هذا ليس بالكلام المرسل عزيزى القارئ، بل هو مبدأ اقتصادي هام تم إكتشافه خلال القرن الـ19 من قبل عالم الاقتصاد الإيطالي فيلفريدو باريتو؛ حيث أكتشف حينذاك أن 80% من ثروة إيطاليا تقع في 20% من عدد سكانها، ومن خلال تطبيق النظرية على العديد من القطاعات كالأدارة والبيع وتنمية الذات وكذلك الإتصال وإدارة الوقت، ثبت فعليًا أن 80% من النتائج، سببها 20% من المقدمات.
ما الغرض من هذه المقدمة المسترسلة؟! لسبب واحد عزيزى القارئ؛ فنحن هنا فهمنا أن بإستغلال صحيح لـ 20% من مجهودنا، يمكننا تحقيق 80% من النتائج الإيجابية، لكن كيف نحدد أى المهمات هى الأحق ببذل مجهود فيها؟ وأى من نشاطاتنا يقع في مقدمة الأولويات؟! هذا سؤال سنجيب عليه بالتفصيل من خلال تعريفك بما يعرف بمصفوفة الوقت وتحديد الأولويات وما هى أهميتها وكيفية تطبيقها؟
دائمًا ما نواجه في حياتنا العديد من الضغوطات التي نعجز معها في التصرف، فنجد أنفسنا مضغوطين من ضيق الوقت والذي يصعب معه التصرف لعلاج هذه الضغوطات أو إزاحة همها من رؤسنا. فنقف عاجزين من ناحية لم نقم بالتصرف الصحيح، ومن ناحية يضيع الوقت دون إتخاذ أى موقف فعلي لتصليح الامر. لحسن حظنا أن هناك علاج لكل شئ، فإذا وجهت يوم مزدحم بالمهام ولديك حياة غير منظمة، ولا تعرف ما هى أهدافك وكيف تحققها، فإليك أهم أداة يستخدمها جميع المحترفين لتنظيم وقتهم واستخدامه بفاعلية:
مصفوفة إدارة الوقت أو ما يعرف بالـ Time Management Matrix هي مصفوفة أنشائها رائد الأعمال ستيفن كوفي، بحيث تتولى هذه المصفوفة تنظيم أى مهمة يقوم بها الإنسان وتوزيعها على واحدة من أربع أقسام رئيسية هم ( هام وعاجل، هام وغير عاجل، غير مهم وعاجل، غير مهم وغير عاجل)، حيث يرى ستيفن كوفي أن أى نشاط أو عمل يقوم به الإنسان مهما كان سنه أو تعليمه أو مستواه الفكري او المادي، لا يخرج في تصنيفه في كونه ( مهم أو غير مهم \ عاجل أو غير عاجل) فإذا قام الشخص بتحديد أولوياته طبقًا لهذه المصفوفة سيمكنه من تنظيم وقته وتوزيع مهامه كالآتي:
وفيها يتم وضع المهام الضرورية والتى يجب تنفيذها فورًا لما يترتب عليها من نتائج، كدفع الفواتير أو حضور إختبار أو إنهاء مهمة عاجلة يقف عليها فرد أو قسم آخر، الرد على شكاوى العملاء، معالجة أخطاء الإنتاج، صيانة قواعد السلامة في العمل، حضور اجتماع مع المدير، الذهاب إلى المستشفى… إلخ. وهذا النوع من المهام لا يستطيع الفرد تأجيله أو إهماله، فإذا قام الفرد بإهمال الرد على شكاوى العملاء مثلا، فقد تجد العميل بعد دقيقة واحدة متجهًا إلى مواقع التواصل الإجتماعي ناشرًا شكواه، وإذا واجهت شكوته هذه تأييد من الغير، لن يمر دقائق دون أن تجد هذه الشكوى منتشرة على معظم الحسابات الرقمية واسم علامتك التجارية يصيبه الضرر والتشويه؛ فبتجاهل لمهمة واحدة وتأجيل أدائها، أدى إلى تكليف اسم علامتك التجارية الكثير من المال والوقت لإنقاذه مما ناله من تشويه. لذلك عند ترتيب أولوياتك وتحديد ماهو العاجل والمهم فيها، يجب عليك أولًا أن تفكر في حجم الضرر الذى سينالك إذا تجاهلته وأى الفترة الزمنية المتاحة لك للقيام به وما تحتاج إليه من مساعدة لسرعة أداءه بالفعالية والجودة المطلوبة.
وفيها يتم وضع الأهداف أو المهام التي لا يتطلب تنفيذها عاجلًا، والتى غالبًا ما تتضمن الخطط بعيدة المدى أو الأهداف ذات المدة الزمنية الطويلة. فمثلًا ترغب في وضع خطة لنفسك خلال 5 سنين من الآن، هذه الخطة لن تنفذ بين ليلة وضحاها، بل تحتوي في طياتها على العديد من الأهداف المصغرة، والتي يستغرق تحقيق كل هدف منها الكثير من الوقت والمجهود. المهام المهمة والغير عاجلة لا تقتصر فقط على الأهداف والطموحات الشخصية، بل هي تتنوع لتشمل كل من خطط الإنتاج الشهرى أو السنوى، معدل التحصيل الدراسي لطفلك، عدد الكورسات التي ترغب في تعليمها، علاقتك بوالديك وآلية تطويرها، الحصول على ترقية أو تطور في الأداء، الإنتقال إلى عمل جديد بمنصب وظيفي أعلى. وبالرغم أن ظاهريًا يعد هذا القسم أقل رتبة وأهمية من قسم مهم وعاجل، لكنه أكثر الأقسام تأثيرًا في حياتك وأكثرها أولى بالإهتمام، فكل عمل صغير تقوم به في سبيل تحقيق أحد الأهداف التي وضعتها في قسم المهمة والغير عاجلة، تقربك أكثر إلى هدفك وإلى الحلم الذى ترغب فيه، بل وأسلوب الحياة الذي تتمناه كذلك؛ فهذا القسم بمثابة الـ 20% الأهم من مجهودك والتى من خلالها ستحقق 80% من طموحاتك كلها، فأهتم كثيرًا بما تضعه من أهداف في هذه الخانة، وقم بوضع مدة زمنية لكل هدف تضعه فيها، وراعى دائمًا الإلتزام بما تكتبه من أعمال.
هو خاص بالنشاطات التي تقوم بها والتي تتعلق غالبًا بالأخريين، كأن تقابل صديقًا ما، أو تحضر إجتماعًا عائليًا، أو تخرج في نزهة مع فريق العمل، أو ترد على إتصال من شخص تعرفه أو تذهب لتوصيل أحدهم وغيرها من المهام التي تستهلك من وقتك ويجب أدائها للموازنة بين حياتك العملية والشخصية أو لأداء حق الأخرين منك سواء بالتواصل أو العناية والإهتمام. يرجى الإشارة هنا أن كلمة غير مهم لا تعنى أن هذه الأنشطة غير مهمة في الحياة، بل بالعكس تمنح هذه الأنشطة تأثيرًا إيجايبًا فعال على نفسية المرء وإنتاجيته كذلك، لكن المقصود بها إنها لا تؤثر بشكل فعال في حياتك المهنية أو ما تخطط له من الأهداف بنفس التأثير الذى تقوم به الأهداف الأخرى.
وهذه الخانة مخصصة للأعمال الذى نقوم بها بغرض الترفيه عن أنفسنا أو تضيع الوقت فيها، والتي تشتمل على الوقت المخصص لألعاب الإنترنت أو التسويق أو متابعة المسلسلات والأفلام او غيرها من الأنشطة الغير مهمة أو عاجلة. تعد المهام التي تم وضعها في هذه الخانة خطرة، عندما يخصص لها الإنسان وقت كبير من حياته أو يستخدمها كوسيلة للهروب من الواقع والإستغراق فيها كحالة دفاعية أمام ما يواجه من مشاكل؛ فبدلًا من إتخاذ موقف والعمل على إصلاح حياته، يقوم بالهرب إلى الألعاب أو مواقع التواصل الإجتماعى والاستغراق في الشكوى دون علاج اى قصور أو بذل جهد بهدف الإصلاح.
بالنظر إلى ما سبق، فكل ما عليك فعله هو الإتيان بورقة وقلم ورسم مربع كما هو موضح، ثم ضع أهدافك فيه ووزيعها طبقًا لأولوياتك وما يتوافق مع خططك للحاضر وللمستقبل، ثم أنظر إليها جيدًا وأحكم: هل هذه فعلًا أولوياتك؟ أما ما ترغب في فعله توفيرًا للوقت وللمجهود؟
غير عاجل | عاجل | |
مهم | ||
غير مهم |
فإذا كانت إجابتك بأنها نعم، ليست هذه أولوياتى الحقيقية، فتعالى معي لنكتشف آلية الاستخدام الأمثل لمصفوفة إدارة الوقت وأهميتها بالنسبة لك.
بعدما أطلعنا على العناصر التي تتكون منها مصفوفة الوقت وعلى ما تشتمل عليه من أهداف، يجب علينا الآن التفكير فى الطريقة المثالية لإستخدامها في إدارة الوقت وتنظيمه؛ بحيث نتمكن من:
تساعدنا مصفوفة إدارة الأولويات أو ما يعرف بمصفوفة إدارة الوقت على الإجابة على كل هذه الاسئلة وأكثر، المهم أن نعرف كيف نستغلها وكيف نوجه الحياة لطريق الذى نرغب نحن في السير فيه، لا في الطريق التي تدفعنا الحياة نحوه كالآتي:
إذا كنت تسعى للاحتراف، فمصفوفة إدارة الوقت ليست بالاستراتيجية التي يمكن تجاهلها؛ فمصفوفة كتلك أثبتت أهميتها مع العديد من الخبراء في مجال الأعمال وكذلك المحترفين في قطاعات مختلفة؛ فالنجاح دائمًا يبدأ من خطوة إدارة الوقت وإستخدامه بفعالية، إذا استطعت أن تتحكم فيه، فأنت بذلك تحكمت في مستقبلك.أهملته، فأنت تحكم على حياتك بدرب طويل من العشوائية والكثير من الفشل. فأجبني الآن، هل أنت المتحكم في حياتك؟ أم تتركها لتكون جزء من خطط حياة الأخرين؟
إذا كنت مشتتًا في الإجابة بعد، فأنصحك بقراءة مقال أهمية إدارة الوقت في مجال العمل وأهم 7 استراتيجيات ناجحة فيه ،ستجد فيه أهم الاستراتيجات التتى تساعدك على استغلال مصفوفة إدارة الأولويات بشكل فعال، كما يمكنك التزود أكاديميًا بمجموعة من الكورسات النظرية والعملية في إدارة الوقت والتي تقدمها لك أكاديمية إعمل بيزنس الإحترافية.
الحياة معقدة وبمرور الوقت تزداد صعوبة أكثر وأكثر،
عندما تشاهد إحدى الفيديوهات المصورة لمنصة TedX
إذا سألتك ما الذي تعرفه عند الهند؟ غالبا ما ستخبرني عن
القواعد والنصائح مليانة فى كتب الإدارة
إزاي تبقى مليونير وانت في التلاتينات؟ وانا في
طبقًا لمبدأ باريتو فإن 80% من النتائج سببها 20% من
قصة نجاح الاوفيس بويفي 2004 كنت قاعد مع رجل أعمال كبير
طفلك اليوم.. رائد أعمال المستقبلمن كام أسبوع انتشرت
ممكن تبقى غني بعد الـ35 .. أصل النجاح مالوش سن اليومين
الحياة معقدة وبمرور الوقت تزداد صعوبة أكثر وأكثر،
القواعد والنصائح مليانة فى كتب الإدارة
إحنا قلنا قبل كده إن أهم يومين في حياة الإنسان اليوم
عندما تشاهد إحدى الفيديوهات المصورة لمنصة TedX