هي أداة قياس يتم استخدامها، بحيث يتم معرفة الفارق بين الواقع وما هو مخطط له، فإذا كان ناتج قسمة الإنجاز الفعلي للمؤسسة على ما تم تخطيطه، تفوق ما هو متوقع، إذن فلقد تمكنت المؤسسة من أداء أهدافها بكفاءة وفعالية منقطعة النظير، أما إذا كان الفارق بين العاملين بالسالب، فهنا يمكن الحكم على أداء المؤسسة بغير المهني والضعيف.
إذن عندما نتفحص المفاهيم السابقة، تجدها جميعًا قد ركزت على طرف العملية الإنتاجية الأول وهو المؤسسة وما تشتمل عليه من أفراد وطريقة إدارة وكذلك أسلوب تقييم، لكن ما تم تجاهله هنا هو طرف العملية الثاني وهو الأهم والذي على أساسه يتم الحكم على نجاح المنتج أو فشله، ألا وهو العميل. لذلك عندما نتحدث عن أسلوب الإدارة وطريقة أدائها وكذلك أسلوب تقييمها، يجب أن نسأل نفسنا السؤال التالي: لماذا يتم كل ذلك؟!
الإجابة واضحة للغاية عزيزي القارئ، فكل هذا من أجل الحصول على رضا العميل المستهدف وإقناع بضرورة شراء المنتج أو الخدمة المقدمة، لكن لكي يتم الوصول إلى هذه النقطة، يجب أن يتسم المنتج المقدم بأهم خصية في عملية البيع ألا وهي الجودة.
تعرف الجودة بكونها الطريقة التي من خلالها يتم تقديم المنتج إلى العميل بالطريقة التي تناسب توقعاته وتلبي رغباته الشرائية وتحقق رضاه عن المنتج أو الخدمة المقدمة، أي أن عملية الجودة تعمل بشكل أساسي على مساعدة المؤسسة في نيل رضا العميل بحيث لا ينال ما يرغب فيه فحسب، بل يرضى عن المستوى المقدم فيه ويساعد أيضًا على تلبية رغباته الداخلية اتجاه المنتج بكفاءة وفعالية ويتم تقديمه بكونه منتج أو خدمة مطابقة للمواصفات، سهلة الوصول إليها، مناسبة من حيث السعر للشريحة المستهدفة، متاحة ويمكن شرائها دون تعقيد.
بوضع الأربع مفاهيم السابقة جنبًا إلى جنب تكون قد توصلت إلى شبه تصور كلي لمفهوم إدارة الجودة الشاملة وأهميتها في العملية الإنتاجية، فهي المسؤولة عن إدارة العملية التشغيلية والإنتاجية في المؤسسة، بحيث تحرص على أداء العمل بالطريقة الصحيحة والتي تتوافق مع الأهداف المخطط لها، بحيث يتم التواصل إلى شبه توازن ما بين ما ترغب فيه المؤسسة وما ينال رضا العميل، وما يتوافق مع احتياجات الموظفين أيضًا. أي إن دور إدارة الجودة الشاملة في تحسين الأداء هنا متعلق بثلاثة أطراف هم: الشركة والعاملين بها وكذلك العملاء المستهدفين، بحيث يتم تحقيق الأهداف في النهاية بالكفاءة والفاعلية وكذلك الجودة المطلوبة والتي يمكن الوصول إليهم من خلال تطبيق مجموعة من المعايير والمقاييس الضابطة.
ما هي مهام إدارة الجودة الشاملة؟
تقوم إدارة الجودة الشاملة على وضع الأساس الذي من خلاله تقوم المؤسسة بإدارة الشركة بالشكل الذي يتوافق مع أهدافها وكذلك طموحات العملاء المستهدفين فيها، بحيث تحرص هذه الإدارة على تنظيم العملية الإنتاجية والتشغيلية بحيث يتم مراعاة كافة سبل الأمان وكذلك قواعد الصحة والمهنية، بحيث يتم حماية أكثر من جهة في هذه العملية كالآتي:
من دور إدارة الجودة الشاملة في تحسين الأداء المؤسسي أيضًا، هو قدرتها على تقييم وتطوير العملية التشغيلية بالشكل الذي يتوافق مع متطلبات الأطراف الثلاثة، وفي نفس الوقت تراعي كل من الميزانية المتاحة وكذلك احتياجات المستقبل من تطور ونمو.
من المهام المتعلقة بإدارة الجودة كذلك هو التحقق من امتثال المؤسسة والعاملين فيها لكافة الأوامر والتشريعات وكذلك القوانين المحلية والدولية، بالإضافة على وضع نظام صارم للتعامل مع الخارجين عن هذه القوانين أما بإجراء عملية تقويم دقيقة أو تحويلهم إلى المسائلة.
تقوم إدارة الجودة الشاملة على وضع كل من معايير الجودة والسلامة والصحة المهنية في المؤسسة، وتقوم بمراقبة آلية تطبيقها، بالإضافة إلى تطويرها بشكل دوري بحيث تتوافق مع التغيرات المستمرة في السوق وكذلك احتياجات المستهلكين.
بجانب دور إدارة الجودة الشاملة في التخطيط للحاضر ووضع المعايير الخاصة بسبل إدارته وتقييمه، تقوم هذه الإدارة كذلك بتجهيز المؤسسة لما هو قادم في المستقبل، وذلك بتوفير كافة الورش والموارد وكذلك الكفاءات المهنية والأدوات التكنولوجية، لكي تتمكن المؤسسة من مواكبة المستقبل والتعامل مع تقلبات السوق في أي لحظة ممكنة.
بجانب دورها في التخطيط للمستقبل وإدارة الحاضر بالكفاءة والفعالية المطلوب، تقوم إدارة الجودة الشاملة أيضًا بوضع خطط بديلة لتعامل وقت الأزمات، بحيث توفر هامش إضافي من الموارد وكذلك الأموال لكي يتم اللجوء إليها عند الحاجة، دون أن يمس هذا بوضع المؤسسة في السوق أو في كيفية تلبيتها لاحتياجات المستهلك.
من مهام إدارة الجودة الشاملة أن تقوم بخفض التكاليف التابعة للمؤسسة، بحيث تعمل على توفير نظام منضبط يعمل على تقليل التالف من الموارد الأولية كما يقوم هذا النظام بالسيطرة على أخطاء عملية الإنتاج وكذلك الأفراد العاملين فيها.
تقوم إدارة الجودة الشاملة على تحسين الأداء التابع للمؤسسة كذلك وذلك من خلال تطوير العملية التشغيلية وزيادة إنتاجيتها وكذلك كفاءة الأدوات والآلات المستخدمة فيها.
بجانب ما سبق، فإن من أهم مهام إدارة الجودة الشاملة أن تقوم بتحقيق الثبات والاستقرار للمؤسسة بحيث تتمكن الأخيرة من مواصلة إنتاجها بدون مواجهة أي عقبات، بالإضافة إلى التركيز في الاستعداد للمستقبل والعمل على مواكبته بذكاء وفعالية.
كورسات إدارة الجودة الشاملة بخصم 50%
مبادئ إدارة الجودة الشاملة
تقوم إدارة الجودة الشاملة على مجموعة من المبادئ والمعايير والتي على أساسها يتم وضع نظام دقيق وشامل لإدارة المؤسسة وتنظيم أدائها بنجاح، وتقوم هذه المبادئ على الاتي:
تعمل المهام السابقة على تطوير دور إدارة الجودة الشاملة في تحسين أداء المؤسسات ولكن برغم أهمية هذه النقاط ودورها الفعال في تحقيق المنفعة لكافة الأطراف، إلا إنها تقابل مجموعة من المعوقات والتي تتنوع من مؤسسة لأخرى كالآتي:
تختلف المعوقات التي تواجه إدارة الجودة الشاملة من مؤسسة لأخرى، وذلك طبقًا لنوعية الصناعة التي تنتمي لها هذه المؤسسة وكذلك مستوى عملية الإنتاج وأيضًا سياسة إدارة الشركة وكذلك خططها المستقبلية نحو التوسع والتطوير، مع ذلك فإن هناك مجموعة من المعوقات الشائعة والتي تواجه أي إدارة جودة شاملة في العالم وهي الآتي:
تعد العراقيل السابقة جزء لا يتجزأ من المشاكل اليومية والتي تواجهها أي إدارة موارد بشرية تسعى للنمو والتطوير، مع ذلك فإن هذه العراقيل يمكن حلها بسهولة وذلك من خلال:
بتطبيق هذه النصائح السابقة والعمل على وجود نظام متصل يسعى جميع العاملين فيه إلى تحقيق المصلحة الكبرى للمؤسسة، يتحقق دور إدارة الجودة الشاملة في تحسين الأداء لا للشركة فحسب بل من أجل المنفعة الكلية لكل من العاملين وكذلك الموردين وبالطبع العميل المستهدف.
يمكنك معرفة المزيد عن دور إدارة الجودة في تحسين الأداء وذلك من خلال زيارة المستوى المتقدم المقدم على منصتنا الاحترافية، وإذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن مبادئ إدارة الجودة الشاملة أو نظم الايزو بإصداراتها المختلفة، ستجدهم متاحين كذلك في قسم إدارة الجودة بطريقة سلسة الفهم ومقدمة من أفضل الخبراء والمدربين في المجال.
"لكي تصل إلى المثالية في إدارة المطاعم عليك تذوق مرارة
بالرغم من الانتصارات الأخيرة التي حققتها المرأة
10% من الشركات الناشئة تفشل خلال السنة الأولى لها،
تتغير أنماط العمل في وقتنا الحالي بحيث لم يعد من
إجراءات الأمن والسلامة والصحة المهنية من الأساسيات
نظرًا لكثرة أنواع الشركات التجارية في القانون المصري
يعد المدير هو رأس العملية الإدارية ودفة الميزان لنجاح
عادة ما يتكرر جملة شهادة الـ IFRS بين الأوساط
تعد عملية إدارة الأعمال عملية معقدة ومتشابكة الأطراف؛
شركات التضامن هي إحدى أنواع شركات الأشخاص، وهي
تعتبر إدارة الموارد البشرية من أصعب أنواع الإدارات
تكمن أكبر مشاكل أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة هو
تتغير أنماط العمل في وقتنا الحالي بحيث لم يعد من